صفحة جزء
[ ص: 71 ] الحديث السادس والعشرون عن أبي هريرة ، رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس : تعدل بين اثنين صدقة ، وتعين الرجل في دابته ، فتحمله عليها ، أو ترفع له عليها متاعه صدقة ، والكلمة الطيبة صدقة ، وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة ، وتميط الأذى عن الطريق صدقة . رواه البخاري ومسلم .
هذا الحديث خرجاه من رواية همام بن منبه عن أبي هريرة ، وخرجه البزار من رواية أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : للإنسان ثلاثمائة وستون عظما ، أو ستة وثلاثون سلامى ، عليه في كل يوم صدقة " قالوا : فمن لم يجد ؟ قال : "يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر " قالوا : فمن لم يستطع ؟ قال : " يرفع عظما عن الطريق " قالوا : فمن لم يستطع ؟ قال : " فليعن ضعيفا " قالوا : فمن لم يستطع ذلك ؟ قال : فليدع الناس من شره . وخرج مسلم من حديث عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : خلق ابن آدم على ستين وثلاثمائة مفصل ، فمن ذكر الله ، وحمد الله ، وهلل الله ، وسبح الله ، وعزل حجرا عن طريق المسلمين ، أو عزل شوكة ، أو عزل عظما ، أو أمر بمعروف ، أو نهى عن منكر عدد تلك الستين والثلاثمائة السلامى أمسى من يومه وقد زحزح نفسه عن النار . [ ص: 72 ] وخرج مسلم أيضا من رواية أبي الأسود الديلمي عن أبي ذر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة ، فكل تسبيحة صدقة ، وكل تحميدة صدقة ، وكل تهليلة صدقة ، وكل تكبيرة صدقة ، وأمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن المنكر صدقة ، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى . وخرج الإمام أحمد وأبو داود من حديث بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : في الإنسان ثلاثمائة وستون مفصلا ، فعليه أن يتصدق عن كل مفصل منه بصدقة قالوا : ومن يطيق ذلك يا نبي الله ؟ قال : النخاعة في المسجد تدفنها ، والشيء تنحيه عن الطريق ، فإن لم تجد ، فركعتا الضحى تجزئك . وفي " الصحيحين " عن أبي موسى ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : على كل مسلم صدقة قالوا : فإن لم يجد ؟ قال : فيعمل بيده ، فينفع نفسه ويتصدق قالوا : فإن لم يستطع ، أو لم يفعل ؟ قال : يعين ذا الحاجة الملهوف قالوا : فإن لم يفعل ؟ قال : فليأمر بالمعروف قالوا : فإن لم يفعل ؟ قال : فليمسك عن الشر فإنه صدقة . وخرج ابن حبان في " صحيحه " من حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : على كل منسم من ابن آدم صدقة كل يوم فقال رجل من القوم : ومن [ ص: 73 ] يطيق هذا ؟ قال : أمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن المنكر صدقة ، والحمل على الضعيف صدقة ، وكل خطوة يخطوها أحدكم إلى الصلاة صدقة . وخرجه البزار وغيره . وفي رواية : على كل ميسم من الإنسان صدقة كل يوم أو صلاة فقال رجل : هذا من أشد ما أتيتنا به ، فقال : إن أمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر صلاة أو صدقة ، وحملك عن الضعيف صلاة ، وإنحاؤك القذر عن الطريق صلاة ، وكل خطوة تخطوها إلى الصلاة صلاة . وفي رواية البزار : وإماطة الأذى عن الطريق صدقة أو قال : " صلاة " . قال بعضهم : يريد بالميسم كل عضو على حدة مأخوذ من الوسم : وهو العلامة ، إذ ما من عظم ولا عرق ولا عصب إلا وعليه أثر صنع الله ، فيجب على العبد الشكر على ذلك والحمد لله على خلقه سويا صحيحا ، وهذا هو المراد بقوله : عليه صلاة كل يوم ، لأن الصلاة تحتوي على الحمد والشكر والثناء . وخرج الطبراني من وجه آخر عن ابن عباس رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : على كل سلامى ، أو على كل عضو من بني آدم في كل يوم صدقة ، ويجزئ من ذلك ركعتا الضحى . ويروى من حديث أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : على كل نفس في كل يوم صدقة قيل : فإن كان لا يجد شيئا ؟ قال : أليس بصيرا شهما فصيحا صحيحا ؟ قال : بلى ، قال : يعطي من قليله وكثيره ، وإن بصرك للمنقوص بصره صدقة ، وإن سمعك للمنقوص سمعه صدقة . وقد ذكرنا في شرح الحديث الماضي - حديث أبي ذر - الذي خرجه ابن [ ص: 74 ] حبان في " صحيحه " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ليس من نفس ابن آدم إلا عليها صدقة في كل يوم طلعت فيه الشمس قيل : يا رسول الله ، ومن أين لنا صدقة نتصدق بها ؟ قال : إن أبواب الخير لكثيرة : التسبيح ، والتحميد ، والتكبير ، والتهليل ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، وتميط الأذى عن الطريق ، وتسمع الأصم ، وتهدي الأعمى ، وتدل المستدل على حاجته ، وتسعى بشدة ساقيك مع اللهفان المستغيث ، وتحمل بشدة ذراعيك مع الضعيف ، فهذا كله صدقة منك على نفسك . فقوله صلى الله عليه وسلم : على كل سلامى من الناس عليه صدقة قال أبو عبيد : السلامى في الأصل عظم يكون في فرسن البعير ، قال : فكأن معنى الحديث : على كل عظم من عظام ابن آدم صدقة ، يشير أبو عبيد إلى أن السلامى اسم لبعض العظام الصغار التي في الإبل ، ثم عبر بها عن العظام في الجملة بالنسبة إلى الآدمي وغيره . فمعنى الحديث عنده : على كل عظم من عظام ابن آدم صدقة . وقال غيره : السلامى : عظم في طرف اليد والرجل ، وكنى بذلك عن جميع عظام الجسد ، والسلامى جمع ، وقيل : هو مفرد . وقد ذكر علماء الطب أن جميع عظام البدن مائتان وثمانية وأربعون عظما سوى السمسمانيات ، وبعضهم يقول : هي ثلاثمائة وستون عظما ، يظهر منها للحس مائتان وخمسة وستون عظما ، والباقية صغار لا تظهر تسمى السمسمانية ، وهذه الأحاديث تصدق هذا القول ، ولعل السلامى عبر بها عن هذه العظام الصغار ، كما أنها في الأصل اسم لأصغر ما في البعير من العظام ، ورواية البزار لحديث أبي هريرة يشهد لهذا ، حيث قال فيها : " أو ستة وثلاثون سلامى " وقد [ ص: 75 ] خرجه غير البزار ، وقال فيه : " إن في ابن آدم ستمائة وستين عظما " وهذه الرواية غلط . وفي حديث عائشة وبريدة ذكر ثلاثمائة وستين مفصلا . ومعنى الحديث : أن تركيب هذه العظام وسلامتها من أعظم نعم الله على عبده ، فيحتاج كل عظم منها إلى صدقة يتصدق ابن آدم عنه ، ليكون ذلك شكرا لهذه النعمة . قال الله عز وجل : ياأيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك [ الانفطار : 6 - 8 ] . وقال عز وجل : قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون [ الملك : 23 ] ، وقال : والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون [ النحل : 78 ] وقال : ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين [ البلد : 8 - 9 ] ، قال مجاهد : هذه نعم من الله متظاهرة يقررك بها كيما تشكر ، وقرأ الفضل ليلة هذه الآية ، فبكى فسئل عن بكائه ، فقال : هل بت ليلة شاكرا لله أن جعل لك عينين تبصر بهما ؟ هل بت ليلة شاكرا لله أن جعل لك لسانا تنطق به ؟ وجعل يعدد من هذا الضرب . وروى ابن أبي الدنيا بإسناده عن سلمان الفارسي ، قال : إن رجلا بسط له من الدنيا ، فانتزع ما في يديه ، فجعل يحمد الله عز وجل ، ويثني عليه ، حتى لم يكن له فراش إلا بوري ، فجعل يحمد الله ، ويثني عليه ، وبسط للآخر من الدنيا ، فقال لصاحب البوري : أرأيتك أنت على ما تحمد الله عز وجل ؟ قال : أحمد الله على ما لو أعطيت به ما أعطي الخلق لم أعطهم إياه ، قال : [ ص: 76 ] وما ذاك ؟ قال : أرأيت بصرك ؟ أرأيت لسانك ؟ أرأيت يديك ؟ أرأيت رجليك ؟ وبإسناده عن أبي الدرداء أنه كان يقول : الصحة غنى الجسد . وعن يونس بن عبيد أن رجلا شكا إليه ضيق حاله ، فقال له يونس : أيسرك أن لك ببصرك هذا الذي تبصر به مائة ألف درهم ؟ قال الرجل : لا ، قال : فبيدك مائة ألف درهم ؟ قال : لا ، قال : فرجليك ؟ قال : لا ، قال : فذكره نعم الله عليه ، فقال يونس : أرى عندك مئين ألوف وأنت تشكو الحاجة . وعن وهب بن منبه ، قال : مكتوب في حكمة آل داود : العافية الملك الخفي . وعن بكر المزني قال : يا ابن آدم ، إن أردت أن تعلم قدر ما أنعم الله عليك ، فغمض عينيك . وفي بعض الآثار : كم من نعمة لله في عرق ساكن . وفي " صحيح البخاري " عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ . فهذه النعم مما يسأل الإنسان عن شكرها يوم القيامة ، ويطالب به كما قال تعالى : ثم لتسألن يومئذ عن النعيم [ التكاثر : 8 ] وخرج الترمذي وابن حبان [ ص: 77 ] من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : إن أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من النعيم ، فيقول له : ألم نصح لك جسمك ، ونرويك من الماء البارد ؟ . وقال ابن مسعود رضي الله عنه : النعيم الأمن والصحة . وروي عنه مرفوعا . وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله : ثم لتسألن يومئذ عن النعيم [ التكاثر : 8 ] ، قال : النعيم : صحة الأبدان والأسماع والأبصار ، يسأل الله العباد فيما استعملوها ؟ وهو أعلم بذلك منهم ، وهو قوله تعالى : إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا [ الإسراء : 36 ] . وخرج الطبراني من رواية أيوب بن عتبة - وفيه ضعف - عن عطاء ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : من قال : لا إله إلا الله ، كان له بها عهد عند الله ، ومن قال : سبحان الله وبحمده ، كتب له بها مائة ألف حسنة وأربعة وعشرون ألف حسنة فقال رجل : كيف نهلك بعد هذا يا رسول الله ؟ قال : إن الرجل ليأتي يوم القيامة بالعمل ، لو وضع على جبل لأثقله ، فتقوم النعمة من نعم الله ، فتكاد أن تستنفد ذلك كله ، إلا أن يتطاول الله برحمته . [ ص: 78 ] وروى ابن أبي الدنيا بإسناد فيه ضعف أيضا عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يؤتى بالنعم يوم القيامة ، وبالحسنات والسيئات ، فيقول الله لنعمة من نعمه : خذي حقك من حسناته فما تترك له حسنة إلا ذهبت بها . وبإسناده عن وهب بن منبه قال : عبد الله عابد خمسين عاما ، فأوحى الله عز وجل إليه : إني قد غفرت لك ، قال : يا رب ، وما تغفر لي ولم أذنب ؟ فأذن الله عز وجل لعرق في عنقه ، فضرب عليه ، فلم ينم ، ولم يصل ، ثم سكن وقام ، فأتاه ملك ، فشكا إليه ما لقي من ضربان العرق ، فقال الملك : إن ربك عز وجل يقول : عبادتك خمسين سنة تعدل سكون ذلك العرق . وخرج الحاكم هذا المعنى مرفوعا من رواية سلمان بن هرم القرشي عن محمد بن المنكدر عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم : أن جبريل أخبره أن عابدا عبد الله على رأس جبل في البحر خمسمائة سنة ، ثم سأل ربه أن يقبضه وهو ساجد ، قال : فنحن نمر عليه إذا هبطنا وإذا عرجنا ، ونجد في العلم أنه يبعث يوم [ ص: 79 ] القيامة ، فيوقف بين يدي الله عز وجل ، فيقول الله عز وجل : أدخلو عبدي الجنة برحمتي ، فيقول العبد : يا رب ، بعملي ، ثلاث مرات ، ثم يقول الله للملائكة : قايسوا عبدي بنعمتي عليه وبعمله ، فيجدون نعمة البصر قد أحاطت بعبادة خمسمائة سنة ، وبقيت نعم الجسد له ، فيقول : أدخلوا عبدي النار ، فيجر إلى النار ، فينادي ربه : برحمتك أدخلني الجنة ، برحمتك أدخلني الجنة ، فيدخله الجنة ، قال جبريل : إنما الأشياء برحمة الله يا محمد . وسلمان بن هرم ، قال العقيلي : هو مجهول وحديثه غير محفوظ . وروى الخرائطي بإسناد فيه نظر عن عبد الله بن عمرو مرفوعا : يؤتى بالعبد يوم القيامة ، فيوقف بين يدي الله عز وجل فيقول للملائكة : انظروا في عمل عبدي ونعمتي عليه ، فينظرون فيقولون : ولا بقدر نعمة واحدة من نعمك عليه ، فيقول : انظروا في عمله سيئه وصالحه ، فينظرون فيجدونه كفافا ، فيقول : عبدي ، قد قبلت حسناتك ، وغفرت لك سيئاتك ، وقد وهبت لك نعمتي فيما بين ذلك . والمقصود : أن الله تعالى أنعم على عباده بما لا يحصونه كما قال : وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها [ إبراهيم : 34 ] وطلب منهم الشكر ، ورضي به منهم . قال سليمان التيمي : إن الله أنعم على العباد على قدره ، وكلفهم الشكر على قدرهم حتى رضي منهم من الشكر بالاعتراف بقلوبهم بنعمه ، وبالحمد بألسنتهم عليها ، كما خرجه أبو داود والنسائي من حديث عبد الله بن غنام ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال من قال : حين يصبح : اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك ، فمنك وحدك لا شريك لك ، فلك الحمد ولك الشكر ، فقد [ ص: 80 ] أدى شكر ذلك اليوم ، ومن قالها حين يمسي أدى شكر ليلته . وفي رواية النسائي عن عبد الله بن عباس . وخرج الحاكم من حديث عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما أنعم الله على عبد نعمة ، فعلم أنها من عند الله إلا كتب الله شكرها قبل أن يشكرها ، وما أذنب عبد ذنبا ، فندم عليه إلا كتب الله له مغفرته قبل أن يستغفره . وقال أبو عمرو الشيباني : قال موسى عليه السلام يوم الطور : يا رب ، إن أنا صليت فمن قبلك ، وإن أنا تصدقت فمن قبلك ، وإن أنا بلغت رسالتك فمن قبلك ، فكيف أشكرك ؟ قال : الآن شكرتني . وعن الحسن قال : قال موسى عليه السلام : يا رب ، كيف يستطيع آدم أن يؤدي شكر ما صنعت إليه ؟ خلقته بيدك ، ونفخت فيه من روحك ، وأسكنته جنتك ، وأمرت الملائكة فسجدوا له ، فقال : يا موسى ، علم أن ذلك مني ، فحمدني عليه ، فكان ذلك شكرا لما صنعته . [ ص: 81 ] وعن أبي الجلد قال : قرأت في مسألة داود أنه قال : أي رب كيف لي أن أشكرك وأنا لا أصل إلى شكرك إلا بنعمتك ؟ قال : فأتاه الوحي : أن يا داود ، أليس تعلم أن الذي بك من النعم مني ؟ قال : بلى يا رب ، قال : فإني أرضى بذلك منك شكرا . قال : وقرأت في مسألة موسى : يا رب ، كيف لي أن أشكرك وأصغر نعمة وضعتها عندي من نعمك لا يجازي بها عملي كله ؟ قال : فأتاه الوحي : أن يا موسى ، الآن شكرتني . وقال بكر بن عبد الله ما قال : عبد قط : الحمد لله مرة ، إلا وجبت عليه نعمة بقوله : الحمد لله ، فما جزاء تلك النعمة ؟ جزاؤها أن يقول : الحمد لله ، فجاءت نعمة أخرى ، فلا تنفد نعماء الله . وقد روى ابن ماجه من حديث أنس مرفوعا : ما أنعم الله على عبد نعمة ، فقال : الحمد لله ، إلا كان الذي أعطي أفضل مما أخذ . وروينا نحوه من حديث شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد مرفوعا أيضا . وروي هذا عن الحسن البصري من قوله . [ ص: 82 ] وكتب بعض عمال عمر بن عبد العزيز إليه : إني بأرض قد كثرت فيها النعم ، حتى لقد أشفقت على أهلها من ضعف الشكر ، فكتب إليه عمر : إني قد كنت أراك أعلم بالله مما أنت ، إن الله لم ينعم على عبد نعمة فحمد الله عليها ، إلا كان حمده أفضل من نعمته ، لو كنت لا تعرف ذلك إلا في كتاب الله المنزل ، قال الله تعالى : ولقد آتينا داود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين [ النمل : 15 ] ، وقال الله : وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها إلى قوله : وقالوا الحمد لله [ الزمر : 73 ] وأي نعمة أفضل من دخول الجنة ؟ . وقد ذكر ابن أبي الدنيا في " كتاب الشكر " عن بعض العلماء أنه صوب هذا القول ، أعني قول من قال : إن الحمد أفضل من النعم ، وعن ابن عيينة أنه خطأ قائله ، وقال : لا يكون فعل العبد أفضل من فعل الرب عز وجل . ولكن الصواب قول من صوبه ، فإن المراد بالنعم : النعم الدنيوية ، كالعافية والرزق والصحة ، ودفع المكروه ، ونحو ذلك ، والحمد لله هو من النعم الدينية ، وكلاهما نعمة من الله ، لكن نعمة الله على عبده بهدايته لشكر نعمه بالحمد عليها أفضل من نعمه الدنيوية على عبده ، فإن النعم الدنيوية إن لم يقترن بها الشكر ، كانت بلية كما قال أبو حازم : كل نعمة لا تقرب من الله فهي بلية ، فإذا وفق الله عبده للشكر على نعمه الدنيوية بالحمد أو غيره من أنواع الشكر ، كانت هذه النعمة خيرا من تلك النعم وأحب إلى الله عز وجل منها ، فإن الله [ ص: 83 ] يحب المحامد ، ويرضى عن عبده أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ، ويشرب الشربة فيحمده عليها ، والثناء بالنعم والحمد عليها وشكرها عند أهل الجود والكرم أحب إليهم من أموالهم ، فهم يبذلونها طلبا للثناء ، والله عز وجل أكرم الأكرمين ، وأجود الأجودين ، فهو يبذل نعمه لعباده ، ويطلب منهم الثناء بها وذكرها ، والحمد عليها ، ويرضى منهم بذلك شكرا عليها ، وإن كان ذلك كله من فضله عليهم ، وهو غير محتاج إلى شكرهم ، لكنه يحب ذلك من عباده ، حيث كان صلاح العبد وفلاحه وكماله فيه . ومن فضله سبحانه أنه نسب الحمد والشكر إليهم ، وإن كان من أعظم نعمه عليهم ، وهذا كما أنه أعطاهم ما أعطاهم من الأموال ، ثم استقرض منهم بعضه ، ومدحهم بإعطائه ، والكل ملكه ومن فضله ، ولكن كرمه اقتضى ذلك ، ومن هنا يعلم معنى الأثر الذي جاء مرفوعا وموقوفا : " الحمد لله حمدا يوافي نعمه ، ويكافئ مزيده " . ولنرجع الآن إلى تفسير حديث : كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس . يعني : أن الصدقة على ابن آدم عن هذه الأعضاء في كل يوم من أيام الدنيا ، فإن اليوم قد يعبر به عن مدة أزيد من ذلك ، كما يقال : يوم صفين ، وكان مدة أيام ، وعن مطلق الوقت كما في قوله : ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم [ هود : 8 ] ، وقد يكون ذلك ليلا ونهارا ، فإذا قيل : كل يوم تطلع فيه الشمس ، علم أن هذه الصدقة على ابن آدم في كل يوم يعيش فيه من أيام الدنيا ، وظاهر الحديث يدل على أن هذا الشكر بهذه الصدقة واجب على المسلم كل يوم ، ولكن الشكر على درجتين : إحداهما : واجب ، وهو أن يأتي بالواجبات ، ويتجنب المحارم ، فهذا لا بد [ ص: 84 ] منه ، ويكفي في شكر هذه النعم ، ويدل على ذلك ما خرجه أبو داود من حديث أبي الأسود الديلي ، قال : كنا عند أبي ذر ، فقال : يصبح على كل سلامى من أحدكم في كل يوم صدقة ، فله بكل صلاة صدقة ، وصيام صدقة ، وحج صدقة ، وتسبيح صدقة ، وتكبير صدقة ، وتحميد صدقة ، فعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذه الأعمال الصالحات قال : يجزئ أحدكم من ذلك ركعتا الضحى وقد تقدم في حديث أبي موسى المخرج في " الصحيحين " : فإن لم يفعل ، فليمسك عن الشر ، فإنه له صدقة . وهذا يدل على أنه يكفيه أن لا يفعل شيئا من الشر ، وإنما يكون مجتنبا للشر إذا قام بالفرائض ، واجتنب المحارم ، فإن أعظم الشر ترك الفرائض ، ومن هنا قال بعض السلف : الشكر ترك المعاصي . وقال بعضهم : الشكر أن لا يستعان بشيء من النعم على معصية . وذكر أبو حازم الزاهد شكر الجوارح كلها وأن تكف عن المعاصي ، وتستعمل في الطاعات ، ثم قال : وأما من شكر بلسانه ، ولم يشكر بجميع أعضائه ، فمثله كمثل رجل له كساء ، فأخذ بطرفه ، فلم يلبسه ، فلم ينفعه ذلك من الحر والبرد والثلج والمطر . وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : لينظر العبد في نعم الله عليه في بدنه وسمعه وبصره ويديه ورجليه وغير ذلك ، ليس من هذا شيء إلا وفيه نعمة من الله عز وجل ، حق على العبد أن يعمل بالنعم اللاتي هي في بدنه لله عز وجل [ ص: 85 ] في طاعته ، ونعمة أخرى في الرزق ، حق عليه أن يعمل لله عز وجل فيما أنعم عليه من الرزق في طاعته ، فمن عمل بهذا ، كان قد أخذ بحزم الشكر وأصله وفرعه . ورأى الحسن رجلا يتبختر في مشيته ، فقال : لله في كل عضو منه نعمة ، اللهم لا تجعلنا ممن يتقوى بنعمك على معصيتك . الدرجة الثانية من الشكر : الشكر المستحب ، وهو أن يعمل العبد بعد أداء الفرائض واجتناب المحارم بنوافل الطاعات ، وهذه درجة السابقين المقربين ، وهي التي أرشد إليها النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الأحاديث التي سبق ذكرها ، وكذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في الصلاة ، ويقوم حتى تنفطر قدماه ، فإذا قيل له : أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فيقول : أفلا أكون عبدا شكورا . وقال بعض السلف : لما قال الله عز وجل : اعملوا آل داود شكرا [ سبأ : 13 ] ، لم يأت عليهم ساعة من ليل أو نهار إلا وفيهم مصل يصلي . وهذا مع أن بعض هذه الأعمال التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم واجب : إما على الأعيان ، كالمشي إلى الصلاة عند من يرى وجوب الصلاة في الجماعات في المساجد ، وإما على الكفاية ، كالأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، وإغاثة الملهوف ، والعدل بين الناس ، إما في الحكم بينهم ، أو في الإصلاح . وقد [ ص: 86 ] روي من حديث عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : أفضل الصدقة إصلاح ذات البين . وهذه الأنواع التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم من الصدقة ، منها ما نفعه متعد كالإصلاح ، وإعانة الرجل على دابته يحمله عليها أو يرفع متاعه عليها ، والكلمة الطيبة ، ويدخل فيها السلام ، وتشميت العاطس ، وإزالة الأذى عن الطريق ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، ودفن النخامة في المسجد ، وإعانة ذي الحاجة الملهوف ، وإسماع الأصم والبصر للمنقوص بصره ، وهداية الأعمى ، أو غيره الطريق . وجاء في بعض روايات حديث أبي ذر وبيانك عن الأرتم صدقة يعني : من لا يطيق الكلام ، إما لآفة في لسانه ، أو لعجمة في لغته ، فيبين عنه ما يحتاج إلى بيانه . ومنه ما هو قاصر النفع : كالتسبيح ، والتكبير ، والتحميد ، والتهليل ، والمشي إلى الصلاة ، وصلاة ركعتي الضحى ، وإنما كانتا مجزئتين عن ذلك كله ، لأن في الصلاة استعمالا للأعضاء كلها في الطاعة والعبادة ، فتكون كافية في شكر نعمة سلامة هذه الأعضاء . وبقية هذه الخصال المذكورة أكثرها استعمال لبعض أعضاء البدن خاصة ، فلا تكمل الصدقة بها حتى يأتي منها بعدد سلامى البدن ، وهي ثلاثمائة وستون كما في حديث عائشة رضي الله عنها . [ ص: 87 ] وفي " المسند " عن ابن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : أتدرون أي الصدقة أفضل وخير ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : المنحة أن تمنح أخاك الدراهم ، أو ظهر الدابة ، أو لبن الشاة أو لبن البقرة . والمراد بمنحة الدراهم : قرضها ، وبمنحة ظهر الدابة إفقارها ، وهو إعارتها لمن يركبها ، وبمنحة لبن الشاة أو البقرة أن يمنحه بقرة أو شاة ليشرب لبنها ثم يعيدها إليه ، وإذا أطلقت المنيحة ، لم تنصرف إلا إلى هذا . وخرجه الإمام أحمد والترمذي من حديث البراء بن عازب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : من منح منيحة لبن ، أو ورق ، أو أهدى زقاقا ، كان له مثل عتق رقبة وقال الترمذي : معنى قوله : من منح منيحة ورق إنما يعني به قرض الدراهم ، وقوله : وأهدى زقاقا إنما يعني به هداية الطريق ، وهو إرشاد السبيل . وخرجه البخاري من حديث حسان بن عطية ، عن أبي كبشة السلولي ، قال : سمعت عبد الله بن عمرو يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أربعون خصلة ، أعلاها منيحة العنز ، ما من عامل يعمل بخصلة منها رجاء ثوابها ، وتصديق موعودها ، إلا أدخله الله بها الجنة قال حسان : فعددنا ما دون منيحة العنز من رد السلام ، وتشميت العاطس ، وإماطة الأذى عن الطريق ونحوه ، فما استطعنا أن نبلغ خمس عشرة خصلة . [ ص: 88 ] وفي " صحيح مسلم " عن جابر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : حق الإبل حلبها على الماء وإعارة دلوها ، وإعارة فحلها ، ومنيحتها ، وحمل عليها في سبيل الله . وخرج الإمام أحمد من حديث جابر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : كل معروف صدقة ، ومن المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق ، وأن تفرغ من دلوك في إنائه . وخرج الحاكم وغيره بزيادة ، وهي : وما أنفق المرء على نفسه وأهله ، كتب له به صدقة ، وما وقى به عرضه كتب له به صدقة ، وكل نفقة أنفقها مؤمن ، فعلى الله خلفها ضامن ، إلا نفقة في معصية أو بنيان . وفي " المسند " عن أبي جري الهجيمي ، قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن المعروف ، فقال : لا تحقرن من المعروف شيئا ، ولو أن تعطي صلة الحبل ، ولو أن تعطي شسع النعل ، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي ، ولو أن تنحي الشيء من طريق الناس يؤذيهم ، ولو أن تلقى أخاك ووجهك إليه منطلق ، ولو أن تلقى أخاك فتسلم عليه ، ولو أن تؤنس الوحشان في الأرض . ومن أنواع الصدقة : كف الأذى عن الناس باليد واللسان ، كما في " الصحيحين " عن أبي ذر ، قلت : يا رسول الله ، أي الأعمال أفضل ؟ قال : الإيمان بالله ، والجهاد في سبيله قلت : فإن لم أفعل ؟ قال : تعين صانعا ، أو [ ص: 89 ] تصنع لأخرق قلت : أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل ؟ قال : تكف شرك عن الناس ، فإنها صدقة . وفي " صحيح ابن حبان " عن أبي ذر قال : قلت : يا رسول الله ، دلني على عمل ، إذا عمل به العبد دخل به الجنة ، قال : يؤمن بالله قلت : يا رسول الله ، إن مع الإيمان عملا ؟ قال : يرضخ مما رزقه الله قلت : وإن كان معدما لا شيء له ؟ قال : يقول معروفا بلسانه ، قلت : فإن كان عييا لا يبلغ عنه لسانه ؟ قال : فيعين مغلوبا ، قلت : فإن كان ضعيفا لا قدرة له ؟ قال : فليصنع لأخرق ، قلت : فإن كان أخرق ؟ فالتفت إلي ، فقال : ما تريد أن تدع في صاحبك شيئا من الخير ؟ فليدع الناس من أذاه ، قلت : يا رسول الله ، إن هذا كله ليسير ، قال : والذي نفسي بيده ، ما من عبد يعمل بخصلة منها يريد بها ما عند الله ، إلا أخذت بيده يوم القيامة حتى يدخل الجنة . فاشترط في هذا الحديث لهذه الأعمال كلها إخلاص النية كما في حديث عبد الله بن عمرو الذي فيه ذكر الأربعين خصلة ، وهذا كما في قوله عز وجل : لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما [ النساء : 114 ] . وقد روي عن الحسن ، وابن سيرين أن فعل المعروف يؤجر عليه ، وإن لم يكن له فيه نية . سئل الحسن عن الرجل يسأله آخر حاجة وهو يبغضه ، فيعطيه حياء : هل له فيه أجر ؟ فقال : إن ذلك لمن المعروف ، وإن في المعروف لأجرا . خرجه حميد بن زنجويه . وسئل ابن سيرين عن الرجل يتبع الجنازة ، لا يتبعها حسبة ، يتبعها حياء من [ ص: 90 ] أهلها : أله في ذلك أجر ؟ فقال : أجر واحد ؟ بل له أجران : أجر لصلاته على أخيه ، وأجر لصلته الحي . خرجه أبو نعيم في " الحلية " . ومن أنواع الصدقة : أداء حقوق المسلم على المسلم ، وبعضها مذكور في الأحاديث الماضية ، ففي " الصحيحين " عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : حق المسلم على المسلم خمس : رد السلام ، وعيادة المريض ، واتباع الجنائز ، وإجابة الدعوة ، وتشميت العاطس وفي رواية لمسلم : للمسلم على المسلم ست ، قيل : ما هن يا رسول الله ؟ قال : إذا لقيته تسلم عليه ، وإذا دعاك فأجبه ، وإذا استنصحك ، فانصح له ، وإذا عطس فحمد الله فشمته ، وإذا مرض فعده ، وإذا مات فاتبعه . وفي " الصحيحين " عن البراء قال : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع : بعيادة المريض ، واتباع الجنازة ، وتشميت العاطس ، وإبرار القسم ، ونصر المظلوم ، وإجابة الداعي ، وإفشاء السلام . وفي رواية لمسلم : وإرشاد الضال ، بدل إبرار القسم . ومن أنواع الصدقة : المشي بحقوق الآدميين الواجبة إليهم ، قال ابن عباس : من مشى بحق أخيه إليه ليقضيه ، فله بكل خطوة صدقة . ومنها إنظار المعسر ، وفي " المسند " و " سنن ابن ماجه " عن بريدة مرفوعا : [ ص: 91 ] من أنظر معسرا ، فله بكل يوم صدقة ، قبل أن يحل الدين ، فإذا حل الدين ، فأنظره بعد ذلك ، فله بكل يوم مثله صدقة . ومنها الإحسان إلى البهائم ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن سقيها : فقال : في كل كبد رطبة أجر ، وأخبر أن بغيا سقت كلبا يلهث من العطش ، فغفر لها . وأما الصدقة القاصرة على نفس العامل بها ، فمثل أنواع الذكر من التسبيح ، والتكبير ، والتحميد ، والتهليل ، والاستغفار ، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، وكذلك تلاوة القرآن ، والمشي إلى المساجد ، والجلوس فيها لانتظار الصلاة ، أو لاستماع الذكر . ومن ذلك : التواضع في اللباس ، والمشي ، والهدي ، والتبذل في المهنة ، واكتساب الحلال ، والتحري فيه . ومنها أيضا : محاسبة النفس على ما سلف من أعمالها ، والندم والتوبة من الذنوب السالفة ، والحزن عليها ، واحتقار النفس ، والازدراء عليها ، ومقتها في الله عز وجل ، والبكاء من خشية الله تعالى ، والتفكر في ملكوت السماوات والأرض ، وفي أمور الآخرة ، وما فيها من الوعد والوعيد ونحو ذلك مما يزيد الإيمان في القلب ، وينشأ عنه كثير من أعمال القلوب ؛ كالخشية ، والمحبة ، والرجاء ، والتوكل ، وغير ذلك . وقد قيل : إن هذا التفكر أفضل من نوافل الأعمال [ ص: 92 ] البدنية ، روي ذلك عن غير واحد من التابعين ، منهم سعيد بن المسيب ، والحسن وعمر بن عبد العزيز ، وفي كلام الإمام أحمد ما يدل عليه . وقال كعب : لأن أبكي من خشية الله أحب إلي من أن أتصدق بوزني ذهبا .

التالي السابق


الخدمات العلمية