صفحة جزء
قال تعالى : ( ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر وأسلنا له عين القطر ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير ( 12 ) يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور ( 13 ) ) .

قوله تعالى : ( ولسليمان الريح ) : يقرأ بالنصب ؛ أي وسخرنا . وبالرفع على الابتداء ، أو على أنه فاعل .

و ( غدوها شهر ) : جملة في موضع الحال من " الريح " والتقدير : مدة غدوها ، لأن الغدو مصدر وليس بزمان .

( من يعمل ) : " من " في موضع نصب ؛ أي وسخرنا له من الجن فريقا يعمل ؛ أو في موضع رفع على الابتداء أو الفاعل ؛ أي وله من الجن فريق يعمل .

[ ص: 328 ] و ( آل داود ) : أي يا آل ، أو أعني آل داود .

و ( شكرا ) : مفعول له . وقيل : هو صفة لمصدر محذوف ؛ أي عملا شكرا .

ويجوز أن يكون التقدير : اشكروا شكرا .

قال تعالى : ( فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ( 14 ) ) .

قوله تعالى : ( منسأته ) : الأصل الهمز ؛ لأنه من نسأت الناقة وغيرها ، إذا سقتها ؛ والمنسأة : العصا التي يساق بها ، إلا أن همزتها أبدلت ألفا تخفيفا .

وقرئ في الشاذ " من سأته " بكسر التاء على أن " من " حرف جر . وقد قيل : غلط قارئها . وقال ابن جني : سميت العصا : سأة ؛ لأنها تسوء ؛ فهي فلة ، والعين محذوفة ، وفيه بعد .

قوله تعالى : ( تبينت ) : على تسمية الفاعل ، والتقدير : تبين أمر الجن .

و ( أن لو كانوا ) : في موضع رفع بدلا من " أمر " المقدر ؛ لأن المعنى تبينت الإنس جهل الجن .

ويجوز أن يكون في موضع نصب ؛ أي تبينت الجن جهلها .

ويقرأ ( تبينت ) على ترك تسمية الفاعل ، وهو على الوجه الأول بين .

قال تعالى : ( لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور ( 15 ) ) .

قوله تعالى : ( لسبأ ) : قد ذكر في النمل .

و ( مساكن ) : جمع مسكن بالفتح والكسر ؛ وهما المنزل موضع السكون ؛ ويجوز أن يكون مصدرا ؛ فيكون الواحد مفتوحا مثل المقعد والمطلع ، والمكان بالكسر .

[ ص: 329 ] و ( آية ) : اسم كان .

و ( جنتان ) : بدل منها ، أو خبر مبتدأ محذوف .

قوله تعالى : ( بلدة ) : أي هذه بلدة .

( ورب ) أي وربكم رب ، أو ولكم رب .

ويقرأ شاذا " بلدة وربا " بالنصب ، على أنه مفعول الشكر .

قال تعالى : ( فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل ( 16 ) ) .

قوله تعالى : ( أكل خمط ) : يقرأ بالتنوين ، والتقدير : أكل أكل خمط ، فحذف المضاف ؛ لأن الخمط شجر والأكل ثمرة . وقيل : التقدير : أكل ذي خمط . وقيل : هو بدل منه ، وجعل " خمط " أكلا لمجاورته إياه ، وكونه سببا له .

ويقرأ بالإضافة ، وهو ظاهر .

و ( قليل ) : نعت لأكل . ويجوز أن يكون نعتا لخمط وأثل وسدر .

قال تعالى : ( فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور ( 19 ) ) .

قوله تعالى : ( ربنا ) : يقرأ بالنصب على النداء .

و " باعد " بعد ، على لفظ الماضي .

ويقرأ : ربنا ، و " باعد " و " بعد " على الخبر .

و ( ممزق ) : مصدر ، أو مكان .

التالي السابق


الخدمات العلمية