1. الرئيسية
  2. تفسير المنار
  3. سورة النساء
  4. تفسير قوله تعالى إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض
صفحة جزء
ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة ، وصل هذا بما قبله للترغيب في الهجرة ، وتنشيط المستضعفين وتجرئتهم على استنباط الحيل لها ; لأن الإنسان يتهيب الأمر المخالف لما اعتاده وأنس به ، ويتخيل فيه من المشقات والمصاعب ما لعله لا يوجد إلا في خياله ، فبعد أن توعد التارك المقصر ، وأطمع التارك المعذور في العفو إطماعا مبنيا على أن ذلك من شأن الله - تعالى - أن يفعله ، بين تعالى أن ما يتصوره بعض الناس من عسر الهجرة لا محل له ، وأن عسره إلى يسر ، من يهاجر بالفعل يجد في الأرض مراغما كثيرا ، أي : متحولا من الرغام وهو التراب ، أو مذهبا في الأرض يرغم بسلوكه أنوف من كانوا مستضعفين له ، أو مكانا للهجرة ومأوى يصيب فيه الخير والسعة فوق النجاة من الاضطهاد [ ص: 293 ] والذل ، فيرغم بذلك أنوفهم ، وفيه الوعد للمهاجرين في سبيل الله بتسهيل السبل وسعة العيش ، وإنما تكون الهجرة في سبيل الله حقيقة إذا كان قصد المهاجر منها إرضاء الله - تعالى - بإقامة دينه ، كما يجب ، وكما يحب - تعالى - ، ونصر أهله المؤمنين ، على من يبغي عليهم من الكافرين .

التالي السابق


الخدمات العلمية