صفحة جزء
3067 حدثنا علي بن خشرم أخبرنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال لما نزلت الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم شق ذلك على المسلمين فقالوا يا رسول الله وأينا لا يظلم نفسه قال ليس ذلك إنما هو الشرك ألم تسمعوا ما قال لقمان لابنه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح
قوله : ( عن إبراهيم ) هو النخعي ( عن علقمة ) هو ابن قيس ( عن عبد الله ) هو ابن مسعود .

قوله : ( لما نزلت ) بالتأنيث لكون ما بعده من فاعله آية ، والتقدير لما أنزلت آية الذين آمنوا ولم يلبسوا بكسر الموحدة ، أي لم يخلطوا ، تقول لبست الأمر بالتخفيف ألبسه بالفتح في الماضي والكسر في المستقبل ، أي خلطته . وتقول لبست الثوب ألبسه بالكسر في الماضي والفتح في المستقبل ، والمصدر من الأول لبس بفتح اللام ، ومن الثاني لبس بالضم إيمانهم بظلم أي لم يخلطوه [ ص: 350 ] بالشرك . قال محمد بن إسماعيل التيمي في شرحه : خلط الإيمان بالشرك لا يتصور ، فالمراد أنهم لم تحصل لهم الصفتان : كفر متأخر عن إيمان متقدم أي لم يرتدوا أو يحتمل أن يراد أنهم لم يجمعوا بينهما ظاهرا أو باطنا ، أو لم ينافقوا ، وهذا أوجه . كذا في الفتح ( شق ذلك على المسلمين ) أي الصحابة رضي الله عنهم ، ظنا منهم أن المراد بالظلم مطلق المعاصي في قوله تعالى ( إن الشرك لظلم عظيم ) كما يتبادر إلى الفهم لا سيما من التنكير الذي يفيد العموم ( وأينا ) كلام إضافي مبتدأ وقوله ( لا يظلم نفسه ) خبره ( قال ) أي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( ليس ذلك ) أي ليس معناه كما فهمتم ( إنما هو ) أي الظلم ( الشرك ) ففي التنكير إشارة إلى أن المراد أي نوع من الكفر أو أريد به التعظيم أي بظلم عظيم ( ألم تسمعوا ما قال لقمان لابنه إلخ ) ظاهر هذا أن الآية التي في " لقمان " كانت معلومة عندهم ولذلك نبههم عليها ، ووقع في رواية للبخاري فأنزل الله عز وجل إن الشرك لظلم عظيم . قال الحافظ . يحتمل أن يكون نزولها وقع في الحال فتلاها عليهم ثم نبههم فتلتئم الروايتان .

. ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه الشيخان .

التالي السابق


الخدمات العلمية