صفحة جزء
باب ما جاء في إصلاح ذات البين

1938 حدثنا أحمد بن منيع حدثنا إسمعيل بن إبراهيم عن معمر عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أمه أم كلثوم بنت عقبة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليس بالكاذب من أصلح بين الناس فقال خيرا أو نمى خيرا قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح
باب ما جاء في إصلاح ذات البين

قال في المجمع : ذات الشيء نفسه وحقيقته ، والمراد ما أضيف إليه ، ومنه إصلاح ذات البين أي إصلاح أحوال بينكم حتى يكون أحوال ألفة ومحبة واتفاق ، كـ عليم بذات الصدور أي بمضمراتها ، لما كانت الأحوال ملابسة للبين قيل لها ذات البين ، وإصلاحها سبب الاعتصام بحبل الله وعدم التفرق بين المسلمين فهو درجة فوق درجة من اشتغل بخويصة نفسه بالصيام والصلاة فرضا ونفلا انتهى .

قوله : ( عن حميد بن عبد الرحمن ) بن عوف الزهري المدني ( عن أمه أم كلثوم بنت عقبة ) بن أبي معيط الأموية أسلمت قديما ، وهي أخت عثمان لأمه صحابية لها أحاديث ماتت في خلافة علي .

قوله : ( ليس بالكاذب من أصلح بين الناس ) أي ليس بالكاذب المذموم من أصلح بين الناس بل هذا محسن ( فقال خيرا ) أي قولا متضمنا للخير دون الشر بأن يقول للإصلاح مثلا بين زيد وعمرو : يا عمرو يسلم عليك زيد ويمدحك ويقول أنا أحبه ، وكذلك يجيء إلى زيد ويبلغ من [ ص: 60 ] عمرو مثل ما سبق ( أو نمى خيرا ) شك من الراوي قال الجزري في النهاية : يقال نميت الحديث أنميه إذا بلغته على وجه الإصلاح وطلب الخير ، فإذا بلغته على وجه الإفساد والنميمة قلت نميته بالتشديد ، هكذا قال أبو عبيد وابن قتيبة وغيرهما من العلماء ، وقال الحربي : نمى مشددة وأكثر المحدثين يقولونها مخففة وهذا لا يجوز ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يلحن ، ومن خفف لزمه أن يقول خير بالرفع قال الجزري : وهذا ليس بشيء فإنه ينتصب بنمى كما انتصب بقال ، وكلاهما على زعمه لازمان وإنما نمى متعد ، يقال نميت الحديث أي رفعته وأبلغته انتهى .

قوله : ( وهذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي .

التالي السابق


الخدمات العلمية