صفحة جزء
قال تعالى : ( عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون ( 92 ) ) .

قوله تعالى : ( عالم الغيب ) : يقرأ بالجر على الصفة ، أو البدل ، من اسم الله تعالى قبله ; وبالرفع : أي هو عالم .

قال تعالى : ( رب فلا تجعلني في القوم الظالمين ( 94 ) وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون ( 95 ) ) .

قوله تعالى : ( فلا تجعلني ) : الفاء جواب الشرط ، وهو قوله تعالى : ( إما تريني ) والنداء معترض بينهما . و ( على ) : تتعلق بـ " قادرون " .

قال تعالى : ( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون ( 99 ) ) .

قوله تعالى : ( ارجعون ) : فيه ثلاثة أوجه ; أحدها : أنه جمع على التعظيم كما قال تعالى : ( إنا نحن نزلنا الذكر ) [ الحجر : 9 ] وكقوله تعالى : ( ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا ) [ فاطر : 27 ] . والثاني : أنه أراد يا ملائكة ربي ارجعون . والثالث : أنه دل بلفظ الجمع على تكرير القول ; فكأنه قال ارجعني ارجعني .

قال تعالى : ( فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون ( 101 ) ) .

قوله تعالى : ( يومئذ ) : العامل في ظرف الزمان : العامل في " بينهم " وهو المحذوف ; ولا يجوز أن يعمل فيه أنساب ; لأن اسم " لا " إذا بني لم يعمل .

قال تعالى : ( قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ( 106 ) ) .

قوله تعالى : ( شقوتنا ) : يقرأ بالكسر من غير ألف ، وبالفتح مع الألف ، وهما بمعنى واحد .

قال تعالى : ( فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون ( 110 ) ) .

[ ص: 241 ] قوله تعالى : ( سخريا ) : هو مفعول ثان ، والكسر والضم لغتان ; وقيل : الكسر بمعنى الهزل ، والضم بمعنى الإذلال من التسخير ، وقيل : بعكس ذلك .

قال تعالى : ( إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون ( 111 ) ) .

قوله تعالى : ( أنهم ) : يقرأ بالفتح على أن الجملة في موضع مفعول ثان ; لأن " جزى " يتعدى إلى اثنين ، كما قال تعالى : ( وجزاهم بما صبروا جنة ) [ الإنسان : 12 ] .

وفيه وجه آخر ; وهو أن يكون على تقدير : لأنهم أو بأنهم ; أي جزاهم بالفوز على صبرهم . ويقرأ بالكسر على الاستئناف .

قال تعالى : ( قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين ( 112 ) قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادين ( 113 ) قال إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون ( 114 ) أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون ( 115 ) ) قوله تعالى : ( قال كم لبثتم ) : يقرأ على لفظ الماضي ; أي قال السائل لهم .

وعلى لفظ الأمر ; أي يقول الله للسائل : قل لهم .

و ( كم ) : ظرف للبثتم ; أي كم سنة أو نحوها .

و ( عدد ) : بدل من " كم " ويقرأ شاذا عددا ، بالتنوين . و ( سنين ) : بدل منه .

و ( العادين ) بالتشديد ; من العدد ، وبالتخفيف على معنى العادين ; أي المتقدمين كقولك : هذه بئر عادية ; أي سل من تقدمنا ، وحذف إحدى ياءي النسب ، كما قالوا : الأشعرون ، وحذفت الأخرى لالتقاء الساكنين . ( إلا قليلا ) أي زمنا قليلا ، أو لبثا قليلا .

[ ص: 242 ] وجواب " لو " محذوف ; أي لو كنتم تعلمون مقدار لبثكم من الطول لما أجبتم بهذه المدة . و ( عبثا ) : مصدر في موضع الحال ، أو مفعول لأجله .

قال تعالى : ( فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم ( 116 ) ) .

قوله تعالى : ( رب العرش الكريم ) : مثل قوله تعالى في البقرة : ( لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ) [ البقرة : 163 ] وقد ذكر .

قال تعالى : ( ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون ( 117 ) ) .

قوله تعالى : ( لا برهان له به ) : صفة لإله ، والجواب " فإنما حسابه " .

وقوله : ( إنه لا يفلح ) بالكسر على الاستئناف ، وبالفتح على تقدير بأنه ; أي يجازى بعدم الفلاح . والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية