صفحة جزء
2523 حدثنا عباس الدوري حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن فراس عن عطية عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها وقال ذلك الظل الممدود قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب من حديث أبي سعيد
قوله : ( عن فراس ) بكسر أوله وبمهملة ابن يحيى الهمداني الخارقي أبي يحيى الكوفي المكتب ، صدوق ربما وهم ، من السادسة .

قوله : ( في الجنة شجرة ) قال ابن الجوزي : يقال إنها طوبى قال الحافظ : وشاهد ذلك في حديث عتبة بن عبد السلمي عند أحمد والطبراني وابن حبان فهذا هو المعتمد خلافا لمن قال : إنما نكرت للتنبيه على اختلاف جنسها بحسب شهوات أهل الجنة ( يسير الراكب ) أي راكب فرض . ومنهم من حمله على الوسط المعتدل ( في ظلها ) أي في نعيمها وراحتها ، ومنه قولهم : عيش ظليل وقيل معنى ظلها ناحيتها ، وأشار بذلك إلى امتدادها ، ومنه قولهم : أنا في ظلك أي في ناحيتك قال القرطبي والمحوج إلى هذا التأويل أن الظل في عرف أهل الدنيا ما بقي من حر الشمس وأذاها وليس في الجنة شمس ولا أذى ( مائة عام لا يقطعها ) أي لا ينتهي إلى آخر ما يميل من أغصانها ( قال وذلك الظل الممدود ) وفي حديث أبي هريرة عند البخاري واقرءوا إن شئتم وظل ممدود وحديث أبي سعيد هذا [ ص: 191 ] أخرجه الشيخان بلفظ : ( إن في الجنة لشجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع مائة عام ما يقطعها " .

التالي السابق


الخدمات العلمية