صفحة جزء
3277 أخبرنا أحمد بن منيع حدثنا عباد بن العوام حدثنا الشيباني قال سألت زر بن حبيش عن قوله عز وجل فكان قاب قوسين أو أدنى فقال أخبرني ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل وله ست مائة جناح قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب صحيح
قوله : ( أخبرنا الشيباني ) هو أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان .

قوله فكان أي جبرائيل من النبي صلى الله عليه وسلم قاب أي قدر قوسين أو أدنى أي أقرب من ذلك . زاد البخاري في رواية فأوحى إلى عبده ما أوحى ( فقال ) أي زر بن حبيش ( رأى جبرائيل ) أي في صورته مرتين : مرة بالأرض في الأفق الأعلى . ومرة في السماء عند سدرة المنتهى .

[ ص: 118 ] قال الحافظ : الحاصل أن ابن مسعود كان يذهب في ذلك إلى أن الذي رآه النبي صلى الله عليه وسلم هو جبرائيل كما ذهبت إلى ذلك عائشة . والتقدير على رأيه فأوحى أي جبرائيل إلى عبده أي عبد الله محمد لأنه يرى أن الذي دنا فتدلى هو جبرائيل وأنه هو الذي أوحى إلى محمد . وكلام أكثر المفسرين من السلف يدل على أن الذي أوحى هو الله أوحى إلى عبده محمد ، ومنهم من قال إلى جبريل انتهى . وقال ابن القيم في زاد المعاد : أما قوله تعالى في سورة النجم : ثم دنا فتدلى فهو غير الدنو والتدلي في قصة الإسراء فإن الذي دنا في سورة النجم هو دنو جبريل وتدليه كما قالت عائشة وابن مسعود والسياق يدل عليه فإنه قال : علمه شديد القوى وهو جبريل ذو مرة فاستوى وهو بالأفق الأعلى ثم دنا فتدلى ، فالضمائر كلها راجعة إلى هذا المعلم الشديد القوى وهو ذو المرة أي القوة وهو الذي استوى بالأفق الأعلى وهو الذي دنا فتدلى فكان من محمد صلى الله عليه وسلم : قدر قوسين أو أدنى ، فأما الدنو والتدلي الذي في حديث الإسراء فذلك صريح في أنه دنو الرب تبارك وتعالى وتدليه ولا تعرض في سورة النجم لذلك بل فيها أنه رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى وهذا هو جبريل رآه محمد صلى الله عليه وسلم على صورته مرتين مرة في الأرض ومرة عند سدرة المنتهى انتهى .

قوله : ( هذا حديث حسن صحيح غريب ) وأخرجه البخاري ومسلم والنسائي .

التالي السابق


الخدمات العلمية