صفحة جزء
2966 حدثنا عبد بن حميد حدثنا يزيد بن أبي حكيم عن سفيان عن عاصم الأحول قال سألت أنس بن مالك عن الصفا والمروة فقال كانا من شعائر الجاهلية فلما كان الإسلام أمسكنا عنهما فأنزل الله تبارك وتعالى إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما قال هما تطوع ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح
قوله : ( أخبرنا يزيد بن أبي حكيم ) العدني أبو عبد الله صدوق من التاسعة .

[ ص: 244 ] قوله : ( سألت أنس بن مالك عن الصفا والمروة ) وفي رواية البخاري قلت لأنس بن مالك أكنتم تكرهون السعي بين الصفا والمروة قال نعم ( كانا من شعائر الجاهلية ) أي من العلامات التي كانوا يتعبدون بها ( أمسكنا عنهما ) أي عن السعي بينهما ( قال ) أي أنس ( هما تطوع ) أي السعي بينهما ليس بواجب ، وهذا هو قول أنس . واختلف أهل العلم في هذه المسألة قال العيني : قال شيخنا زين الدين في شرحه للترمذي : اختلفوا في السعي بين الصفا والمروة للحاج على ثلاثة أقوال : أحدها : أنه ركن لا يصح الحج إلا به وهو قول ابن عمر وعائشة وجابر ، وبه قال الشافعي ومالك في المشهور عنه وأحمد في أصح الروايتين عنه وإسحاق وأبو ثور لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي . رواه أحمد والدارقطني والبيهقي من رواية صفية بنت شيبة عن حبيبة بنت أبي تجرأة بإسناد حسن وقال عبد العظيم إنه حديث حسن . قال العيني : قال ابن حزم في المحلى إن حبيبة بنت أبي تجرأة مجهولة ، وقال شيخنا هو مردود لأنها صحابية وكذلك صفية بنت شيبة صحابية .

والقول الثاني : أنه واجب يجبر بدم ، وبه قال الثوري وأبو حنيفة ومالك في العتبية كما حكاه ابن العربي . والقول الثالث : أنه ليس بركن ولا واجب بل هو سنة ومستحب ، وهو قول ابن عباس وابن سيرين وعطاء ومجاهد وأحمد في رواية : ومن طاف فقد حل . انتهى .

قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه الشيخان والنسائي .

التالي السابق


الخدمات العلمية