صفحة جزء
قال تعالى : ( فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ( 120 ) ) . قوله تعالى : ( فوسوس إليه ) : عدي " وسوس " بإلى ; لأنه بمعنى أسر ; وعداه في موضع آخر باللام ; لأنه بمعنى ذكر له ، أو يكون بمعنى لأجله .

[ ص: 196 ] قال تعالى : ( فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى ( 121 ) ) .

قوله تعالى : ( فغوى ) : الجمهور على الألف ، وهو بمعنى فسد وهلك .

وقرئ شاذا بالياء وكسر الواو ، وهو من غوي الفصيل ، إذا بشم على اللبن ، وليست بشيء .

قال تعالى : ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ( 124 ) ) قوله تعالى : ( ضنكا ) : الجمهور على التنوين ، وأن الألف في الوقف مبدلة منه ، والضنك : الضيق .

ويقرأ : ضنكى ، على مثال سكرى .

قوله تعالى : ( ونحشره ) : يقرأ بضم الراء على الاستئناف ، وبسكونها إما لتوالي الحركات ، أو أنه مجزوم حملا على موضع جواب الشرط ; وهو قوله : " فإن له " .

و ( أعمى ) : حال .

قال تعالى : ( قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ( 126 ) ) .

قوله تعالى : ( كذلك ) : في موضع نصب ; أي حشرنا مثل ذلك ، أو فعلنا مثل ذلك ، وإتيانا مثل ذلك ، أو جزاء مثل إعراضك ، أو نسيانا .

قال تعالى : ( أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لآيات لأولي النهى ( 128 ) ) .

قوله تعالى : ( يهد لهم ) : في فاعله وجهان ; أحدهما : ضمير اسم الله تعالى ; أي ألم يبين الله لهم ، وعلق " بين " هنا ; إذ كانت بمعنى أعلم ، كما علقه في قوله تعالى : ( وتبين لكم كيف فعلنا بهم ) [ إبراهيم : 45 ] والثاني : أن يكون الفاعل ما دل عليه أهلكنا ; أي إهلاكنا ، والجملة مفسرة له .

ويقرأ بالنون .

( وكم ) : في موضع نصب بـ " أهلكنا " أي كم قرنا أهلكنا ; وقد استوفينا ذلك في : ( سل بني إسرائيل ) [ البقرة : 211 ] .

[ ص: 197 ] ( يمشون ) : حال من الضمير المجرور في " لهم " أي ألم يبن للمشركين في حال مشيهم في مساكن من أهلك من الكفار .

وقيل : هو حال من المفعول في أهلكنا ; أي أهلكناهم في حال غفلتهم .

قال تعالى : ( ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى ( 129 ) ) .

قوله تعالى : ( وأجل مسمى ) : هو معطوف على " كلمة " أي ولولا أجل مسمى لكان العذاب لازما . واللزام مصدر في موضع اسم الفاعل . ويجوز أن يكون جمع لازم ، مثل قائم وقيام .

قال تعالى : ( فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى ( 130 ) ) .

قوله تعالى : ( ومن آناء الليل ) : هو في موضع نصب بسبح الثانية .

( وأطراف ) : محمول على الموضع ، أو معطوف على " قبل " .

ووضع الجمع موضع التثنية ; لأن النهار له طرفان ، وقد جاء في قوله : ( وأقم الصلاة طرفي النهار ) [ هود : 114 ] .

وقيل : لما كان النهار جنسا جمع الأطراف .

وقيل : أراد بالأطراف الساعات ، كما قال تعالى : ( ومن آناء الليل ) .

( لعلك ترضى ) : و ( ترضى ) وهما ظاهران .

التالي السابق


الخدمات العلمية