صفحة جزء
( الفصل الثاني )

2464 - ( عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( اللهم إني أعوذ بك من الأربع من علم لا ينفع ، ومن قلب لا يخشع ، ومن نفس لا تشبع ، ومن دعاء لا يسمع ) . رواه أحمد وأبو داود ، وابن ماجه .


الفصل الثاني

2464 - ( عن أبي هريرة قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : اللهم إني أعوذ بك من الأربع ) أي : المعهودة في الذهن ، أو هو إجمال وتفصيل فيفيد تقرير التعوذ ( من علم لا ينفع ، ومن قلب لا يخشع ، ومن نفس لا تشبع ، ومن دعاء لا يسمع ) أي : لا يستجاب ولا يعتد به فكأنه غير مسموع ، يقال اسمع دعائي أي أجب لأن الغرض من السماع هو الإجابة والقبول ، قال أبو طالب المكي : قد استعاذ - صلى الله عليه وسلم - من نوع من العلوم كما استعاذ من الشرك والنفاق وسوء الأخلاق . والعلم الذي لم يقترن به التقوى فهو باب من أبواب الدنيا ونوع من أنواع الهوى ، وقال الطيبي : اعلم أن في كل من القرائن الأربع ما يشعر بأن وجوده مبني على غايته وأن الغرض منه تلك الغاية وذلك أن تحصيل العلوم إنما هو للانتفاع بها فإذا لم ينتفع به لم يخلص منه كفافا بل يكون وبالا ولذلك استعاذ ، وأن القلب إنما خلق لأن يخشع لبارئه وينشرح لذلك الصدر ويقذف النور فيه فإذا لم يكن كذلك كان قاسيا فيجب أن يستعاذ منه ، قال تعالى : فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله وأن النفس يعتد بها إذا تجافت عن دار الغرور وأنابت إلى دار الخلود وهي إذا كانت منهومة لا تشبع حريصة على الدنيا كانت أعدى عدو المرء فأولى الشيء الذي يستعاذ منه هي أي : النفس ، وعدم استجابة الدعاء دليل على أن الداعي لم ينتفع بعلمه وعمله ولم يخشع قلبه ولم تشبع نفسه والله الهادي إلى سواء السبيل وهو حسبنا ونعم الوكيل ( رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه ) أي : عن أبي هريرة .

[ ص: 1709 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية