صفحة جزء
9999 وبهذا الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من مات من أهل الجنة من صغير أو كبير يردون أبناء ثلاثين في الجنة لا يزيدون عليها أبدا وكذلك أهل النار وبهذا الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن عليهم التيجان إن أدنى لؤلؤة منها لتضيء ما بين المشرق والمغرب قال أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين
قوله : ( وبهذا الإسناد ) أي الإسناد السابق .

قوله : ( من مات من أهل الجنة من صغير أو كبير يردون ) بصيغة المجهول أي يعودون ، وفيه تغليب ; لأنه لا رد في الصغير ، أو المعنى يصيرون ( في الجنة ) متعلق بقوله يردون ( لا يزيدون عليها أبدا ) أي زيادة مؤثرة في تغيير أبدانهم وأعضائهم وشعورهم وأشعارهم ، وإلا فزمانهم في الجنة يتزايد أبد الآبدين ( وكذلك أهل النار ) أي في العمر وعدم الزيادة . قال الطيبي : فإن قلت ما التوفيق بين هذا الحديث وبين ما رواه مسلم عن أبي هريرة في باب البكاء " صغارهم دعاميص الجنة " أي داخلون على منازلهم لا يمنعون من موضع كما في الدنيا ، قلت : في الجنة ظرف لـ " يردون " وهو لا يشعر أنهم لم يكونوا دعاميص قبل الرد .

قوله : ( إن عليهم ) أي على رءوس أهل الجنة ( التيجان ) بكسر المثناة الفوقية جمع تاج ( إن أدنى لؤلؤة منها ) أي من التيجان ( لتضيء ) بالتأنيث . قال القاري : ولعل وجهه أن المضاف اكتسب التأنيث من المضاف إليه . والمعنى لتنور ( ما بين المشرق والمغرب ) فأضاء متعد ويمكن أن يكون لازما ، والتقدير ليضيء به ما بينهما من الأماكن لو ظهرت على الدنيا .

قوله : ( هذا حديث غريب ) أي كل واحد من الأحاديث الثلاثة المذكورة بالإسناد الواحد غريب ( لا نعرفه إلا من حديث رشدين بن سعد ) وهو ضعيف .

التالي السابق


الخدمات العلمية