صفحة جزء
الليث : عن يزيد بن أبي حبيب ، عن عبد الله بن الحارث بن جزء ، قال : توفي صاحب لي غريبا ، فكنا على قبره أنا وابن عمر ، وعبد الله بن عمرو ، وكانت أسامينا ثلاثتنا العاص ، فقال لنا النبي - صلى الله عليه وسلم - : انزلوا قبره وأنتم عبيد الله . فقبرنا أخانا ، وصعدنا وقد أبدلت أسماؤنا .

هكذا رواه عثمان بن سعيد الدارمي ، حدثنا يحيى بن بكير عنه .

ومع صحة إسناده هو منكر من القول ، وهو يقتضي أن اسم ابن عمر ما غير إلى ما بعد سنة سبع من الهجرة ، وهذا ليس بشيء .

قال عبد الله بن عمر عن ابن شهاب : إن حفصة وابن عمر أسلما قبل عمر ، ولما أسلم أبوهما ، كان عبد الله ابن نحو من سبع سنين .

وهذا منقطع .

قال أبو إسحاق السبيعي : رأيت ابن عمر آدم ، جسيما ، إزاره إلى نصف الساقين ، يطوف .

وقال هشام بن عروة : رأيت ابن عمر له جمة .

وقال علي بن جدعان : عن أنس وابن المسيب : شهد ابن عمر بدرا .

فهذا خطأ وغلط ، ثبت أنه قال : عرضت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة سنة ، فلم يجزني .

[ ص: 210 ] وقال أبو إسحاق : عن البراء ، قال : عرضت أنا وابن عمر يوم بدر فاستصغرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم .

وقال مجاهد : شهد ابن عمر الفتح وله عشرون سنة .

وروى سالم ، عن أبيه ، قال : كان الرجل في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى رؤيا ، قصها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكنت غلاما عزبا شابا ، فكنت أنام في المسجد ، فرأيت كأن ملكين أتياني ، فذهبا بي إلى النار ، فإذا هي مطوية كطي البئر ، ولها قرون كقرون البئر ، فرأيت فيها ناسا قد عرفتهم ، فجعلت أقول : أعوذ بالله من النار ، فلقينا ملك ، فقال : لن تراع . فذكرتها لحفصة ، فقصتها حفصة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل . قال : فكان بعد لا ينام من الليل إلا القليل .

وروى نحوه نافع ، وفيه : إن عبد الله رجل صالح .

سعيد بن بشير : عن قتادة ، عن ابن سيرين ، عن ابن عمر ، قال : كنت شاهد النبي - صلى الله عليه وسلم - في حائط نخل ، فاستأذن أبو بكر ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ائذنوا له وبشروه بالجنة . ثم عمر كذلك ، ثم عثمان فقال : بشروه بالجنة على بلوى تصيبه . فدخل يبكي ويضحك ، فقال عبد الله : فأنا يا نبي الله ؟ قال : أنت مع أبيك .

[ ص: 211 ] تفرد به محمد بن بكار بن بلال عنه .

قال إبراهيم : قال ابن مسعود : إن من أملك شباب قريش لنفسه عن الدنيا عبد الله بن عمر .

ابن عون : عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عبد الله ; لقد رأيتنا ونحن متوافرون وما فينا شاب هو أملك لنفسه من ابن عمر .

أبو سعد البقال : عن أبي حصين ، عن شقيق ، عن حذيفة ، قال : ما منا أحد يفتش إلا يفتش عن جائفة أو منقلة إلا عمر وابنه .

وروى سالم بن أبي الجعد ، عن جابر : ما منا أحد أدرك الدنيا إلا وقد مالت به إلا ابن عمر .

وعن عائشة : ما رأيت أحدا ألزم للأمر الأول من ابن عمر .

قال أبو سفيان بن العلاء المازني ، عن ابن أبي عتيق ، قال : قالت عائشة لابن عمر : ما منعك أن تنهاني عن مسيري ؟ قال : رأيت رجلا قد استولى عليك ، وظننت أنك لن تخالفيه ، يعني : ابن الزبير .

قال أبو سلمة بن عبد الرحمن : مات ابن عمر وهو في الفضل مثل أبيه .

التالي السابق


الخدمات العلمية