صفحة جزء
باب خلق الله مائة رحمة

3541 حدثنا قتيبة حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خلق الله مائة رحمة فوضع رحمة واحدة بين خلقه يتراحمون بها وعند الله تسع وتسعون رحمة وفي الباب عن سلمان وجندب بن عبد الله بن سفيان البجلي قال أبو عيسى وهذا حديث حسن صحيح
قوله : ( خلق الله ) أي يوم خلق السماوات والأرض كما في حديث سلمان عند مسلم . قال القرطبي : يجوز أن يكون معنى خلق اخترع وأوجد ويجوز أن يكون بمعنى قدر وقد ورد خلق بمعنى قدر في لغة العرب فيكون المعنى أن الله أظهر تقديره لذلك يوم أظهر تقدير السماوات والأرض ( فوضع رحمة واحدة بين خلقه ) أي من جملة المائة ، وفي رواية لمسلم : إن لله مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام فبها يتعاطفون وبها يتراحمون وبها تعطف الوحش على ولدها ( وعند الله تسعة وتسعون رحمة ) وفي رواية لمسلم : وأخر الله تسعا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة . قال الطيبي : رحمة الله تعالى لا نهاية لها فلم يرد بما ذكره تحديدا بل تصويرا للتفاوت بين قسط أهل الإيمان منها في الآخرة وقسط كافة المربوبين في الدنيا . قوله : ( وفي الباب عن سلمان وجندب بن عبد الله بن سفيان البجلي ) أما حديث سلمان فأخرجه مسلم ، وأما حديث جندب بن عبد الله فأخرجه أحمد في مسنده .

قوله : ( وهذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه الشيخان .

التالي السابق


الخدمات العلمية