صفحة جزء
2068 حدثنا محمد بن بشار حدثنا معاذ بن هشام حدثنا أبي عن قتادة عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا الكمأة جدري الأرض فقال النبي صلى الله عليه وسلم الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين والعجوة من الجنة وهي شفاء من السم قال أبو عيسى هذا حديث حسن
قوله : ( قالوا الكمأة جدري الأرض ) بضم جيم وفتح دال وكسر راء وتشديد ياء هو حب يظهر في جسد الصبي من فضلات تتضمن المضرة تدفعها الطبيعة ويقال له بالهندية جيجك ، قال الطيبي : شبهوها به في كونها فضلات تدفعها الأرض إلى ظاهرها ذما لها ( فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين ) ، قال الطيبي : كأنهم لما ذموها وجعلوها من الفضلات التي تتضمن المضرة وتدفعها الأرض إلى ظاهرها ، كما تدفع الطبيعة الفضلات بالجدري ، قابله صلى الله عليه وسلم بالمدح بأنه من المن أي مما من الله به على عباده ، أو شبهها بالمن وهو العسل الذي ينزل من السماء ، إذ يحصل بلا علاج واحتياج إلى بذر وسقي ، أي ليست بفضلات ، بل من فضل الله ومنه ، أو ليست مضرة بل شفاء كالمن النازل انتهى .

قوله : ( هذا حديث حسن ) ، وأخرجه ابن ماجه والطبري ، من طريق ابن المنكدر عن جابر قال : كثرت الكمأة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فامتنع قوم من أكلها وقالوا هي جدري الأرض ، فبلغه ذلك فقال : إن الكمأة ليست من جدري الأرض لا إن الكمأة من المن ، كذا في الفتح .

التالي السابق


الخدمات العلمية