صفحة جزء
باب عمل السر

2384 حدثنا محمد بن المثنى حدثنا أبو داود حدثنا أبو سنان الشيباني عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رجل يا رسول الله الرجل يعمل العمل فيسره فإذا اطلع عليه أعجبه ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم له أجران أجر السر وأجر العلانية قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب وقد روى الأعمش وغيره عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي صالح عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وأصحاب الأعمش لم يذكروا فيه عن أبي هريرة قال أبو عيسى وقد فسر بعض أهل العلم هذا الحديث فقال إذا اطلع عليه فأعجبه فإنما معناه أن يعجبه ثناء الناس عليه بالخير لقول النبي صلى الله عليه وسلم أنتم شهداء الله في الأرض فيعجبه ثناء الناس عليه لهذا لما يرجو بثناء الناس عليه فأما إذا أعجبه ليعلم الناس منه الخير ليكرم على ذلك ويعظم عليه فهذا رياء وقال بعض أهل العلم إذا اطلع عليه فأعجبه رجاء أن يعمل بعمله فيكون له مثل أجورهم فهذا له مذهب أيضا
[ ص: 50 ] قوله : ( أخبرنا أبو داود ) هو الطيالسي ( أخبرنا أبو سنان الشيباني ) هو الأصغر ، ويأتي ترجمته وترجمة أبي سنان الأكبر في باب كم صف أهل الجنة من أبواب صفة الجنة .

قوله : ( فيسره ) من الإسرار أي فيخفيه ( فإذا اطلع ) بصيغة المجهول ، وقوله الرجل يعمل إلى قوله أعجبه إخبار فيه معنى الاستخبار ، يعني هل تحكم على هذا أنه رياء أم لا ( أجر السر ) أي لإخلاصه ( وأجر العلانية ) أي للاقتداء به أو لفرحه بالطاعة وظهورها منه .

قوله : ( وقال بعض أهل العلم إذا اطلع عليه فأعجبه رجاء أن يعمل بعمله فتكون له مثل أجورهم ) وهذا معنى قوله -صلى الله عليه وسلم- : " من سن سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها " ( فهذا له مذهب أيضا ) أي هذا المعنى الثاني أيضا صحيح يجوز أن يذهب إليه ويختار .

التالي السابق


الخدمات العلمية