صفحة جزء
3809 - وعن أنس رضي الله عنه ، أن الربيع بنت البراء ، وهي أم حارثة بن سراقة ، أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت : يا رسول الله ! ألا تحدثني على حارثة ، وكان قتل يوم بدر ، أصابه سهم غرب ، فإن كان في الجنة صبرت ، وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه في البكاء . فقال : يا أم حارثة إنها جنان في الجنة ، وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى " . رواه البخاري .


3809 - ( وعن أنس رضي الله عنه أن الربيع ) : بضم الراء وفتح الموحدة وتشديد التحتية المكسورة ، صحابية وهي عمة أنس بن مالك ، ( بنت البراء ) : أي ابن عازب صحابيان مشهوران ( وهي ) : أي الربيع ( أم حارثة بن سراقة ) : بضم أوله . قال المصنف : شهد بدرا وقتل فيها شهيدا ، وهو أول من قتل شهيدا من الأنصار يومئذ ، وقد جاء في صحيح البخاري : أن اسمها أم الربيع ، والذي في كتب أسماء الصحابة أنها الربيع ، وهو الصحيح . ( أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت : يا نبي الله ! ألا تحدثني عن حارثة ) : أي عن حاله ومآله ( وكان قتل يوم بدر أصابه سهم غرب ) : يجوز بالإضافة ، والصفة ، وبسكون الراء وفتحها ; أي لا يدرى راميه ، وقيل : بالسكون إذا أتاه من حيث لا يدرى راميه ، وبالفتح إذا رماه فأصاب غيره ، كذا في النهاية ، وقيل : بالوصف إذا لم يعرف راميه ، وبالإضافة هو المتخذ من شجر الغرب ( فإن كان ) : أي حارثة ( في الجنة صبرت ) : أي عن إظهار البكاء شكرا لما أنعم عليه ( وإن كان غير ذلك ) : بالرفع ، وفي نسخة بالنصب على أن كان تامة ، أو ناقصة ( اجتهدت عليه ) : أي على حارثة ( في البكاء ) : أي كما هو دأب النساء . ( فقال : يا أم حارثة إنها ) : قال الطيبي : هو ضمير مبهم يفسره ما بعده من الخبر كقولهم : هي العرب تقول ما شاءت ، أو الضمير للقصة ، والجملة بعدها خبرها ، أو هي ( جنان في الجنة ) : التنوين للتعظيم ، والمراد بها درجات فيها لما ورد : إن في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض والفردوس أعلاها ، وهذا معنى قوله : ( وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى . رواه البخاري ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية