صفحة جزء
3876 حدثنا الحسين بن حريث حدثنا الفضل بن موسى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت ما حسدت أحدا ما حسدت خديجة وما تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بعد ما ماتت وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح من قصب قال إنما يعني به قصب اللؤلؤ
[ ص: 264 ] قوله : ( ما حسدت أحدا ما حسدت خديجة ) " ما " الأولى نافية والثانية مصدرية أي : ما حسدت مثل حسدي خديجة ، والمراد من الحسد هنا الغيرة ( وما تزوجني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا بعدما ماتت ) أشارت عائشة بذلك إلى أن : خديجة لو كانت حية في زمانها لكانت غيرتها منها أشد وأكثر ( وذلك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشرها إلخ ) كان لغيرة عائشة على خديجة أمران :

الأول : كثرة ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لها كما في الحديث السابق .

والثاني هذه البشارة ؛ لأن اختصاص خديجة بهذه البشرى مشعر بمزيد محبة من النبي -صلى الله عليه وسلم- فيها ( ببيت من قصب ) بفتح القاف ، والمهملة بعدها موحدة ، قال في النهاية : القصب في هذا الحديث لؤلؤ مجوف واسع كالقصر المنيف ، والقصب من الجوهر : ما استطال منه في تجويف ( لا صخب فيه ولا نصب ) الصخب بفتح الصاد المهملة ، والخاء المعجمة بعدها موحدة الصياح ، والمنازعة برفع الصوت ، والنصب بفتح النون والصاد المهملة بعدها موحدة التعب . قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه الشيخان .

التالي السابق


الخدمات العلمية