صفحة جزء
[ ص: 70 ] سورة الرعد

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى : ( المر تلك آيات الكتاب والذي أنزل إليك من ربك الحق ولكن أكثر الناس لا يؤمنون ( 1 ) )

قوله تعالى : ( المر ) : قد ذكر حكمها في أول البقرة .

( تلك ) : يجوز أن يكون مبتدأ ، و " آيات الكتاب " : خبره . وأن يكون خبر ( المر ) . و " آيات " بدل ، أو عطف بيان .

( والذي أنزل ) : فيه وجهان ; أحدهما : هو في موضع رفع ، و " الحق " : خبره .

ويجوز أن يكون الخبر " من ربك " و " الحق " خبر مبتدأ محذوف ، أو هو خبر بعد خبر ، أو كلاهما خبر واحد . ولو قرئ الحق بالجر ، لجاز على أن يكون صفة لربك . والوجه الثاني : أن يكون " والذي " صفة للكتاب ، وأدخلت الواو في الصفة كما أدخلت في التائبين والطيبين .

و ( الحق ) : بالرفع على هذا خبر مبتدأ محذوف .

قال تعالى : الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون ( 2 ) ) قوله تعالى : ( بغير عمد ) : الجار والمجرور في موضع نصب على الحال ، تقديره : خالية عن عمد .

والعمد : بالفتح : جمع عماد ، أو عمود ، مثل : أديم وأدم ، وأفيق وأفق ، وإهاب وأهب ، ولا خامس لها .

ويقرأ بضمتين ، وهو مثل كتاب وكتب ، ورسول ورسل .

( ترونها ) : الضمير المفعول يعود على العمد ; فيكون " ترونها " في موضع جر صفة .

ويجوز أن يعود على السماوات ، فيكون حالا منها .

( يدبر ) ، و ( يفصل ) : يقرآن بالياء والنون ، ومعناهما ظاهر ، وهما مستأنفان . [ ص: 71 ] ويجوز أن يكون الأول حالا من الضمير في سخر ، والثاني حالا من الضمير في " يدبر " . .

قال تعالى : ( وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشي الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ( 3 ) ) قوله تعالى : ( ومن كل الثمرات ) : فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : أن يكون متعلقا بجعل الثانية ; والتقدير : وجعل فيها زوجين اثنين من كل الثمرات . والثاني : أن يكون حالا من اثنين ، وهو صفة له في الأصل . والثالث : أن يتعلق بجعل الأولى ، ويكون جعل الثاني مستأنفا .

( يغشي الليل ) : يجوز أن يكون حالا من ضمير اسم الله فيما يصح من الأفعال التي قبله ، وهي : رفع ، وسخر ، ويدبر ، ويفصل ، ومد ، وجعل .

قال تعالى : ( وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون ( 4 ) ) .

قوله تعالى : ( وفي الأرض قطع ) : الجمهور على الرفع بالابتداء أو فاعل الظرف . وقرأ الحسن " قطعا متجاورات " ، على تقدير وجعل في الأرض .

و ( وجنات ) كذلك على الاختلاف . ولم يقرأ أحد منهم و " زرعا " بالنصب ولكن رفعه قوم ، وهو عطف على قطع ; وكذلك ما بعده . وجره آخرون عطفا على " أعناب " وضعف قوم هذه القراءة ; لأن الزرع ليس من الجنات .

وقال آخرون : قد يكون في الجنة زرع ، ولكن بين النخيل والأعناب . وقيل : التقدير : ونبات زرع ، فعطفه على المعنى .

والصنوان : جمع صنو ، مثل قنو وقنوان ، ويجمع في القلة على أصناء . وفيه لغتان : كسر الصاد وضمها وقد قرئ بهما .

( تسقى ) الجمهور على التاء ، والتأنيث للجمع السابق . ويقرأ بالياء ; أي يسقى ذلك .

[ ص: 72 ] و ( نفضل ) : يقرأ بالنون والياء على تسمية الفاعل ، وبالياء وفتح الضاد ، و " بعضها " بالرفع ; وهو بين .

( في الأكل ) : يجوز أن يكون ظرفا لنفضل . وأن يكون متعلقا بمحذوف على أن يكون حالا من بعضها ; أي نفضل بعضها مأكولا ; أو وفيه الأكل .

التالي السابق


الخدمات العلمية