صفحة جزء
باب ما جاء في الفصاحة والبيان

2853 حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني حدثنا عمر بن علي المقدمي حدثنا نافع بن عمر الجمحي عن بشر بن عاصم سمعه يحدث عن أبيه عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله يبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه كما تتخلل البقرة قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه وفي الباب عن سعد
قوله : ( أخبرنا نافع بن عمر ) بن عبد الله بن جميل الجمحي المكي ، ثقة من كبار السابعة ( عن بشر بن عاصم ) بن سفيان بن عبد الله بن ربيعة بن الحارث الثقفي الطائفي ثقة من السادسة ( عن أبيه ) هو عاصم بن سفيان صدوق من الثالثة .

قوله : ( إن الله يبغض ) بضم التحتية وسكون الباء وكسر الغين ، كذا هو مضبوط في النسخة الأحمدية بالقلم . قال في القاموس : أبغضوه مقتوه ، وقال في الصراح : إبغاض دشمن داشتن ( البليغ ) أي المبالغ في فصاحة الكلام وبلاغته ( من الرجال ) أي مما بينهم ، وخصوا لأنه الغالب فيهم ( الذي يتخلل بلسانه ) أي يأكل بلسانه أو يدير لسانه حول أسنانه مبالغة في إظهار بلاغته وبيانه ( كما تتخلل البقرة ) أي بلسانها كما في رواية ، قال في النهاية : أي يتشدق في الكلام بلسانه ويلفه كما تلف البقرة الكلأ بلسانها لفا . انتهى . وخص البقرة لأن جميع البهائم تأخذ النبات بأسنانها وهي تجمع بلسانها . وأما من بلاغته خلقية فغير مبغوض ، كذا في السراج المنير .

قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) وأخرجه أحمد وأبو داود .

قوله : ( وفي الباب عن سعد ) أي ابن أبي وقاص أخرجه أحمد عنه مرفوعا : لا تقوم الساعة حتى يخرج قوم يأكلون بألسنتهم كما تأكل البقر بألسنتها .

التالي السابق


الخدمات العلمية