صفحة جزء
[ ص: 338 ] سورة يس .

بسم الله الرحمن الرحيم .

قال تعالى : ( يس ( 1 ) والقرآن الحكيم ( 2 ) ) .

الجمهور على إسكان النون ، وقد ذكر نظيره ، ومنهم من يظهر النون ؛ لأنه حقق بذلك إسكانها ، وفى الغنة ما يقربها من الحركة من أجل الوصل المحض ، وفى الإظهار تقريب للحرف من الوقف عليه .

ومنهم من يكسر النون على أصل التقاء الساكنين ، ومنهم من يفتحها كما يفتح أين ؛ وقيل : الفتحة إعراب . و ( يس ) : اسم للسورة ، كهابيل ، والتقدير : اتل يس . ( والقران ) : قسم على كل وجه .

قال تعالى : ( إنك لمن المرسلين ( 3 ) على صراط مستقيم ( 4 ) تنزيل العزيز الرحيم ( 5 ) لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون ( 6 ) ) .

قوله تعالى : ( على صراط ) : هو خبر ثان لإن ، ويجوز أن يكون حالا من الضمير في الجار .

( تنزيل العزيز ) : أي هو تنزيل العزيز ؛ والمصدر بمعنى المفعول ؛ أي منزل العزيز . ويقرأ بالنصب على أنه مصدر ؛ أي تنزيلا . وبالجر أيضا صفة للقرآن .

( لتنذر ) : يجوز أن تتعلق اللام بتنزيل ، وأن تتعلق بمعنى قوله : " من المرسلين " أي مرسل لتنذر .

و ( ما ) : نافية . وقيل : هي بمعنى الذي ؛ أي تنذرهم العذاب الذي أنذره آباؤهم .

وقيل : هي نكرة موصوفة . وقيل : هي زائدة .

قال تعالى : ( وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون ( 9 ) ) .

قوله تعالى : ( فأغشيناهم ) : بالغين ؛ أي غطينا أعين بصائرهم ؛ فالمضاف محذوف . [ ص: 339 ] ويقرأ بالعين ؛ أي أضعفنا بصائرهم عن إدراك الهدى ، كما تضعف عين الأعشى .

قال تعالى : ( إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين ( 12 ) ) .

قوله تعالى : ( وكل شيء ) : مثل : ( وكل إنسان ألزمناه ) الإسراء : 13 ] وقد ذكر .

قال تعالى : ( واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون ( 13 ) إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون ( 14 ) ) .

قوله تعالى : ( واضرب لهم مثلا أصحاب القرية ) : " اضرب " هنا بمعنى اجعل ، و " أصحاب " مفعول أول ، و " مثلا " : مفعول ثان .

وقيل : هو بمعنى اذكر ، والتقدير : مثلا مثل أصحاب ؛ فالثاني بدل من الأول .

و ( إذ جاءها ) : مثل " إذ انتبذت " وقد ذكر .

و ( إذ ) : الثانية بدل من الأولى .

( فعززنا ) بالتشديد والتخفيف ، والمفعول محذوف ؛ أي قويناهما .

قال تعالى : ( قالوا طائركم معكم أئن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون ( 19 ) ) .

قوله تعالى : ( أئن ذكرتم ) : على لفظ الشرط ، وجوابه محذوف ؛ أي إن ذكرتم كفرتم ونحوه .

ويقرأ بفتح الهمزة ؛ أي لأن ذكرتم . ويقرأ شاذا : " أين ذكرتم " أي عملكم السيء لازم لكم أين ذكرتم ، والكاف مخففة في هذا الوجه .

التالي السابق


الخدمات العلمية