صفحة جزء
3790 - وعنه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " والذي نفسي بيده لولا أن رجالا من المسلمين لا تطيب أنفسهم أن يتخلفوا عني ، ولا أجد ما أحملهم عليه ; ما تخلفت عن سرية تغزو في سبيل الله . والذي نفسي بيده ، لوددت أن أقتل في سبيل الله ، ثم أحيا ، ثم أقتل ، ثم أحيا ، ثم أقتل ، ثم أحيا ، ثم أقتل " . متفق عليه .


3790 - ( وعنه ) : أي عن أبي هريرة رضي الله عنه ( قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : والذي نفسي بيده لولا أن رجالا ) : أي فقراء ( من المؤمنين لا تطيب ) : أي لا ترضى ( أنفسهم أن يتخلفوا عني ) ، لعدم مركوبهم ( ولا أجد ما أحملهم عليه ، ما تخلفت عن سرية ) : أي جماعة قليلة ( تغزو في سبيل الله والذي نفسي بيده لوددت ) ، بكسر الدال ; أي تمنيت ( أن أقتل ) : بالبناء للمجهول ; أي أستشهد ( في سبيل الله ، ثم أحيا ) : بصيغة المفعول من الإحياء ( ثم أقتل ، ثم أحيا ، ثم أقتل ، ثم أحيا ) ، ثلاث مرات ( ثم أقتل ) . وفي تركه ، ثم أحيا مبالغة بليغة لا تخفى . قال النووي : فيه فضيلة الغزو والشهادة وتمني الشهادة والخير ، وما لا يمكن في العادة من الخيرات ، وفيه أن الجهاد من فروض الكفاية لا من العين . قلت : وفيه بحث إذ قد يصير عينا ، وفيه ما كان عليه - صلى الله عليه وسلم - من الشفقة على المسلمين والرأفة ، وأنه كان يترك بعض ما يختاره للرفق بالمسلمين يعني الذين لا مركوب لهم ، فإنه إذا تعارضت المصالح يؤثر أهمها اه . فإن قلت : كيف صدر منه هذا التمني مع علمه بأنه لا يقتل ؟ أجيب : بأن التمني لا يستلزم الوقوع . ( متفق عليه ) .

[ ص: 2457 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية