صفحة جزء
باب ما جاء أن دعوة المسلم مستجابة

3381 حدثنا قتيبة حدثنا ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من أحد يدعو بدعاء إلا آتاه الله ما سأل أو كف عنه من السوء مثله ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم وفي الباب عن أبي سعيد وعبادة بن الصامت
( باب ما جاء أن دعوة المسلم مستجابة ) لكن الإجابة تتنوع ، فروى أحمد في مسنده عن أبي سعيد مرفوعا : ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث إما أن يعجل له دعوته ، وإما أن يدخرها له في الآخرة ، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها . وروى الترمذي في أواخر الدعوات عن أبي هريرة مرفوعا : ما من رجل يدعو الله بدعاء إلا استجيب له ، فإما أن يعجل له في الدنيا ، وإما أن يدخر له في الآخرة ، وإما أن يكفر عنه من ذنوبه بقدر ما دعا . . الحديث .

قوله : " إلا آتاه الله ما سأل " أي إن جرى في الأزل تقدير إعطائه ما سأل " أو كف عنه من السوء مثله " أي دفع عنه من البلاء عوضا مما منع قدر مسئوله إن لم يجر التقدير " ما لم يدع بإثم " أي بمعصية " أو قطيعة رحم " تخصيص بعد تعميم . اعلم أن لإجابة الدعاء شروطا منها الإخلاص لقوله تعالى : فادعوا الله مخلصين له الدين ، ومنها أن لا يكون فيه إثم ولا قطيعة رحم لحديث جابر هذا ، [ ص: 229 ] ومنها أن يكون طيب المطعم والملبس لحديث أبي هريرة عند مسلم وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك ، ومنها أن لا يستعجل لحديث أبي هريرة الآتي في باب من يستعجل في دعائه . والحديث سكت عنه الترمذي وفي إسناده ابن لهيعة : قوله : ( وفي الباب عن أبي سعيد وعبادة بن الصامت ) أما حديث أبي سعيد فأخرجه أحمد وصححه الحاكم وتقدم لفظه آنفا ، وأما حديث عبادة بن الصامت فأخرجه الترمذي وسيأتي في أحاديث شتى .

التالي السابق


الخدمات العلمية