صفحة جزء
فصل في الوقف على الراء

قد تقدم أقسام الراء المتطرفة ، وهي لا تخلو في الوصل إما أن تكون ساكنة ، أو متحركة فإن كانت ساكنة نحو اذكر ; فلا تنهر ، و أنذر قومك ، أو كانت مفتوحة نحو أمر ، و ليفجر ، و لن نصبر ، و السحر ، و الخير ، و الحمير ، أو كانت مكسورة لالتقاء الساكنين نحو واذكر اسم ربك ، و أنذر الناس ، أو كانت

[ ص: 105 ] كسرتها منقولة نحو ( وانحر ان شانئك ) ، و ( انظر الى الجبل ) و ( فاصبر ان وعد الله حق ) فإن الوقف على جميع ذلك بالسكون لا غير - وإن كانت مكسورة - والكسرة فيها للإعراب نحو بالبر ، و نجاكم إلى البر . و بالحر . و إلى الخير . و لصوت الحمير ، أو كانت كسرتها للإضافة إلى ياء المتكلم نحو نذر ، و نكير ، أو كانت الكسرة في عين الكلمة نحو يسر في الفجر و الجوار في الشورى والرحمن والتكوير و هار في التوبة على ما فيه من القلب كما قدمنا ، ونحو ذلك مما الكسرة فيه ليست منقولة ، ولا لالتقاء الساكنين جاز في الوقف عليها الروم والسكون كما سيأتي في بابه . وإن كانت مرفوعة نحو قضي الأمر ، و الكبر . و الأمور و النذر . و الأشر . و الخير . و العير جاز الوقف في جميع ذلك بالروم ، والإشمام والسكون كما سنذكره في موضعه . إذا تقرر هذا فاعلم أنك متى وقفت على الراء بالسكون ، أو بالإشمام نظرت إلى ما قبلها . فإن كان قبلها كسرة ، أو ساكن بعد كسرة ، أو ياء ساكنة ، أو فتحة ممالة ، أو مرققة نحو بعثر . و الشعر ، و الخنازير ; و لا ضير و نذير ، و نكير ، و العير ، و الخير و بالبر . و القناطير ، و إلى الطير ، وفي الدار و كتاب الأبرار عند من أمال الألف و بشرر عند من رقق الراء رققت الراء ، وإن كان قبلها غير ذلك فخمتها . هذا هو القول المشهور المنصور .

وذهب بعضهم إلى الوقف عليها بالترقيق إن كانت مكسورة لعروض الوقف كما سيأتي في التنبيهات آخر الباب . ولكن قد يفرق بين الكسرة العارضة في حال واللازمة بكل حال كما سيأتي - والله أعلم - .

ومتى وقفت عليها بالروم اعتبرت حركتها فإن كانت كسرة رققتها للكل وإن كانت ضمة نظرت إلى ما قبلها فإن كان كسرة ، أو ساكنا بعد كسرة ، أو ياء ساكنة رققتها لورش وحده من طريق الأزرق وفخمتها للباقين وإن لم يكن قبلها شيء من ذلك فخمتها للكل إلا إذا كانت مكسورة فإن بعضهم يقف عليها بالترقيق . وقد يفرق بين كسرة البناء وكسرة الإعراب كما سنذكره آخر الباب .

( فالحاصل ) من هذا أن الراء المتطرفة إذا سكنت في الوقف جرت

[ ص: 106 ] مجرى الراء الساكنة
في وسط الكلمة تفخم بعد الفتحة والضمة ، نحو العرش و كرسيه وترقق بعد الكسرة نحو شرذمة وأجريت الياء الساكنة والفتحة الممالة قبل الراء المتطرفة إذا سكنت مجرى الكسرة وأجري الإشمام في المرفوعة مجرى السكون ، وإذا وقف عليها بالروم جرت مجراها في الوصل ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية