صفحة جزء
باب ما جاء في التجارب

2033 حدثنا قتيبة حدثنا عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حليم إلا ذو عثرة ولا حكيم إلا ذو تجربة قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه
( باب ما جاء في التجارب ) جمع التجربة قال في القاموس : جربه تجربة اختبره .

قوله : ( لا حليم إلا ذو عثرة ) بفتح العين وسكون المثلثة ، قال القاري : أي صاحب زلة [ ص: 154 ] قدم ، أو لغزة قلم ، في تقريره أو تحريره وقيل أي لا حليم كاملا إلا من وقع في زلة وحصل منه الخطأ والتخجل فعفي عنه فعرف به رتبة العفو ، فيحلم عند عثرة غيره ; لأنه عند ذلك يصير ثابت القدم انتهى .

( ولا حكيم إلا ذو تجربة ) أي صاحب امتحان في نفسه وفي غيره قال القاري : قال الشارح أي لا حكيم كاملا إلا من جرب الأمور وعلم المصالح والمفاسد ، فإنه لا يفعل فعلا إلا عن حكمة إذ الحكمة إحكام الشيء وإصلاحه عن الخلل انتهى ، قال ويمكن أن يقال المعنى لا حليم إلا وقد يعثر كما قيل : نعوذ بالله من غضب الحليم ، ولا حكيم من الحكماء الطبية إلا صاحب التجربة في الأمور الدائبة والذاتية ، قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) وأخرجه أحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه ، والحاكم في مستدركه قال المناوي في شرح الجامع الصغير : إسناده صحيح .

التالي السابق


الخدمات العلمية