صفحة جزء
قال تعالى : ( والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم ( 39 ) لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون ( 40 ) ) .

قوله تعالى : ( والقمر ) : بالرفع : مبتدأ ، و " قدرناه " : الخبر .

وبالنصب على فعل مضمر ؛ أي وقدرنا القمر ؛ لأنه معطوف على اسم قد عمل فيه الفعل ، فحمل على ذلك . ومن رفع قال : هو محمول على ( وآية لهم ) في الموضعين ، وعلى ( الشمس ) ، وهي أسماء لم يعمل فيها فعل .

و ( منازل ) أي ذا منازل ؛ فهو حال ، أو مفعول ثان ؛ لأن قدرنا بمعنى صيرنا . وقيل : التقدير : قدرنا له منازل .

و ( العرجون ) : فعلول ، والنون أصل .

وقيل : هي زائدة ؛ لأنه من الانعراج ؛ وهذا صحيح المعنى ؛ ولكن شاذ في الاستعمال .

وقرأ بعضهم ( سابق النهار ) بالنصب ؛ وهو ضعيف ؛ وجوازه على أن يكون حذف التنوين لالتقاء الساكنين .

وحمل " يسبحون " على من يعقل لوصفها بالجريان والسباحة والإدراك والسبق .

قال تعالى : ( وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون ( 41 ) ) .

قوله تعالى : ( أنا ) : يجوز أن تكون خبر مبتدأ محذوف ؛ أي هي أنا .

وقيل : هي مبتدأ ، و " آية لهم " : الخبر ؛ وجاز ذلك لما كان لـ " أنا " تعلق بما قبلها .

والهاء والميم في ( ذريتهم ) لقوم نوح . وقيل : لأهل مكة .

[ ص: 343 ] قال تعالى : ( وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون ( 43 ) ) .

( فلا صريخ ) : الجمهور على الفتح ، ويكون ما بعده مستأنفا

وقرئ بالرفع والتنوين ؛ ووجهه ما ذكرنا في قوله : ( فلا خوف عليهم ) [ البقرة : 38 ] .

قال تعالى : ( إلا رحمة منا ومتاعا إلى حين ( 44 ) ) .

قوله تعالى : ( إلا رحمة ) : هو مفعول له ، أو مصدر .

وقيل : التقدير : إلا برحمة . وقيل : هو استثناء منقطع .

قال تعالى : ( ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون ( 49 ) ) .

( يخصمون ) : مثل قوله ( يهدي ) وقد ذكر في يونس .

قال تعالى : ( قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ( 52 ) ) .

قوله تعالى : ( ياويلنا ) : هو مثل قوله : ( ياحسرة ) [ يس : 30 ] .

وقال الكوفيون : " وي " : كلمة ، و " لنا " : جار ومجرور .

والجمهور على " من بعثنا " أنه استفهام . وقرئ شاذا : من بعثنا ، على أنه جار ومجرور يتعلق بويل .

و ( هذا ) : مبتدأ ، و " ما وعد " الخبر . و " ما " بمعنى الذي ، أو نكرة موصوفة ، أو مصدر .

وقيل : هذا نعت لمرقدنا ، فيوقف عليه ، و " ما وعد " مبتدأ ، والخبر محذوف ؛ أي حق ، ونحوه . أو خبر والمبتدأ محذوف ؛ أي هذا أو بعثنا .

قال تعالى : ( إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون ( 55 ) ) .

قوله تعالى : ( في شغل ) : هو خبر إن . و " فاكهون " : خبر ثان ؛ أو هو الخبر ، و " في شغل " يتعلق به .

[ ص: 344 ] ويقرأ ( فاكهين ) على الحال من الضمير في الجار .

والشغل - بضمتين ، وبضم بعده سكون ، وبفتحتين ، وبفتحة بعدها سكون ؛ لغات قد قرئ بهن .

التالي السابق


الخدمات العلمية