صفحة جزء
3798 - وعن بريدة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " حرمة نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم ، وما من رجل من القاعدين يخلف رجلا من المجاهدين في أهله فيخونه فيهم ; إلا وقف له يوم القيامة ، فأخذ من عمله ما شاء ، فما ظنكم ؟ " . رواه مسلم .


3798 - ( وعن بريدة رضي الله عنه ) : بالتصغير قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : حرمة نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم ) ، مبالغة في اجتناب نسائهم ومراعاة حقوقهن ( وما من رجل من القاعدين يخلف ) : بضم اللام ; أي يعقب ( رجلا من المجاهدين في أهله ) : أي امرأته ، أو جاريته ، أو قرابته في بيته ( فيخونه فهم ) ; أي فيخون الرجل فيهن وأهلهن ففيه تغليب . وقال الطيبي : الضمير المفعول عائد إلى ( رجلا ) ، وفي ( فيهم ) إلى الأهل تعظيما وتفخيما لشأنهن كقول الشاعر :

وإن شئت حرمت النساء سواكم

وإنهن ممن يجب مراعاتهن وتوقيرهن ، وإلى هذا المعنى أشار - صلى الله عليه وسلم - بقوله : " كحرمة أمهاتهم " ( إلا وقف ) : بصيغة المفعول من الوقوف ; أي جعل الخائن ( واقفا له ) : أي للرجل ، ولأجل ما فعل من سوء الخلافة للغازي ( في أهله يوم القيامة ) ، وزاد في الجامع الصغير : قيل له قد خلفك في أهلك فخذ من حسناته ما شئت ( فيأخذ ) : أي الرجل ( من عمله ) : أي أعمال الخائن ( ما شاء ) ; أي في مقابلة ما شاء من عمله بالنسبة إلى أهل الغازي ( فما ظنكم ) ؟ قال النووي : معناه فما تظنون في رغبة المجاهد في أخذ حسناته والاستكثار منها في ذلك المقام ؟ ; أي لا يبقى منها شيء إلا أخذه . وقال المظهر ; أي : ما ظنكم بالله مع هذه الخيانة ؟ هل تشكون في هذه المجازاة أم لا ؟ يعني فإذا علمتم صدق ما أقول فاحذروا من الخيانة في نساء المجاهدين . وقال التوربشتي : أي فما ظنكم بمن أحله الله بهذه المنزلة ، وخصه بهذه الفضيلة ، فربما يكون وراء ذلك من الكرامة . ( رواه مسلم ) . وكذا أحمد ، والنسائي .

التالي السابق


الخدمات العلمية