صفحة جزء
3817 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه ، قال : جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستأذنه في الجهاد . فقال : أحي والداك ؟ . قال : نعم . قال : ففيهما فجاهد . متفق عليه . وفي رواية : " فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما " .


3817 - ( وعن عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنه ) : بالواو ( قال : جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستأذنه في الجهاد فقال له : أحي والداك ؟ قال : نعم ، قال : ففيهما ) : أي : ففي خدمتهما ( فجاهد ) : قال الطيبي رحمه الله : فيهما متعلق بالأمر قدم للاختصاص ، والفاء الأولى جزاء شرط محذوف ، والثانية جزائية لتضمن الكلام معنى الشرط ; أي : إذا كان الأمر كما قلت فاختص المجاهدة في خدمة الوالدين نحو قوله تعالى : ( فإياي فاعبدون ) ; أي : إذا لم تخلصوا لي في العبادة في أرض فأخلصوها في غيرها فحذف الشرط وعوض عنه تقديم المفعول المفيد للاختصاص ضمنا ، وقوله : فجاهد جيء به مشاكلة يعني حيث قال : فجاهد في موضع فاخدمهما ; لأن الكلام كان في الجهاد ، ويمكن أن يكون الجهاد بالمعنى الأعم الشامل للأكبر والأصغر . قال تعالى : ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) ( متفق عليه ) : ورواه أبو داود والترمذي ، والنسائي .

( وفي رواية ) : أي : لمسلم ( فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما ) : في شرح السنة : هذا في جهاد التطوع لا يخرج إلا بإذن الوالدين إذا كانا مسلمين ، فإن كان الجهاد فرضا متعينا فلا حاجة إلى إذنهما وإن منعاه عصاهما وخرج ، وإن كانا كافرين فيخرج بدون إذنهما فرضا كان الجهاد ، أو تطوعا ، وكذلك لا يخرج إلى شيء من التطوعات كالحج والعمرة والزيارة ، ولا يصوم التطوع إذا كره الوالدان المسلمان ، أو أحدهما إلا بإذنهما قال ابن الهمام : لأن طاعة كل منهما فرض عليه ، والجهاد لم يتعين عليه ، وفي سنن أبي داود ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص : جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : جئت أبايعك على الهجرة وتركت أبواي يبكيان فقال : ارجع إليهما وأضحكهما كما أبكيتهما ، وفيه عن الخدري : أن رجلا هاجر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من اليمن فقال : " هل لك أحد باليمن ؟ " قال : أبواي . قال : " أذنا لك " قال : لا . قال : " فارجع واستأذنهما فإن أذنا لك فجاهد وإلا فبرهما " .

[ ص: 2473 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية