صفحة جزء
[ ص: 2 ] بسم الله الرحمن الرحيم

( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم واحفظوا أيمانكم كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تشكرون يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد تناله أيديكم ورماحكم ليعلم [ ص: 3 ] الله من يخافه بالغيب فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم هديا بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياما ليذوق وبال أمره عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز ذو انتقام أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرما واتقوا الله الذي إليه تحشرون ) القس بفتح القاف تتبع الشيء . قال رؤبة :


أصبحن عن قس الأذى غوافلا يمشين هونا حردا بهاللا

ويقال قس الأثر تتبعه وقصه أيضا . والقس : رئيس النصارى في الدين والعلم وجمعه قسوس سمي بالمصدر لتتبعه العلم والدين وكذلك القسيس فعيل كالشريب وجمع القسيس بالواو والنون وجمع أيضا على قساوسة; قال أمية بن أبي الصلت :

لو كان منقلب كانت قساوسة     يحييهم الله في أيديهم الزبر

قال الفراء : هو مثل مهالبة كثرت السينات فأبدلوا إحداهن واوا يعني أن قياسه قساسة . وزعم ابن عطية أن القس بفتح القاف وكسرها والقسيس اسم أعجمي عرب .

الطمع قريب من الرجا يقال منه : طمع يطمع طمعا وطماعة وطماعية; قال الشاعر :


طماعية أن يغفر الذنب غافر

واسم الفاعل طمع .

الرجس اسم لكل ما يستقذر من عمل يقال : رجس الرجل يرجس رجسا إذا عمل عملا قبيحا وأصله من الرجس وهو شدة الصوت بالرعد; قال الراجز :


من كل رجاس يسوق الرجسا

وقال ابن دريد : الرجز : الشر ، والرجس العذاب والركس العذرة والنتن ، والرجس يقال للأمرين .

الرمح معروف وجمعه في القلة أرماح وفي الكثرة رماح ورمحه : طعنه بالرمح ورجل رامح : أي ذو رمح ولا فعل له من معنى ذي رمح بل هو كلابن وتامر وثور رامح : له قرنان; قال ذو الرمة :


وكائن ذعرنا من مهاة ورامح     بلاد الورى ليست لها ببلاد

والرماح : الذي يتخذ الرمح وصنعة الرماحة . الوبال : سوء العاقبة ومرعى وبيل : يتأذى به بعد أكله . البر : خلاف البحر . وقال الليث : يستعمل نكرة يقال : جلست برا وخرجت برا وقال الأزهري : هي من كلام المولدين وفي حديث سلمان : إن لكل أمر جوانيا وبرانيا ، كنى بذلك عن السر والعلانية وهو من تغيير النسب .

التالي السابق


الخدمات العلمية