صفحة جزء
باب في مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه

3696 حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز بن محمد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعلي وعثمان وطلحة والزبير فتحركت الصخرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم اهدأ إنما عليك نبي أو صديق أو شهيد وفي الباب عن عثمان وسعيد بن زيد وابن عباس وسهل بن سعد وأنس بن مالك وبريدة قال أبو عيسى هذا حديث صحيح
[ ص: 128 ] ( مناقب عثمان بن عفان -رضي الله عنه- وله كنيتان إلخ ) قال ابن الجوزي : كان يكنى في الجاهلية : أبا عمرو ، فلما ولدت له في الإسلام رقية غلاما سماه : عبد الله ، واكتنى به ، أسلم عثمان قديما قبل دخول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دار الأرقم وهاجر إلى الحبشة الهجرتين ، ولما خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى بدر خلفه على ابنته رقية ، وكانت مريضة وضرب له بسهمه وأجره فكان كمن شهدها وزوجه أم كلثوم بعد رقية ، وقال : لو كان عندي ثالثة زوجتها عثمان ، وسمي : ذا النورين لجمعه بنتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- . انتهى ، وقال الحافظ : أما كنيته بأبي عمر فهو الذي استقر عليه الأمر ، وقد نقل يعقوب بن سفيان عن الزهري أنه كان يكنى أبا عبد الله بابنه عبد الله الذي رزقه من رقية بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومات عبد الله المذكور صغيرا ، وله ست سنين ، وحكى ابن سعد أن موته كان سنة أربع من الهجرة وماتت أمه رقية قبل ذلك سنة اثنتين والنبي -صلى الله عليه وسلم- في غزوة بدر ، وقد اشتهر أن لقبه ذو النورين ، وروى خيثمة في الفضائل والدارقطني في الأفراد من حديث علي أنه ذكر عثمان فقيل : ذاك امرؤ يدعى في السماء ذا النورين . انتهى .

قوله : ( كان على حراء ) ككتاب وكعلي عن عياض ويؤنث ويمنع جبل بمكة فيه غار تحنث فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- " اهدأ " بصيغة الأمر من هدأ بمعنى سكن أي : اسكن " فما عليك إلا نبي ، أو صديق ، أو شهيد " ، أو للتنويع ، أو بمعنى الواو ، قال النووي في هذا الحديث معجزات لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- منها : إخباره أن هؤلاء شهداء وماتوا كلهم غير النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر شهداء ، فإن عمر وعثمان وعليا وطلحة والزبير قتلوا ظلما شهداء ، فقتل الثلاثة مشهور ، وقتل الزبير بوادي السباع بقرب البصرة منصرفا تاركا للقتال ، وكذلك طلحة اعتزل الناس تاركا للقتال فأصابه سهم فقتله ، وقد ثبت أن من قتل ظلما فهو شهيد ، والمراد : شهداء في أحكام الآخرة وعظم ثواب الشهداء ، وأما في الدنيا فيغسلون ويصلى عليهم ، وفيه بيان فضيلة هؤلاء ، وفيه إثبات التمييز في الحجارة وجواز التزكية والثناء على الإنسان في وجهه إذا لم يخف عليه فتنة بإعجاب ونحوه . انتهى .

قوله : ( وفي الباب عن عثمان وسعيد بن زيد [ ص: 129 ] إلخ ) أما حديث عثمان فأخرجه الترمذي فيما بعد ، وأما حديث سعيد بن زيد فأخرجه الترمذي في مناقبه ، وأما حديث ابن عباس فلينظر من أخرجه ، وأما حديث سهل بن سعد فأخرجه أبو يعلى ووقع فيه لفظ " أحد " مكان " حراء " كما في الفتح ، وأخرجه أيضا أحمد بلفظ أحد ، وأما حديث أنس بن مالك فأخرجه مسلم وأبو يعلى ، وأما حديث بريدة فأخرجه أحمد ورجاله رجال الصحيح .

قوله : ( وهذا حديث صحيح ) وأخرجه مسلم بسند الترمذي ولفظه وزاد في رواية سعد بن أبي وقاص ، قال النووي : أما ذكر سعد بن أبي وقاص في الرواية الثانية فقال القاضي : إنما سمي شهيدا ؛ لأنه مشهود له بالجنة . انتهى ، وقال القاري : مات سعد في قصره بالعقيق ، فتوجيه هذه الرواية أن يكون بالتغليب ، أو كما قال السيد جمال الدين : أنه ينبغي أن يقال : كان موته بمرض من الأمراض التي تورث حكم الشهادة .

التالي السابق


الخدمات العلمية