صفحة جزء
قوله تعالى : ( وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك ) الآية [ 73 ] .

581 - قال عطاء ، عن ابن عباس : نزلت في وفد ثقيف أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسألوه شططا ، وقالوا : متعنا باللات سنة ، وحرم وادينا كما حرمت مكة : شجرها ، وطيرها ، ووحشها ، [ وأكثروا في المسألة ، ] فأبى ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يجبهم ، فأقبلوا يكثرون مسألتهم ، وقالوا : إنا نحب أن تعرف العرب فضلنا عليهم ، فإن كرهت ما نقول ، وخشيت أن تقول العرب : أعطيتهم ما لم تعطنا - فقل : الله أمرني بذلك . فأمسك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنهم ، وداخلهم الطمع ، فصاح عليهم عمر : أما ترون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمسك عن جوابكم كراهية لما تجيئون به ؟ وقد هم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يعطيهم ذلك ، فأنزل الله تعالى هذه الآية .

582 - وقال سعيد بن جبير : قال المشركون للنبي - صلى الله عليه وسلم - : لا نكف عنك إلا بأن تلم بآلهتنا ولو بطرف أصابعك ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " ما علي لو فعلت ، والله يعلم أني كاره " ، فأنزل الله تعالى هذه الآية : ( وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك ) إلى قوله ( نصيرا ) .

[ ص: 152 ] 583 - وقال قتادة : ذكر لنا أن قريشا خلوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة إلى الصبح ، يكلمونه ، ويفخمونه ، ويسودونه ، ويقاربونه ، فقالوا : إنك تأتي بشيء لا يأتي به أحد من الناس ، وأنت سيدنا ، وابن سيدنا ، وما زالوا به حتى كاد يقاربهم في بعض ما يريدون ، ثم عصمه الله تعالى عن ذلك ، فأنزل الله تعالى هذه الآية .

التالي السابق


الخدمات العلمية