صفحة جزء
قال تعالى : ( ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين ( 20 ) ) .

قوله تعالى : ( صدق عليهم ) : بالتخفيف ، و " إبليس " فاعله ، و " ظنه " بالنصب على أنه مفعول ؛ كأنه ظن فيهم أمرا وواعده نفسه فصدقه .

[ ص: 330 ] وقيل : التقدير : صدق في ظنه ، فلما حذف الحرف وصل الفعل .

ويقرأ بالتشديد على هذا المعنى .

ويقرأ " إبليس " بالنصب على أنه مفعول ، وظنه فاعل ؛ كقول الشاعر :

فإن يك ظني صادقا وهو صادقي

ويقرأ برفعهما بجعل الثاني بدل الاشتمال .

قال تعالى : ( وما كان له عليهم من سلطان إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك وربك على كل شيء حفيظ ( 21 ) ) قوله تعالى : ( من يؤمن ) : يجوز أن يكون بمعنى الذي فينتصب بنعلم ، وأن يكون استفهاما في موضع رفع بالابتداء .

و ( منها ) : إما على التبيين ؛ أي لشك منها ؛ أي بسببها ؛ ويجوز أن يكون حالا من " شك " وقيل : " من " بمعنى في .

قال تعالى : ( ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم ( 23 ) ) .

قوله تعالى : ( إلا لمن أذن ) : يجوز أن تتعلق اللام بالشفاعة ؛ لأنك تقول : شفعت له ؛ وأن تتعلق بتنفع .

( فزع ) بالتشديد ، على ما لم يسم فاعله ، والقائم مقام الفاعل : " عن قلوبهم " والمعنى : أزيل عن قلوبهم . وقيل : المسند إليه فعل مضمر دل عليه الكلام ؛ أي نحي الخوف .

ويقرأ بالفتح على التسمية ؛ أي فزع الله ، أي كشف عنها .

ويقرأ : فرغ ؛ أي أخلى .

[ ص: 331 ] وقرئ شاذا " افرنقع " أي تفرق ، ولا تجوز القراءة بها .

قال تعالى : ( قل من يرزقكم من السماوات والأرض قل الله وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين ( 24 ) ) .

قوله تعالى : ( أو إياكم ) : معطوف على اسم إن ، وأما الخبر فيجب أن يكون مكررا ؛ كقولك : إن زيدا وعمرا قائم ؛ التقدير : إن زيدا قائم وإن عمرا قائم .

واختلفوا في الخبر المذكور ؛ فقال بعضهم : هو للأول ، وقال بعضهم : هو للثاني ؛ فعلى هذا يكون " لعلى هدى " خبر الأول ، و " أو في ضلال " معطوف عليه ، وخبر المعطوف محذوف لدلالة المذكور عليه .

وعكسه آخرون ، والكلام على المعنى غير الإعراب ؛ لأن المعنى إنا على هدى من غير شك ، وأنتم على ضلال من غير شك ، ولكن خلطه في اللفظ على عادتهم في نظائره ؛ كقولهم : أخزى الله الكاذب مني ومنك .

قال تعالى : ( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون ( 28 ) ) .

قوله تعالى : ( إلا كافة ) : هو حال من المفعول في " أرسلناك " والهاء زائدة للمبالغة .

و ( للناس ) متعلق به ؛ أي وما أرسلناك إلا كافة للناس عن الكفر والمعاصي .

وقيل : هو حال من الناس ، إلا أنه ضعيف عند الأكثرين ؛ لأن صاحب الحال مجرور . ويضعف هنا من وجه آخر ؛ وذاك أن اللام على هذا تكون بمعنى إلى ؛ إذ المعنى أرسلناك إلى الناس ؛ ويجوز أن يكون التقدير : من أجل الناس .

قال تعالى : ( قل لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون ( 30 ) ) .

قوله تعالى : ( ميعاد يوم ) : هو مصدر مضاف إلى الظرف .

والهاء في " عنه " يجوز أن تعود على الميعاد وعلى اليوم ، وإلى أيهما أعدتها كانت الجملة نعتا له .

التالي السابق


الخدمات العلمية