صفحة جزء
3479 حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي وهو رجل صالح حدثنا صالح المري عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه قال أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه سمعت عباسا العنبري يقول اكتبوا عن عبد الله بن معاوية الجمحي فإنه ثقة
قوله : ( وأنتم موقنون بالإجابة ) أي والحال أنكم موقنون بها أي كونوا عند الدعاء على حالة تستحقون بها الإجابة من إتيان المعروف واجتناب المنكر ورعاية شروط الدعاء كحضور القلب وترصد الأزمنة الشريفة والأمكنة المنيفة واغتنام الأحوال اللطيفة كالسجود إلى غير ذلك حتى تكون الإجابة على قلوبكم أغلب من الرد ، أو أراد وأنتم معتقدون أن الله لا يخيبكم لسعة كرمه وكمال قدرته وإحاطة علمه لتحقق صدق الرجاء وخلوص الدعاء ; لأن الداعي ما لم يكن رجاؤه واثقا لم يكن دعاؤه صادقا ( من قلب غافل ) بالإضافة وتركها أي معرض عن الله أو عما سأله ( لاه ) من اللهو أي لاعب بما سأله أو مشتغل بغير الله تعالى . وهذا عمدة آداب الدعاء ولذا خص بالذكر قوله : ( هذا حديث غريب ) أخرجه الحاكم وقال : مستقيم الإسناد تفرد به صالح المري وهو أحد زهاد البصرة . قال المنذري : صالح المري لا شك في زهده لكن تركه أبو داود والنسائي انتهى . قلت : وللحديث شاهد من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : القلوب أوعية وبعضها أوعى من بعض فإذا سألتم الله عز وجل يا أيها الناس فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة فإن الله لا يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل . أخرجه أحمد وحسن المنذري إسناده .

التالي السابق


الخدمات العلمية