وقرأ الجمهور : ( 
نكر   ) بضم الكاف ، وهو صفة على فعل ، وهو قليل في الصفات ، ومنه رجل شلل : أي خفيف في الحاجة ، وناقة أجد ، ومشية سجح ، وروضة أنف . وقرأ 
الحسن  وابن كثير  وشبل بإسكان الكاف ، كما قالوا : شغل وشغل ، وعسر وعسر . وقرأ 
مجاهد  وأبو قلابة  والجحدري   nindex.php?page=showalam&ids=15948وزيد بن علي    : نكر فعلا ماضيا مبنيا للمفعول ، أي جهل فنكر . وقال 
الخليل    : النكر نعت للأمر الشديد ، والوجل الداهية ، أي تنكره النفوس لأنها لم تعهد مثله ، وهو يوم القيامة . قال 
مالك بن عوف النضري    : 
أقدم محاج إنه يوم نكر مثلي على مثلك يحمي ويكر 
وقرأ 
قتادة  وأبو جعفر  وشيبة والأعرج والجمهور : خشعا جمع تكسير . 
 nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس   nindex.php?page=showalam&ids=13033وابن جبير  ومجاهد  والجحدري  وأبو عمرو  وحمزة   nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي    : خاشعا بالإفراد . وقرأ 
أبي  وابن مسعود : خاشعة ، وجمع التكسير أكثر في كلام العرب . وقال 
الفراء  وأبو عبيدة    : كله جائز . انتهى ، ومثال جمع التكسير قول الشاعر : 
بمطرد لدن صحاح كعوبه     وذي رونق عضب يقد القوانسا 
ومثال الإفراد قوله : 
ورجال حسن أوجههم     من أياد بن نزار بن معد 
وقال آخر : 
ترمي الفجاج به الركبان معترضا     أعناق بزلها مرخى لها الجدل 
وانتصب خشعا وخاشعا وخاشعة على الحال من ضمير يخرجون ، والعامل فيه يخرجون ، لأنه فعل متصرف ، وفي هذا دليل على بطلان مذهب الجرمي ، لأنه لا يجوز تقدم الحال على الفعل وإن كان متصرفا . وقد قالت العرب : شتى تؤب الحلبة ، فشتى حال ، وقد تقدمت على عاملها وهو تؤب ، لأنه فعل متصرف ، وقال الشاعر : 
سريعا يهون الصعب عند أولي     النهى إذا برجاء صادق قابلوه البأسا 
فسريعا حال ، وقد تقدمت على عاملها ، وهو يهون . وقيل : هو حال من الضمير المجرور في عنهم من قوله : ( 
فتول عنهم   ) وقيل : هو مفعول بـ يدعو ، أي قوما خشعا ، أو فريقا خشعا ، وفيه بعد . ومن أفرد خاشعا وذكر ، فعلى تقدير تخشع أبصارهم ; ومن قرأ خاشعة وأنث ، فعلى تقدير تخشع ; ومن قرأ خشعا جمع تكسير ، فلأن الجمع موافق لما بعده ، وهو أبصارهم ، وموافق للضمير الذي هو صاحب الحال في يخرجون ، وهو نظير قولهم : مررت برجال كرام آباؤهم . وقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري    : وخشعا على يخشعن أبصارهم ، وهي لغة من يقول : أكلوني البراغيث ، وهم 
طيئ    . انتهى . ولا يجرى جمع التكسير مجرى جمع السلامة ، فيكون على تلك اللغة النادرة القليلة . 
وقد نص 
 nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه  على أن جمع التكسير أكثر في كلام العرب ، فكيف يكون   
[ ص: 176 ] أكثر ، ويكون على تلك اللغة النادرة القليلة ؟ وكذا قال 
الفراء  حين ذكر الإفراد مذكرا ومؤنثا وجمع التكسير ، قال : لأن الصفة متى تقدمت على الجماعة جاز فيها جميع ذلك ، والجمع موافق للفظها ، فكان أشبه . انتهى . وإنما يخرج على تلك اللغة إذا كان الجمع مجموعا بالواو والنون نحو : مررت بقوم كريمين آباؤهم . 
 nindex.php?page=showalam&ids=14423والزمخشري  قاس جمع التكسير على هذا الجمع السالم ، وهو قياس فاسد ، ويرده النقل عن العرب أن جمع التكسير أجود من الإفراد ، كما ذكرناه عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه  ، وكما دل عليه كلام 
الفراء    ; وجوز أن يكون في خشعا ضمير ، وأبصارهم بدل منه . وقرئ : خشع أبصارهم ، وهي جملة في موضع الحال ، وخشع خبر مقدم ، وخشوع الأبصار كناية عن الذلة ، وهي في العيون أظهر منها في سائر الجوارح ; وكذلك أفعال النفس من ذلة وعزة وحياء وصلف وخوف وغير ذلك . 
( 
كأنهم جراد منتشر   ) : جملة حالية أيضا ، شبههم بالجراد في الكثرة والتموج ، ويقال : جاءوا كالجراد في الجيش الكثير المتموج ، ويقال : كالذباب . وجاء تشبيههم أيضا بالفراش المبثوث ، وكل من الجراد والفراش في الخارجين يوم الحشر شبه منهما . وقيل : يكونون أولا كالفراش حين يموجون فزعين لا يهتدون أين يتوجهون ، لأن الفراش لا جهة له يقصدها ، ثم كالجراد المنتشر إذا توجهوا إلى المحشر والداعي ، فهما تشبيهان باعتبار وقتين ، قال معناه مكي بن أبي طالب . ( 
مهطعين   ) ، قال 
أبو عبيدة    : مسرعين ، ومنه قوله : 
بدجلة دارهم ولقد أراهم     بدجلة مهطعين إلى السماع 
زاد غيره : مادي أعناقهم ، وزاد غيره : مع هز ورهق ومد بصر نحو المقصد ، إما لخوف أو طمع ونحوه . وقال 
قتادة    : عامدين . وقال 
الضحاك    : مقبلين . وقال 
عكرمة    : فاتحين آذانهم إلى الصوت . وقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس    : ناظرين . ومنه قول الشاعر : 
تعبدني نمر بن سعد  وقد أرى     ونمر بن سعد  لي مطيع ومهطع 
وقيل : خافضين ما بين أعينهم . وقال 
سفيان    : خاشعة أبصارهم إلى السماء . ( 
يوم عسر   ) ، لما يشاهدون من مخايل هوله ، وما يرتقبون من سوء منقلبهم فيه . ( 
كذبت قبلهم   ) : أي قبل 
قريش  ، ( 
قوم نوح   ) وفيه وعيد 
لقريش  وضرب مثل لهم . ومفعول كذبت محذوف ، أي كذبت الرسل ، فكذبوا 
نوحا  عليه السلام . لما كانوا مكذبين بالرسل جاحدين للنبوة رأسا ، كذبوا 
نوحا  لأنه من جملة الرسل . ويجوز أن يكون المحذوف نوحا أول مجيئه إليهم ، فكذبوه تكذيبا يعقبه تكذيب . كلما مضى منهم قرن مكذب ، تبعه قرن مكذب . وفي لفظ " عبدنا " تشريف وخصوصية بالعبودية ، كقوله تعالى : ( 
وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان   ) ، ( 
سبحان الذي أسرى بعبده   ) . ( 
وقالوا مجنون   ) : أي هو مجنون . لما رأوا الآيات الدالة على صدقه قالوا : هو مصاب الجن ، لم يقنعوا بتكذيبه حتى نسبوه إلى الجنون ، أي يقول ما لا يقبله عاقل ، وذلك مبالغة في تكذيبهم . 
( 
وازدجر فدعا ربه أني مغلوب   ) ، الظاهر أن قوله : ( 
وازدجر   ) من إخبار الله تعالى ، أي انتهروه وزجروه بالسب والتخويف ، قاله 
ابن زيد  وقرأ : ( 
لئن لم تنته يانوح لتكونن من المرجومين   ) . قيل : والمعنى أنهم فعلوا به ما يوجب الانزجار من دعائهم حتى ترك دعوتهم إلى الإيمان وعدل إلى الدعاء عليهم . وقال 
مجاهد    : وازدجر من تمام قولهم ، أي قالوا وازدجر : أي استطير جنونا ، أي ازدجرته الجن وذهبت بلبه وتخبطته . وقرأ 
 nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق  وعيسى   nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش   nindex.php?page=showalam&ids=15948وزيد بن علي  ، ورويت عن 
عاصم    : إني بكسر الهمزة ، على إضمار القول على مذهب البصريين ، أو على إجراء الدعاء مجرى القول على مذهب الكوفيين . وقرأ الجمهور : بفتحها ، أي بأني مغلوب ، أي غلبني قومي ، فلم يسمعوا مني ، ويئست من إجابتهم لي . (
فانتصر   ) : أي فانتقم بعذاب تبعثه عليهم . وإنما دعا عليهم بعدما يئس منهم وتفاقم   
[ ص: 177 ] أمرهم ، وكان الواحد من قومه يخنقه إلى أن يخر مغشيا عليه ، وقد كان يقول : اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ، ومتعلق ( 
فانتصر   ) محذوف . وقيل : التقدير فانتصر لي منهم بأن تهلكهم . وقيل : فانتصر لنفسك ، إذ كذبوا رسولك فوقعت الإجابة . وللمتصوفة قول في ( 
مغلوب فانتصر   ) حكاه 
ابن عطية  ، يوقف عليه في كتابه . 
( 
ففتحنا   ) : بيان أن الله تعالى انتصر منهم وانتقم . قيل : ومن العجب أنهم كانوا يطلبون المطر سنين ، فأهلكهم الله تعالى بمطلوبهم . ( 
أبواب السماء بماء   ) : جعل الماء كأنه آلة يفتح بها ، كما تقول : فتحت الباب بالمفتاح ، وكأن الماء جاء وفتح الباب ، فجعل المقصود ، وهو الماء ، مقدما في الوجود على فتح الباب المغلق . ويجوز أن تكون الباء للحال ، أي ملتبسة بماء منهمر . وقرأ 
ابن عامر  وأبو جعفر   nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج  ويعقوب    : ففتحنا مشددا ; والجمهور : مخففا ، ( 
أبواب السماء   ) ، هذا عند الجمهور مجاز وتشبيه ، لأن المطر كثره كأنه نازل من أبواب ، كما تقول : فتحت أبواب القرب ، وجرت مزاريب السماء . وقال 
علي  وتبعه 
النقاش    : يعني بالأبواب المجرة ، وهي سرع السماء كسرع العيبة . وذهب قوم إلى أنها حقيقة فتحت في السماء أبواب جرى منها الماء ، ومثله مروي عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس  ، قال : أبواب السماء فتحت من غير سحاب ، لم تغلق أربعين يوما . قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي    : ( 
منهمر   ) : أي كثير . قال الشاعر : 
أعيني جودا بالدموع الهوامر     على خير باد من معد وحاضر 
وقرأ الجمهور : ( 
وفجرنا   ) بتشديد الجيم ; 
وعبد الله  وأصحابه 
وأبو حيوة  والمفضل  عن 
عاصم    : بالتخفيف ; والمشهور أن العين لفظ مشترك . والظاهر أنها حقيقة في العين الباصرة ، مجاز في غيرها ، وهو في غير الماء مجاز مشهور غالب ، وانتصب عيونا على التمييز ، جعلت الأرض كلها كأنها عيون تتفجر ، وهو أبلغ من : وفجرنا عيون الأرض ، ومن منع مجيء التمييز من المفعول أعربه حالا ، ويكون حالا مقدرة ، وأعربه بعضهم مفعولا ثانيا ، كأنه ضمن ( 
وفجرنا   ) : صيرنا بالتفجير ، ( 
الأرض عيونا   ) . وقيل : وفجرت أربعين يوما . وقرأ الجمهور : ( 
فالتقى الماء   ) ، وهو اسم جنس ، والمعنى : ماء السماء وماء الأرض . وقرأ علي 
والحسن  ومحمد بن كعب والجحدري : الماآن . وقرأ 
الحسن  أيضا : الماوان . وقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري    : وقرأ 
الحسن  ماوان ، بقلب الهمزة واوا ، كقولهم : علباوان . انتهى . شبه الهمزة التي هي بدل من هاء في الماء بهمزة الإلحاق في علباء . وعن الحسن أيضا : المايان ، بقلب الهمزة ياء ، وفي كلتا القراءتين شذوذ . ( 
على أمر قد قدر   ) : أي على حالة ورتبة قد فصلت في الأزل . وقيل : على مقادير قد رتبت وقت التقائه ، فروي أن ماء الأرض كان على سبعة عشر ذراعا ، ونزل ماء السماء على تكملة أربعين ذراعا . وقيل : كان ماء الأرض أكثر . وقيل : كانا متساويين ، نزل من السماء قدر ما خرج من الأرض . 
وقيل : ( 
على أمر قد قدر   ) : في اللوح أنه يكون ، وهو هلاك قوم 
نوح  عليه السلام بالطوفان ، وهذا هو الراجح ، لأن كل قصة ذكرت بعد هذه القصة ذكر الله هلاك مكذبي الرسل فيها ، فيكون هذا كناية عن هلاك قوم نوح ، ولذلك ذكر نجاة نوح بعدها في قوله : ( 
وحملناه على ذات ألواح ودسر   ) . وقرأ 
أبو حيوة    : قدر بشد الدال ; والجمهور ; بتخفيفها ، وذات الألواح والدسر هي السفينة التي أنشأها 
نوح  عليه السلام . ويفهم من هذين الوصفين أنها السفينة ، فهي صفة تقوم مقام الموصوف وتنوب عنه ، ونحوه : قميصي مسرودة من حديد ، أي درع ، وهذا من فصيح الكلام وبديعه . ولو جمعت بين الصفة والموصوف فيه ، لم يكن بالفصيح ، والدسر المسامير ، قاله الجمهور . وقال 
الحسن   nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس    : مقاديم السفينة لأنها تدسر الماء ، أي تدفعه ، والدسر : الدفع . وقال 
مجاهد  وغيره : بطن السفينة . وعنه أيضا : عوارض السفينة . وعنه أيضا : أضلاع السفينة ، تجري في ذلك الماء المتلاقي بحفظ منا وكلاءة ، بحيث   
[ ص: 178 ] نجا من كان فيها وغرق غيرهم . 
وقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=17131مقاتل بن سليمان    : ( 
بأعيننا   ) : بوحينا . وقيل : بأمرنا . وقيل : بأوليائنا . يقال : فلان عين من عيون الله تعالى : أي ولي من أوليائه . وقيل : بأعين الماء التي أنبعناها . وقيل : من حفظها من الملائكة سماهم أعينا . وقرأ 
 nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي  وأبو السمال    : بأعينا بالإدغام ; والجمهور : بالفك . ( 
جزاء   ) : أي مجازاة ، ( 
لمن كان كفر   ) : أي 
لنوح  عليه السلام ، إذ كان نعمة أهداها الله إلى قومه لأن يؤمنوا فكفروها ، المعنى : أنه حمله في السفينة ومن آمن معه كان جزاء له على صبره على قومه المئين من السنين ، ومن كناية عن 
نوح    . قيل : يعني بمن كفر لمن جحدت نبوته . وقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس  ومجاهد    : من يراد به الله تعالى ، كأنه قال : غضبا وانتصارا لله تعالى ، أي انتصر لنفسه ، فأغرق الكافرين ، وأنجى المؤمنين ، وهذان التأويلان في من على قراءة الجمهور . كفر : مبنيا للمفعول . وقرأ 
مسلمة بن محارب    : بإسكان الفاء خفف فعل ، كما قال الشاعر : 
لو عصر منه البان والمسك انعصر 
يريد : لو عصر . وقرأ 
زيد بن رومان  وقتادة  وعيسى    : كفر مبنيا للفاعل ، فمن يراد به قوم 
نوح    : أي إن ما نشأ من تفتيح أبواب السماء بالماء وتفجر عيون الأرض ، والتقاء الماءين من غرق قوم 
نوح  عليه الصلاة والسلام ، كان جزاء لهم على كفرهم . وكفر : خبر لكان ، وفي ذلك دليل على وقوع الماضي بغير قد خبرا لكان ، وهو مذهب البصريين وغيرهم . يقول : لا بد من قد ظاهرة أو مقدرة ، على أنه يجوز إن كان هنا زائدة ، أي لمن كفر ، والضمير في ( 
تركناها   ) عائد على الفعلة والقصة . وقال 
قتادة  والنقاش  وغيرهما : عائد على السفينة ، وأنه تعالى أبقى خشبها حتى رآه بعض أوائل هذه الأمة . وقال 
قتادة    : وكم من سفينة بعدها صارت رمادا وقرأ الجمهور : ( 
مدكر   ) ، بإدغام الذال في الدال المبدلة من تاء الافتعال ; 
وقتادة    : فيما نقل 
ابن عطية  بالذال ، أدغمه بعد قلب الثاني إلى الأول . وقال صاحب كتاب اللوامح 
وقتادة    : فهل من مذكر ، فاعل من التذكير ، أي من يذكر نفسه أو غيره بما مضى من القصص . انتهى . وقرئ : مدتكر على الأصل . 
( 
فكيف كان عذابي ونذر   ) : تهويل لما حل بقوم 
نوح  من العذاب وإعظام له ، إذ قد استأصل جميعهم وقطع دابرهم ، فلم ينسل منهم أحد ; أي كيف كان عاقبة إنذاري ؟ والنذر : جمع نذير وهو الإنذار ، وفيه توقيف 
لقريش  على ما حل بالمكذبين أمثالهم . وكان إن كانت ناقصة ، كانت كيف في موضع خبر كان ; وإن كانت تامة ، كانت في موضع نصب على الحال . والاستفهام هنا لا يراد به حقيقته ، بل المعنى على التذكير بما حل بهم . ( 
ولقد يسرنا   ) : أي سهلنا ، ( 
القرآن للذكر   ) : أي للإذكار والاتعاظ ، لما تضمنه من الوعظ والوعد والوعيد . ( 
فهل من مدكر   ) ، قال 
ابن زيد    : من متعظ . وقال 
قتادة    : فهل من طالب خير ؟ وقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب    : فهل من مزدجر عن المعاصي ؟ وقيل : للذكر : للحفظ ، أي سهلناه للحفظ ، لما اشتمل عليه من حسن النظم وسلامة اللفظ ، وعروه عن الحشو وشرف المعاني وصحتها ، فله تعلق بالقلوب . ( 
فهل من مدكر   ) : أي من طالب لحفظه ليعان عليه ، وتكون زواجره وعلومه حاضرة في النفس . وقال 
ابن جبير    : لم يستظهر شيء من الكتب الإلهية غير القرآن . وقيل : يسرنا : هيأنا ( 
القرآن للذكر   ) ، كقولهم : يسر ناقته للسفر إذا رحلها ، ويسر فرسه للغزو إذا أسرجه وألجمه ، قال الشاعر : 
وقمت إليه باللجام ميسرا     هنالك يجزيني الذي كنت أصنع