صفحة جزء
باب ما جاء في تبليغ السلام

2693 حدثنا علي بن المنذر الكوفي حدثنا محمد بن فضيل عن زكريا بن أبي زائدة عن عامر الشعبي حدثني أبو سلمة أن عائشة حدثته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها إن جبريل يقرئك السلام قالت وعليه السلام ورحمة الله وبركاته وفي الباب عن رجل من بني نمير عن أبيه عن جده قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وقد رواه الزهري أيضا عن أبي سلمة عن عائشة
قوله : ( حدثنا علي بن المنذر الكوفي ) الطريقي صدوق يتشيع ، من العاشرة ( عن زكريا بن أبي زائدة ) بن ميمون بن فيروز الهمداني الوادعي الكوفي ثقة وكان يدلس وسماعه من أبي إسحاق بأخرة ، من السادسة ( عن عامر ) هو الشعبي .

[ ص: 391 ] قوله : ( إن جبرائيل يقرئك السلام ) من الإقراء ، ففي القاموس : قرأ عليه السلام أبلغه كـ أقرأه أو لا يقال أقرأه إلا إذا كان السلام مكتوبا ، انتهى . قال الحافظ في الفتح : قال النووي في هذا الحديث مشروعية إرسال السلام ، ويجب على الرسول تبليغه لأنه أمانة ، وتعقب بأنه بالوديعة أشبه ، والتحقيق من الرسول إن التزمه أشبه الأمانة وإلا فوديعة والودائع إذا لم تقبل لم يلزمه شيء . قال : وفيه إذا أتاه سلام من شخص أو في ورقة وجب الرد على الفور ، ويستحب أن يرد على المبلغ ، كما أخرج النسائي عن رجل من بني تميم ، أنه بلغ النبي -صلى الله عليه وسلم- سلام أبيه ، فقال له : وعليك وعلى أبيك السلام ، وقد تقدم في المناقب أن خديجة لما بلغها النبي -صلى الله عليه وسلم- عن جبريل سلام الله عليها قالت : إن الله هو السلام ، ومنه السلام وعليه وعلى جبريل السلام ، ولم أر في شيء من طرق حديث عائشة أنها ردت على النبي -صلى الله عليه وسلم- فدل على أنه غير واجب ، انتهى ما في الفتح .

قوله : ( وفي الباب عن رجل من بني نمير عن أبيه عن جده ) روى أبو داود في سننه قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة أخبرنا إسماعيل عن غالب ، قال إنا لجلوس بباب الحسن إذ جاء رجل ، فقال : حدثني أبي عن جدي ، قال : بعثني أبي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال : ائته فأقرئه السلام ، قال : فأتيته فقلت : إن أبي يقرئك السلام ، فقال : عليك وعلى أبيك السلام . قال المنذري : وأخرجه النسائي وقال فيه عن رجل من بني نمير عن أبيه عن جده ، هذا الإسناد فيه مجاهيل .

قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه الشيخان من طريق عامر عن أبي سلمة عن عائشة ، ومن طريق الزهري عن أبي سلمة عنها وأخرجه الترمذي أيضا من هذين الطريقين في فضل عائشة .

التالي السابق


الخدمات العلمية