صفحة جزء
3066 حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا إسمعيل بن عياش عن أبي بكر بن أبي مريم الغساني عن راشد بن سعد عن سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما إنها كائنة ولم يأت تأويلها بعد قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب
قوله : ( عن راشد بن سعد ) المقرائي بفتح الميم وسكون القاف وفتح الراء بعدها همزة ثم ياء النسب ، الحمصي ، ثقة كثير الإرسال من الثالثة .

قوله : ( أما ) بالتخفيف حرف التنبيه ( إنها ) أي الخصلة المذكورة من بعث العذاب من الفوق أو التحت ( كائنة ) واقعة فيما بعد ( ولم يأت تأويلها ) أي عاقبة ما فيها من الوعيد ( بعد ) بالبناء على الضم يعني إلى الآن .

فإن قيل : هذا الحديث صريح في أن الرجم والخسف كائنان في هذه الأمة ، وحديث جابر [ ص: 349 ] المذكور يستفاد منه أنهما لا يقعان لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ استعاذ منهما وقد روى ابن مردويه عن ابن عباس عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : دعوت الله أن يرفع عن أمتي أربعا ، فرفع عنهم اثنتين وأبى أن يرفع عنهم اثنتين ، دعوت الله أن يرفع عنهم الرجم من السماء والخسف من الأرض ، وأن لا يلبسهم شيعا ولا يذيق بعضهم بأس بعض فرفع الله عنهم الخسف والرجم ، وأبى أن يرفع عنهم الأخريين ، فما وجه التوفيق؟ يقال : إن الإعاذة المذكورة في حديث جابر وغيره مقيدة بزمان مخصوص وهو وجود الصحابة والقرون الفاضلة ، وأما بعد ذلك فيجوز وقوع ذلك فيهم ويحتمل في طريق الجمع أن يكون المراد أن ذلك لا يقع لجميعهم وإن وقع لأفراد منهم غير مقيدة بزمان كما في خصلة العدو الكافر والسنة العامة ، فإنه ثبت في صحيح مسلم من حديث ثوبان رفعه في حديث : إن الله زوى لي مشارق الأرض ومغاربها وسيبلغ ملك أمتي ما زوى لي منها الحديث وفيه : وإني سألت ربي أن لا يهلك أمتي بسنة عامة وأن لا يسلط عليهم عدوا من غير أنفسهم وأن لا يلبسهم شيعا ويذيق بعضهم بأس بعض فقال : يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد ، وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة ، وأن لا أسلط عليهم عدوا من غيرهم يستبيح بيضتهم حتى يكون بعضهم يهلك بعضا . وأخرج الطبري من حديث شداد نحوه بإسناد صحيح ، فلما كان تسليط العدو الكافر قد يقع على بعض المؤمنين لكنه لا يقع عموما فكذلك الخسف والقذف ، هذا تلخيص ما في الفتح .

قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) وأخرجه أحمد .

التالي السابق


الخدمات العلمية