صفحة جزء
باب ما جاء في ترك العيب للنعمة

2031 حدثنا أحمد بن محمد أخبرنا عبد الله بن المبارك عن سفيان عن الأعمش عن أبي حازم عن أبي هريرة قال ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما قط كان إذا اشتهاه أكله وإلا تركه قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وأبو حازم هو الأشجعي الكوفي واسمه سلمان مولى عزة الأشجعية
قوله : ( ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما قط ) قال الحافظ أي مباحا أما الحرام فكان يعيبه ويذمه وينهى عنه ، وذهب بعضهم إلى أن العيب إن كان من جهة الخلقة كره وإن كان من جهة الصنعة لم يكره ; لأن صنعة الله لا تعاب وصنعة الآدميين تعاب ، قال الحافظ : والذي يظهر التعميم فإن فيه كسر قلب الصانع ، قال النووي : من آداب الطعام المتأكدة أن لا يعاب كقوله [ ص: 152 ] مالح حامض قليل الملح غليظ رقيق غير ناضج وغير ذلك ( وإلا ) أي وإن لم يشتهه ( تركه ) يعني مثل ما وقع له في الضب ، قال ابن بطال : هذا من حسن الأدب لأن المرء قد لا يشتهي الشيء ويشتهيه غيره ، وكل مأذون في أكله من قبل الشرع ليس فيه عيب .

قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه الشيخان ، قوله : ( وأبو حازم هو الأشجعي إلخ ) قال الحافظ في تهذيب التهذيب : سلمان أبو حازم الأشجعي الكوفي روى عن مولاته عزة الأشجعية وأبي هريرة وغيرهما ، وعنه الأعمش وغيره ، وقال في التقريب : ثقة من الثالثة .

التالي السابق


الخدمات العلمية