صفحة جزء
باب ما جاء في فضل المملوك الصالح

1985 حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعما لأحدهم أن يطيع ربه ويؤدي حق سيده يعني المملوك وقال كعب صدق الله ورسوله وفي الباب عن أبي موسى وابن عمر قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح
قوله : ( نعم ما ) ما نكرة غير موصولة ولا موصوفة ، بمعنى شيء ، أي نعم شيئا ( لأحدهم ) وفي رواية البخاري : نعما المملوك ، قال الحافظ في الفتح : بفتح النون وكسر العين وإدغام الميم في الأخرى ، ويجوز كسر النون ، وتكسر النون وتفتح أيضا مع إسكان العين وتحريك الميم ، فتلك أربع لغات ( أن يطيع ربه ويؤدي حق سيده ) مخصوص بالمدح ، والمعنى نعم شيئا له إطاعة الله وأداء حق سيده ( يعني المملوك ) هذا تفسير من بعض الرواة لقوله لأحدهم ( وقال كعب : صدق الله ورسوله ) كعب هذا هو كعب الأحبار ، قال الحافظ في التقريب : كعب بن ماتع الحميري أبو إسحاق المعروف بكعب الأحبار ثقة من الثانية مخضرم كان من أهل اليمن فسكن الشام ، مات في خلافة عثمان وقد زاد على المائة وليس له في البخاري رواية ، وفي مسلم رواية لأبي هريرة عنه من طريق الأعمش عن أبي صالح انتهى ، وقال في تهذيب التهذيب في ترجمته : وقد وقع ذكر الرواية عنه في مواضع في مسلم في أواخر كتاب الإيمان ، وفي حديث أبي معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رفعه : إذا أدى العبد حق الله وحق مواليه كان له أجران ، قال فحدثت به كعبا فقال كعب ليس عليه حساب لا على مؤمن مزهد انتهى .

[ ص: 103 ] قوله : ( وفي الباب عن أبي موسى وابن عمر ) أما حديث أبي موسى فأخرجه البخاري عنه مرفوعا : المملوك الذي يحسن عبادة ربه ويؤدي إلى سيده الذي عليه من الحق والنصيحة والطاعة له أجران وأما حديث ابن عمر فأخرجه الشيخان ، وأبو داود عنه مرفوعا : إن العبد إذا نصح لسيده وأحسن عبادة الله فله أجره مرتين .

قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) ، وأخرجه الشيخان بلفظهما : المملوك أن يتوفاه الله يحسن عبادة ربه وطاعة سيده نعما له .

التالي السابق


الخدمات العلمية