صفحة جزء
باب ما جاء في طلاقة الوجه وحسن البشر

1970 حدثنا قتيبة حدثنا المنكدر بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل معروف صدقة وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق وأن تفرغ من دلوك في إناء أخيك وفي الباب عن أبي ذر قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح
( باب ما جاء في طلاقة الوجه وحسن البشر ) قال في القاموس : البشر بالكسر الطلاقة ، وقال فيه طلق ككرم وهو طلق الوجه مثلثة وككتف وأمير أي ضاحكه ومشرقه .

قوله : ( كل معروف صدقة ) قال الراغب : المعروف اسم كل فعل يعرف حسنه بالشرع والعقل معا ويطلق على الاقتصاد لثبوت النهي عن السرف ، وقال ابن أبي جمرة : يطلق اسم المعروف على ما عرف بأدلة الشرع أنه من أعمال البر ، سواء جرت به العادة أم لا ، قال : والمراد بالصدقة الثواب ، فإن قارنته النية أجر صاحبه جزما وإلا ففيه احتمال : قال : وفي هذا الكلام إشارة إلى أن الصدقة لا تنحصر في الأمر المحسوس منه ، فلا تختص بأهل اليسار مثلا ، بل كل واحد قادر على أن يفعلها في أكثر الأحوال بغير مشقة ( وإن من المعروف ) أي من جملة أفراده ( أن تلقى أخاك ) أي المسلم ( بوجه ) بالتنوين ( طلق ) يعني تلقاه منبسط الوجه متهلله ( وأن تفرغ ) من الإفراغ أي تصب ( من دلوك ) أي استقاءك ( في إناء أخيك ) لئلا يحتاج إلى الاستقاء أو لاحتياجه إلى الدلو .

قوله : ( وفي الباب عن أبي ذر ) أخرجه الترمذي في باب صنائع المعروف .

قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أحمد ، قال القاري في المرقاة : وفي كثير من نسخ الترمذي حسن فقط ، وليس في سنده غير المنكدر بن محمد بن المنكدر ، قال الذهبي : فيه لين ، وقد وثقه أحمد ، كذا ذكره ميرك انتهى .

قلت قال الحافظ في التقريب : المنكدر بن محمد بن المنكدر القرشي التيمي المدني لين الحديث من الثامنة .

[ ص: 91 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية