[ ص: 528 ] فصل فيما يذكر من 
صفاته عليه الصلاة والسلام في الكتب المأثورة عن الأنبياء الأقدمين 
قد أسلفنا طرفا صالحا من ذلك في البشارات به قبل مولده ، ونحن نذكر هاهنا غررا من ذلك . 
فقد روى 
 nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري   nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي ،  واللفظ له ، من حديث 
فليح بن سليمان ،  عن 
هلال بن علي ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=16572عطاء بن يسار  قال : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=3511842لقيت عبد الله بن عمرو  فقلت : أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة   . فقال : أجل ، والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن : يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ، ومبشرا ، ونذيرا ، وحرزا للأميين أنت عبدي ورسولي ، سميتك المتوكل ، ليس بفظ ولا غليظ ولا صخب بالأسواق ، ولا يدفع السيئة بالسيئة ، ولكن يعفو ويغفر ، ولن أقبضه حتى أقيم به الملة العوجاء ؛ أن يقولوا : لا إله إلا الله . وأفتح به أعينا عميا ، وآذانا صما ، وقلوبا غلفا   . قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=16572عطاء بن يسار  ثم لقيت 
كعبا  الحبر ، فسألته ، فما اختلفا في حرف إلا أن 
كعبا  قال : أعينا عمومى وقلوبا غلوفى وآذانا صمومى .   
[ ص: 529 ] ورواه 
 nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري  أيضا عن 
عبد الله  غير منسوب - قيل : هو 
ابن رجاء    . وقيل : 
عبد الله بن صالح    . وهو الأرجح - عن 
عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون ،  عن 
هلال بن علي  به . قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري    : وقال 
سعيد ،  عن 
هلال ،  عن 
عطاء ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام    . كذا علقه 
 nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري    . 
وقد روى 
 nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي  من طريق 
يعقوب بن سفيان    : حدثنا 
أبو صالح ، هو عبد الله بن صالح  كاتب 
الليث ،  حدثني 
الليث ،  حدثني 
خالد بن يزيد ،  عن 
سعيد بن أبي هلال ،  عن 
هلال بن أسامة ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=16572عطاء بن يسار ،  عن 
ابن سلام  أنه كان يقول : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=3511843إنا لنجد صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ، وحرزا للأميين ، أنت عبدي ورسولي ، سميته المتوكل ، ليس بفظ ، ولا غليظ ، ولا سخاب في الأسواق ، ولا يجزي بالسيئة مثلها ، ولكن يعفو ويتجاوز ، ولن أقبضه حتى يقيم الملة العوجاء ، بأن يشهد أن لا إله إلا الله ، نفتح به أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا   . قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=16572عطاء بن يسار  وأخبرني 
الليثي ،   [ ص: 530 ] أنه سمع 
كعب الأحبار  يقول مثل ما قال 
ابن سلام    . 
وقد روي عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام  من وجه آخر ، فقال 
الترمذي    : حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=15943زيد بن أخزم الطائي البصري ،  ثنا 
أبو قتيبة سلم بن قتيبة ،  حدثني 
أبو مودود المدني ،  ثنا 
عثمان بن الضحاك ،  عن 
محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام ،  عن أبيه ، عن جده قال : مكتوب في التوراة : صفة 
محمد ،  وعيسى بن مريم  يدفن معه . فقال أبو مودود   : وقد بقي في البيت موضع قبر . ثم قال 
الترمذي    : هذا حديث حسن . هكذا قال : 
عثمان بن الضحاك    . والمعروف 
الضحاك بن عثمان المدني ،  وهكذا حكى شيخنا الحافظ 
المزي  في كتابه " الأطراف " عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر  أنه قال مثل قول 
الترمذي ،  ثم قال : وهو شيخ آخر أقدم من 
الضحاك بن عثمان ،  ذكره 
ابن أبي حاتم ،  عن أبيه فيمن اسمه 
عثمان    . فقد روي هذا عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام ،  وهو من أئمة أهل الكتاب ممن آمن ، وعن 
 nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص ،  وقد كان له اطلاع على ذلك من   
[ ص: 531 ] جهة زاملتين كان أصابهما يوم اليرموك فكان يحدث منهما عن أهل الكتاب ، وعن 
كعب بن ماتع  الحبر وكان بصيرا بأقوال المتقدمين على ما فيها من خلط وغلط ، وتحريف وتبديل ، فكان يقولها بما فيها من غير نقد ، وربما أحسن بعض السلف بها الظن فنقلها عنه مسلمة ، وفي ذلك من المخالفة لبعض ما بأيدينا من الحق جملة كثيرة ، لكن لا يتفطن لها كثير من الناس ، ثم ليعلم أن كثيرا من السلف يطلقون التوراة على كتب أهل الكتاب ، سواء كانت هذا الكتاب المتلو عندهم ، أو أعم من ذلك ، كما أن لفظ القرآن يطلق على كتابنا خصوصا ، وقد يستعمل ويراد به غيره ، كما في الصحيح : " خفف على داود القرآن ، فكان يأمر بدوابه فتسرج ، فيقرأ القرآن مقدار ما يفرغ " . وقد بسط هذا في غير هذا الموضع . والله أعلم . 
وقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم ،  عن 
الأصم ،  عن 
أحمد بن عبد الجبار ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=17416يونس بن بكير ،  عن 
ابن إسحاق ،  حدثني 
محمد بن ثابت بن شرحبيل ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=12328أم الدرداء  قالت : قلت 
 nindex.php?page=showalam&ids=16850لكعب الحبر    : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=3511844كيف تجدون صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة ؟ قال : نجده : محمد  رسول الله اسمه المتوكل ، ليس بفظ ولا غليظ ، ولا سخاب بالأسواق ، وأعطي المفاتيح ليبصر الله به أعينا عورا ، ويسمع به   [ ص: 532 ] آذانا وقرا ، ويقيم به ألسنا معوجة ، حتى يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، يعين المظلوم ويمنعه   . 
وبه عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=17416يونس بن بكير ،  عن 
يونس بن عمرو ،  عن 
العيزار بن حريث ،  عن 
عائشة ،  nindex.php?page=hadith&LINKID=3511845أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكتوب في الإنجيل : لا فظ ، ولا غليظ ، ولا سخاب في الأسواق ، ولا يجزي بالسيئة مثلها ، بل يعفو ويصفح   . 
وقال 
يعقوب بن سفيان    : ثنا 
فيض البجلي ،  حدثنا 
سلام بن مسكين ،  عن 
مقاتل بن حيان  قال : أوحى الله عز وجل ، إلى 
عيسى بن مريم    : جد في أمري ولا تهزل ، واسمع وأطع يا بن الطاهر البكر البتول ، إني خلقتك من غير فحل فجعلتك آية للعالمين ، فإياي فاعبد ، وعلي فتوكل ، فبين لأهل سوران بالسريانية ، بلغ من بين يدك أني أنا الحق القائم الذي لا أزول ، صدقوا بالنبي الأمي العربي ، صاحب الجمل والمدرعة والعمامة والنعلين والهراوة ،   
[ ص: 533 ] الجعد الرأس ، الصلت الجبين ، المقرون الحاجبين ، الأنجل العينين ، الأهدب الأشفار الأدعج العينين ، الأقنى الأنف ، الواضح الجبين الكث اللحية ، عرقه في وجهه كاللؤلؤ ، ريحه المسك ينفح منه ، كأن عنقه إبريق فضة ، وكأن الذهب يجري في تراقيه ، له شعرات من لبته إلى سرته تجري كالقضيب ، ليس على صدره ولا بطنه شعر غيره ، شثن الكف والقدم ، إذا جاء مع الناس غمرهم ، وإذا مشى كأنما يتقلع من الصخر وينحدر في صبب ، ذو النسل القليل   . 
وروى الحافظ 
 nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي  بسنده عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه اليماني  قال : إن الله عز وجل لما قرب 
موسى  نجيا ، قال : رب ، إني أجد في التوراة أمة خير أمة أخرجت للناس ، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، ويؤمنون بالله ، فاجعلهم أمتي . قال : تلك أمة 
أحمد    . قال : رب ، إني أجد في التوراة أمة هم الآخرون من الأمم ، السابقون يوم القيامة ، فاجعلهم أمتي . قال : تلك أمة 
أحمد    . قال : رب ، إني أجد في التوراة أمة أناجيلهم في صدورهم يقرؤونها ، وكان من قبلهم يقرؤون كتبهم نظرا ولا يحفظونها ، فاجعلهم أمتي . قال : تلك أمة 
أحمد    . قال : رب ، إني أجد في التوراة أمة يؤمنون بالكتاب الأول والآخر ، ويقاتلون رؤوس الضلالة حتى يقاتلوا الأعور الكذاب ، فاجعلهم أمتي . قال : تلك أمة 
أحمد    . قال : رب ،   
[ ص: 534 ] إني أجد في التوراة أمة يأكلون صدقاتهم في بطونهم ، وكان من قبلهم إذا أخرج صدقته بعث الله عليها نارا فأكلتها ، فإن لم تقبل لم تقربها النار ، فاجعلهم أمتي . قال : تلك أمة 
أحمد    . قال : رب ، إني أجد في التوراة أمة إذا هم أحدهم بسيئة لم تكتب عليه ، فإن عملها كتبت عليه سيئة واحدة ، وإذا هم أحدهم بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة ، فإن عملها كتبت له عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، فاجعلهم أمتي . قال : تلك أمة 
أحمد    . قال : رب ، إني أجد في التوراة أمة هم المستجيبون والمستجاب لهم ، فاجعلهم أمتي . قال : تلك أمة 
أحمد    . 
قال : وذكر 
 nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه  في قصة 
داود  عليه السلام ، وما أوحي إليه في الزبور : يا 
داود ،  إنه سيأتي من بعدك نبي اسمه 
أحمد  ومحمد ،  صادقا سيدا ، لا أغضب عليه أبدا ، ولا يغضبني أبدا ، وقد غفرت له قبل أن يعصيني ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، أمته مرحومة ، أعطيتهم من النوافل مثل ما أعطيت الأنبياء ، وافترضت عليهم الفرائض التي افترضت على الأنبياء والرسل ، حتى يأتوني يوم القيامة ونورهم مثل نور الأنبياء ، وذلك أني افترضت عليهم أن يتطهروا لي لكل صلاة كما افترضت على الأنبياء قبلهم ، وأمرتهم بالغسل من الجنابة كما أمرت الأنبياء قبلهم ، وأمرتهم بالحج كما أمرت الأنبياء قبلهم ، وأمرتهم بالجهاد كما أمرت الرسل قبلهم ، يا داود ، إني فضلت محمدا وأمته على الأمم كلها ،   
[ ص: 535 ] أعطيتهم ست خصال لم أعطها غيرهم من الأمم ؛ لا أؤاخذهم بالخطأ والنسيان ، وكل ذنب ركبوه على غير عمد إن استغفروني منه غفرته لهم ، وما قدموا لآخرتهم من شيء طيبة به أنفسهم عجلته لهم أضعافا مضاعفة ، ولهم في المدخور عندي أضعاف مضاعفة وأفضل من ذلك ، وأعطيتهم على المصائب في البلايا إذا صبروا وقالوا : إنا لله وإنا إليه راجعون . الصلاة والرحمة والهدى إلى جنات النعيم ، فإن دعوني استجبت لهم ، فإما أن يروه عاجلا ، وإما أن أصرف عنهم سوءا ، وإما أن أدخره لهم في الآخرة ، يا 
داود ،  من لقيني من أمة 
محمد  يشهد أن لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي صادقا بها ، فهو معي في جنتي وكرامتي ، ومن لقيني وقد كذب محمدا وكذب بما جاء به واستهزأ بكتابي ، صببت عليه في قبره العذاب صبا ، وضربت الملائكة وجهه ودبره عند منشره من قبره ، ثم أدخله في الدرك الأسفل من النار   . 
وقال الحافظ 
 nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي    : أخبرنا 
الشريف أبو الفتح العمري ،  ثنا 
عبد الرحمن بن أبي شريح الهروي ،  ثنا 
يحيى بن محمد بن صاعد ،  ثنا 
عبد الله بن شبيب أبو سعيد الربعي ،  حدثني 
محمد بن عمر بن إبراهيم يعني ابن   [ ص: 536 ] محمد بن جبير بن مطعم ،  قال : حدثتني 
أم عثمان بنت سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم ،  عن أبيها ، عن أبيه قال : سمعت أبي 
جبير بن مطعم  يقول : لما بعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم ، وظهر أمره 
بمكة ،  خرجت إلى 
الشام  فلما كنت 
ببصرى  أتتني جماعة من النصارى فقالوا لي : أمن الحرم أنت ؟ قلت : نعم . قالوا : فتعرف هذا الذي تنبأ فيكم ؟ قلت : نعم . قال : فأخذوا بيدي ، فأدخلوني ديرا لهم فيه تماثيل وصور ، فقالوا لي : انظر ، هل ترى صورة هذا النبي الذي بعث فيكم ؟ فنظرت فلم أر صورته ، قلت : لا أرى صورته . فأدخلوني ديرا أكبر من ذلك الدير ، فإذا فيه تماثيل وصور أكثر مما في ذلك الدير ، فقالوا لي : انظر ، هل ترى صورته ؟ فنظرت فإذا أنا بصفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصورته ، وإذا أنا بصفة 
أبي بكر  وصورته وهو آخذ بعقب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا لي : هل ترى صفته ؟ قلت : نعم . قالوا : أهو هذا ؟ وأشاروا إلى صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قلت : اللهم نعم ، أشهد أنه هو . قالوا : أتعرف هذا الذي هو آخذ بعقبه ؟ قلت : نعم . قالوا : نشهد أن هذا صاحبكم ، وأن هذا الخليفة من بعده   . 
ورواه 
 nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري  في " التاريخ " عن 
محمد  غير منسوب ، عن 
محمد بن عمر  هذا بإسناده ، فذكره مختصرا ، وعنده : فقالوا : إنه لم يكن نبي إلا بعده نبي إلا هذا النبي . وقد ذكرنا في كتابنا " التفسير " عند قوله تعالى في سورة الأعراف : 
الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر الآية [ الأعراف : 175 ] . ذكرنا ما أورده 
 nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي  وغيره من طريق 
 nindex.php?page=showalam&ids=481أبي أمامة الباهلي ،   [ ص: 537 ] عن  nindex.php?page=showalam&ids=8861هشام بن العاص الأموي  قال : بعثت أنا ورجل من قريش  إلى هرقل  صاحب الروم ندعوه إلى الإسلام . فذكر اجتماعهم به وأن غرفته تنفضت حين ذكروا الله عز وجل ، فأنزلهم في دار ضيافته ، ثم استدعاهم بعد ثلاث فدعا بشيء نحو الربعة العظيمة ، فيها بيوت صغار ، عليها أبواب ، وإذا فيها صور الأنبياء ممثلة في قطع من حرير ، من آدم إلى محمد  ، صلوات الله عليهم أجمعين ، فجعل يخرج لهم واحدا واحدا ، ويخبرهم عنه ، وأخرج لهم صورة آدم  ثم نوح  ثم إبراهيم ،  ثم تعجل إخراج صورة رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : ثم فتح بابا آخر ، فإذا فيها صورة بيضاء ، وإذا والله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : أتعرفون هذا ؟ قلنا : نعم ، محمد  رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : وبكينا . قال : والله يعلم أنه قام قائما ، ثم جلس ، وقال : والله إنه لهو ؟ قلنا : نعم ، إنه لهو كما تنظر إليه . فأمسك ساعة ينظر إليها ، ثم قال : أما إنه كان آخر البيوت ، ولكني عجلته لكم لأنظر ما عندكم . ثم ذكر تمام الحديث في إخراجه صور بقية صور الأنبياء وتعريفه إياهما بهم . وقال في آخره : قلنا له : من أين لك هذه الصور ؟ لأنا نعلم أنها على ما صورت عليه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ؛ لأنا رأينا صورة نبينا عليه الصلاة والسلام ، مثله . فقال : إن آدم ،  عليه السلام ، سأل ربه أن يريه الأنبياء من ولده ، فأنزل عليه صورهم ، فكان في خزانة آدم  عليه السلام ، عند مغرب الشمس ، فاستخرجها ذو القرنين  من مغرب الشمس ، فدفعها إلى دانيال    . ثم قال : أما والله إن نفسي طابت بالخروج من ملكي ، وأني كنت عبدا لأشركم ملكة حتى أموت . قال : ثم أجازنا فأحسن جائزتنا وسرحنا ، فلما أتينا أبا بكر الصديق  رضي الله عنه ، حدثناه بما رأينا وما قال لنا وما أجازنا . قال : فبكى أبو بكر ،  قال : مسكين لو   [ ص: 538 ] أراد الله به خيرا لفعل . ثم قال : أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم واليهود  يجدون نعت محمد  صلى الله عليه وسلم عندهم   . 
وقال 
الواقدي    : حدثني 
علي بن عيسى الحكمي ،  عن أبيه ، 
عن عامر بن ربيعة  قال : سمعت زيد بن عمرو بن نفيل  يقول : أنا أنتظر نبيا من ولد إسماعيل ،  ثم من بني عبد المطلب ،  ولا أراني أدركه ، وأنا أومن به وأصدقه وأشهد أنه نبي ، فإن طالت بك مدة فرأيته فأقرئه مني السلام ، وسأخبرك ما نعته حتى لا يخفى عليك . قلت : هلم . قال هو رجل ليس بالطويل ولا بالقصير ، ولا بكثير الشعر ولا بقليله ، وليست تفارق عينيه حمرة ، وخاتم النبوة بين كتفيه ، واسمه أحمد ،  وهذا البلد مولده ومبعثه ، ثم يخرجه قومه منها ، ويكرهون ما جاء به حتى يهاجر إلى يثرب  فيظهر أمره ، فإياك أن تخدع عنه ، فإني طفت البلاد كلها أطلب دين إبراهيم ،  فكل من أسأل من اليهود  والنصارى  والمجوس  يقولون : هذا الدين وراءك . وينعتونه مثل ما نعته لك ، ويقولون : لم يبق نبي غيره . قال عامر بن ربيعة    : فلما أسلمت أخبرت النبي صلى الله عليه وسلم قول زيد بن عمرو بن نفيل  وأقرأته منه السلام ، فرد عليه السلام ، وترحم عليه ، وقال : قد رأيته في الجنة يسحب ذيولا   .