صفحة جزء
قال تعالى : ( وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا ( 17 ) ) . قوله تعالى : ( وكم أهلكنا ) : " كم " هنا خبر في موضع نصب بأهلكنا .

[ ص: 124 ] ( من القرون ) : وقد ذكر نظيره في قوله : كم آتيناهم من آية ) [ البقرة : 211 ] .

قال تعالى : ( من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا ( 18 ) ) .

قوله تعالى : ( من كان ) : " من " مبتدأ ، وهي شرط . و " عجلنا " جوابه .

( لمن نريد ) : هو بدل من " له " بإعادة الجار .

( يصلاها ) : حال من جهنم ، أو من الهاء في له .

و ( مذموما ) : حال من الفاعل في يصلى .

قال تعالى : ( ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا ( 19 ) ) .

قوله تعالى : ( سعيها ) : يجوز أن يكون مفعولا به ; لأن المعنى : عمل عملها .

و " لها " : من أجلها . وأن يكون مصدرا .

قال تعالى : ( كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا ( 20 ) ) .

قوله تعالى : ( كلا ) : هو منصوب بـ " نمد " والتقدير : كل فريق .

و ( هؤلاء وهؤلاء ) : بدل من كل . و " من " متعلقة بـ " نمد " .

والعطاء : اسم للمعطى .

قال تعالى : ( انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا ( 21 ) ) . قوله تعالى : ( كيف ) : منصوب بـ " فضلنا " على الحال ، أو على الظرف .

قال تعالى : ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما ( 23 ) ) .

قوله تعالى : ( ألا تعبدوا ) : يجوز أن تكون " أن " بمعنى أي ; وهي مفسرة لمعنى قضى ، " ولا " : نهي .

ويجوز أن تكون في موضع نصب ; أي ألزم ربك عبادته ، و " لا " زائدة .

ويجوز أن يكون " قضى " بمعنى أمر ، ويكون التقدير : بأن لا تعبدوا .

قوله تعالى : ( وبالوالدين إحسانا ) : قد ذكر في البقرة .

[ ص: 125 ] ( إما يبلغن ) : إن شرطية ، وما زائدة للتوكيد ، ويبلغن هو فعل الشرط ، والجزاء : " فلا تقل " .

ويقرأ " يبلغان " والألف فاعل .

و ( أحدهما أو كلاهما ) : بدل منه . وقال أبو علي : هو توكيد .

ويجوز أن يكون أحدهما مرفوعا بفعل محذوف ; أي إن بلغ أحدهما أو كلاهما ; وفائدته التوكيد أيضا .

ويجوز أن تكون الألف حرفا للتثنية ، والفاعل أحدهما .

( أف ) : اسم للفعل ، ومعناه التضجر والكراهية . والمعنى : لا تقل لهما : كفا ، أو اتركا .

وقيل : هو اسم للجملة الخبرية ; أي كرهت ، أو ضجرت من مداراتكما .

فمن كسر بناء على الأصل ، ومن فتح طلب التخفيف ، مثل رب ، ومن ضم أتبع ، ومن نون أراد التنكير ، ومن لم ينون أراد التعريف ، ومن خفف الفاء حذف أحد المثلين تخفيفا .

قال تعالى : ( واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا ( 24 ) ) .

قوله تعالى : ( جناح الذل ) : بالضم ، وهو ضد العز ، وبالكسر - وهو الانقياد - ضد الصعوبة .

( من الرحمة ) : أي من أجل رفقك بهما ، فمن متعلقة باخفض . ويجوز أن تكون حالا من جناح .

( كما ) : نعت لمصدر محذوف ; أي رحمة مثل رحمتهما .

قال تعالى : ( وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا ( 28 ) ) .

قوله تعالى : ( ابتغاء رحمة ) : مفعول له ، أو مصدر في موضع الحال .

( ترجوها ) : يجوز أن يكون وصفا للرحمة ، وأن يكون حالا من الفاعل .

[ ص: 126 ] و ( من ربك ) : يتعلق بترجوها ; ويجوز أن يكون صفة لرحمة .

قال تعالى : ( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا ( 29 ) ) . قوله تعالى : ( كل البسط ) : منصوبة على المصدر ; لأنها مضافة إليه .

التالي السابق


الخدمات العلمية