تنبيه 
إذا كانت كل النصوص التي وردت في الوتر من العشر الأواخر صحيحة ، فإنه لا يبعد أن تكون 
ليلة القدر دائرة بينها ، وليست بلازمة في ليلة منها ولا تخرج عنها ، فقد تكون في سنة هي ليلة إحدى وعشرين ، بينما في سنة أخرى ليلة خمس أو سبع وعشرين ، وفي أخرى ليلة ثلاث أو تسع وعشرين ، وهكذا . والله تعالى أعلم . 
وقد حكى هذا الوجه 
ابن كثير  عن 
مالك   nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي  وأحمد  وغيرهم ، وقال : وهو الأشبه ، والله تعالى أعلم . 
وقد قيل : إنه صلى الله عليه وسلم قد أنسيها ، لتجتهد الأمة في الشهر كله أو في العشر كلها ، ومما يؤكد أنها في العشر الأواخر اعتكافه صلى الله عليه وسلم ، التماسا لليلة القدر . 
وقد جاء في فضلها ما استفاضت به كتب الحديث والتفسير ، ويكفي فيها نص القرآن الكريم . 
وفي هذه الليلة مباحث عديدة يطول تتبعها ، منها ما يذكر من أماراتها . 
ومنها : محاولة البعض استخراجها من القرآن . 
ومنها : علاقتها بحكم 
بني أمية  ، وليس على شيء من ذلك نص يمكن التعويل عليه ، لذا لا حاجة إلى إيراده ، اللهم إلا ما جاء في بعض أمارات نهارها صبيحتها ، حيث جاء التنويه عن شيء منه في الحديث : " 
nindex.php?page=hadith&LINKID=1009849ورأيتني أسجد صبيحتها في ماء وطين   " . 
فذكروا من علامات يومها أن تطلع الشمس بيضاء ، وقالوا : لأن أنوار الملائكة عند صعودها ، تتلاقى مع أشعة الشمس فتحدث فيها بياض الضوء ، وهذا مروي عن 
أبي  في صحيح 
مسلم    . 
ومنها : اعتدال هوائها وجوها ونحو ذلك ، ومما يمكن أن يكون له صلة بالسورة ذاتها ، ما حكاه 
ابن كثير  أن بعض السلف ، أراد استخراجها من كتاب الله في نفس السورة ، فقال : إن كلمة " هي " في قوله : 
سلام هي   [ 97 \ 5 ] ، تقع السابعة   
[ ص: 37 ] والعشرين من عد كلماتها ، فتكون ليلة سبع وعشرين . 
وقيل أيضا : إن حروف كلمة ليلة القدر تسعة أحرف ، وقد تكررت ثلاث مرات ، فيكون مجموعها سبعة وعشرين حرفا ، فتكون ليلة سبع وعشرين . 
ولعل أصوب ما يقال : هو ما قدمنا من أنها تتصل في ليالي الوتر من العشر الأواخر ، ولا تخرج عنها . والله تعالى أعلم .