الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
[ ص: 56 ] الحديث الخامس والعشرون . عن أبي ذر رضي الله عنه أيضا nindex.php?page=hadith&LINKID=950908أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور ، يصلون كما نصلي ، ويصومون كما نصوم ، ويتصدقون بفضول أموالهم ، قال : أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون ؟ إن nindex.php?page=treesubj&link=24582_33142بكل تسبيحة صدقة ، nindex.php?page=treesubj&link=33099_33142وكل تكبيرة صدقة ، nindex.php?page=treesubj&link=24582_33142وكل تحميدة صدقة ، nindex.php?page=treesubj&link=33151_33142وكل تهليلة صدقة ، nindex.php?page=treesubj&link=24661وأمر بالمعروف صدقة ، nindex.php?page=treesubj&link=24661ونهي عن منكر صدقة ، وفي بضع أحدكم صدقة قالوا : يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال : أرأيتم لو وضعها في حرام ، أكان عليه وزر ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر . رواه مسلم .
هذا الحديث خرجه مسلم من رواية nindex.php?page=showalam&ids=17344يحيى بن يعمر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11822أبي الأسود الديلي ، عن أبي ذر رضي الله عنه ، وقد روي معناه عن أبي ذر من وجوه كثيرة بزيادة ونقصان ، وسنذكر بعضها فيما بعد إن شاء الله تعالى . وفي هذا الحديث دليل على أن الصحابة رضي الله عنهم لشدة حرصهم على الأعمال الصالحة ، وقوة رغبتهم في الخير كانوا يحزنون على ما يتعذر عليهم فعله من الخير مما يقدر عليه غيرهم ، فكان الفقراء يحزنون على فوات الصدقة بالأموال التي يقدر عليها الأغنياء ، ويحزنون على التخلف عن الخروج [ ص: 57 ] في الجهاد ، لعدم القدرة على آلته ، وقد أخبر الله عنهم بذلك في كتابه ، فقال : nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=92ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون [ التوبة : 92 ] . وفي هذا الحديث : أن الفقراء غبطوا أهل الدثور - والدثور : هي الأموال - مما يحصل لهم من أجر الصدقة بأموالهم ، فدلهم النبي صلى الله عليه وسلم على صدقات يقدرون عليها . وفي " الصحيحين " عن أبي صالح ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=950909أن فقراء المهاجرين أتوا النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى والنعيم المقيم ، فقال : " وما ذاك ؟ " قالوا : يصلون كما نصلي ، ويصومون كما نصوم ، ويتصدقون ولا نتصدق ، ويعتقون ولا نعتق ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أفلا أعلمكم شيئا تدركون به من قد سبقكم ، وتسبقون به من بعدكم ، ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم ؟ " قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : " تسبحون وتكبرون وتحمدون دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين مرة " ، قال أبو صالح : فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=54ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء [ المائدة : 54 ] . وقد روي نحو هذا الحديث من رواية جماعة من الصحابة منهم علي ، [ ص: 58 ] وأبو ذر ، وأبو الدرداء ، nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر ، nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس وغيرهم . ومعنى هذا أن الفقراء ظنوا أن لا صدقة إلا بالمال ، وهم عاجزون عن ذلك ، فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن nindex.php?page=treesubj&link=33615جميع أنواع فعل المعروف والإحسان صدقة . وفي " صحيح مسلم " عن حذيفة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950910nindex.php?page=treesubj&link=33615كل معروف صدقة . وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من حديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم . nindex.php?page=treesubj&link=23466فالصدقة تطلق على جميع أنواع فعل المعروف والإحسان ، حتى إن فضل الله الواصل منه إلى عباده صدقة منه عليهم . وقد كان بعض السلف ينكر ذلك ، ويقول إنما الصدقة ممن يطلب جزاءها وأجرها ، والصحيح خلاف ذلك ، وقد nindex.php?page=hadith&LINKID=950911قال النبي صلى الله عليه وسلم في قصر الصلاة في السفر : صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته خرجه مسلم ، وقال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=950912من كانت له صلاة بليل ، فغلب عليه نوم فنام عنها ، كتب الله له أجر صلاته ، [ ص: 59 ] وكان نومه صدقة من الله تصدق بها عليه " خرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي وغيره من حديث عائشة ، وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء . وفي " مسندي " nindex.php?page=showalam&ids=15549بقي بن مخلد nindex.php?page=showalam&ids=13863والبزار من حديث أبي ذر مرفوعا : " ما من يوم ولا ليلة ولا ساعة إلا لله فيها صدقة يمن بها على من يشاء من عباده ، وما من الله على عبد مثل أن يلهمه ذكره " . وقال nindex.php?page=showalam&ids=15802خالد بن معدان : إن الله يتصدق كل يوم بصدقة ، وما تصدق الله على أحد من خلقه بشيء خير من أن يتصدق عليه بذكره . nindex.php?page=treesubj&link=33615والصدقة بغير المال نوعان : أحدهما : ما فيه تعدية الإحسان إلى الخلق ، فيكون صدقة عليهم ، وربما كان أفضل من الصدقة بالمال ، وهذا كالأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، فإنه دعاء إلى طاعة الله ، وكف عن معاصيه ، وذلك خير من النفع بالمال ، وكذلك nindex.php?page=treesubj&link=18469تعليم العلم النافع ، nindex.php?page=treesubj&link=33615وإقراء القرآن ، nindex.php?page=treesubj&link=18071_18462وإزالة الأذى عن الطريق ، nindex.php?page=treesubj&link=33615والسعي في جلب النفع للناس ، ودفع الأذى عنهم . وكذلك nindex.php?page=treesubj&link=24261_29492الدعاء للمسلمين والاستغفار لهم . وخرج ابن مردويه بإسناد فيه ضعف عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر مرفوعا : " من كان له مال ، فليتصدق من ماله ، nindex.php?page=treesubj&link=33615ومن كان له قوة ، فليتصدق من قوته ، ومن كان له علم ، فليتصدق من علمه " ولعله موقوف . [ ص: 60 ] وخرج nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني بإسناد فيه ضعف عن سمرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : " nindex.php?page=hadith&LINKID=2004578nindex.php?page=treesubj&link=26093أفضل الصدقة صدقة اللسان " قيل : يا رسول الله ، وما صدقة اللسان ؟ قال : " الشفاعة تفك بها الأسير ، وتحقن بها الدم ، وتجر بها المعروف والإحسان إلى أخيك ، وتدفع عنه الكريهة " . وقال nindex.php?page=showalam&ids=16705عمرو بن دينار : بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما من صدقة أحب إلى الله من قول ، ألم تسمع إلى قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=263قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى [ البقرة : 263 ] " خرجه nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم . وفي مراسيل الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إن nindex.php?page=treesubj&link=33615من الصدقة أن تسلم على الناس وأنت طليق الوجه " خرجه nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا . وقال معاذ : nindex.php?page=treesubj&link=18469_33615تعليم العلم لمن لا يعلمه صدقة . وروي مرفوعا . nindex.php?page=treesubj&link=18070_33615ومن أنواع الصدقة كف الأذى عن الناس ، ففي " الصحيحين " nindex.php?page=hadith&LINKID=950917عن أبي ذر قال : قلت : يا رسول الله أي الأعمال أفضل ؟ قال : الإيمان بالله والجهاد في سبيله " قلت : فأي الرقاب أفضل ؟ قال : " أنفسها عند أهلها وأكثرها ثمنا " قلت : فإن لم أفعل ؟ قال : " تعين صانعا ، وتصنع لأخرق " . قلت : يا رسول الله ، أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل ؟ قال : " nindex.php?page=treesubj&link=33615تكف شرك عن الناس ، فإنها صدقة . [ ص: 61 ] وقد روي في حديث أبي ذر زيادات أخرى ، فخرج الترمذي من حديث أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=950918nindex.php?page=treesubj&link=18075تبسمك في وجه أخيك لك صدقة ، nindex.php?page=treesubj&link=24661وأمرك بالمعروف ، ونهيك عن المنكر صدقة ، nindex.php?page=treesubj&link=33615وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة ، nindex.php?page=treesubj&link=18462وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة ، nindex.php?page=treesubj&link=33615وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة " . وخرج nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في " صحيحه " من حديث أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950919ليس من نفس ابن آدم إلا عليها صدقة في كل يوم طلعت فيه الشمس قيل : يا رسول الله ، ومن أين لنا صدقة نتصدق بها ؟ قال : إن nindex.php?page=treesubj&link=33142أبواب الجنة لكثيرة : التسبيح ، والتكبير ، والتحميد ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، وتميط الأذى عن الطريق ، وتسمع الأصم ، وتهدي الأعمى ، وتدل المستدل على حاجته ، وتسعى بشدة ساقيك مع اللهفان المستغيث ، وتحمل بشدة ذراعيك مع الضعيف ، فهذا كله صدقة منك على نفسك . وخرج nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد من حديث أبي ذر قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950920قلت : يا رسول الله ذهب الأغنياء بالأجر ، يتصدقون ولا نتصدق ، قال : " وأنت فيك صدقة : nindex.php?page=treesubj&link=33615_18462رفعك العظم عن الطريق صدقة ، nindex.php?page=treesubj&link=33615وهدايتك الطريق صدقة ، nindex.php?page=treesubj&link=33615وعونك الضعيف بفضل قوتك صدقة ، nindex.php?page=treesubj&link=33615وبيانك عن الأغتم صدقة ، nindex.php?page=treesubj&link=33615ومباضعتك امرأتك صدقة " ، قلت : يا [ ص: 62 ] رسول الله ، نأتي شهوتنا ونؤجر ؟ ! قال : " أرأيت لو جعله في حرام ، أكان يأثم ؟ " قال : قلت : نعم ، قال : " أفتحتسبون بالشر ولا تحتسبون بالخير ؟ " وفي رواية أخرى ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " nindex.php?page=hadith&LINKID=950921إن فيك صدقة كثيرة ، فذكر فضل سمعك وفضل بصرك " وفي رواية أخرى nindex.php?page=showalam&ids=12251للإمام أحمد : قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=950922إن من أبواب الصدقة التكبير وسبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، وأستغفر الله ، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، وتعزل الشوكة عن الطريق والعظم والحجر ، وتهدي الأعمى ، وتسمع الأصم والأبكم حتى يفقه ، وتدل المستدل على حاجة له قد علمت مكانها ، وتسعى بشدة ساقيك إلى اللهفان المستغيث ، وترفع بشدة ذراعيك مع الضعيف ، كل ذلك من أبواب الصدقة منك على نفسك ، ولك في جماعك زوجتك أجر " قلت : كيف يكون لي أجر في شهوتي ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أرأيت لو كان لك ولد ، فأدرك ورجوت خيره ، فمات ، أكنت تحتسب به ؟ قلت : نعم ، قال : فأنت خلقته ؟ قلت : بل الله خلقه ، قال : أفأنت هديته ؟ قلت : بل الله هداه ، قال : أفأنت كنت ترزقه ؟ قلت : بل الله كان يرزقه ، قال : كذلك فضعه في حلاله وجنبه حرامه ، فإن شاء الله أحياه ، وإن شاء أماته ، ولك أجر " . وظاهر هذا السياق يقتضي أنه nindex.php?page=treesubj&link=33615يؤجر على جماعه لأهله بنية طلب الولد الذي يترتب الأجر على تربيته وتأديبه في حياته ، ويحتسبه عند موته ، وأما إذا لم ينو شيئا بقضاء شهوته ، فهذا قد تنازع الناس في دخوله في هذا الحديث . [ ص: 63 ] وقد صح الحديث بأن nindex.php?page=treesubj&link=33615نفقة الرجل على أهله صدقة ، ففي " الصحيحين " عن nindex.php?page=showalam&ids=91أبي مسعود الأنصاري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950923نفقة الرجل على أهله صدقة وفي رواية لمسلم : " وهو يحتسبها " ، وفي لفظ nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري : " nindex.php?page=hadith&LINKID=950924إذا أنفق الرجل على أهله وهو يحتسبها ، فهو له صدقة " ، فدل على أنه إنما يؤجر فيها إذا احتسبها عند الله كما في حديث nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950925إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها ، حتى اللقمة ترفعها إلى في امرأتك خرجاه . وفي " صحيح مسلم " عن nindex.php?page=showalam&ids=99ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950926أفضل الدنانير دينار ينفقه الرجل على عياله ، ودينار ينفقه على فرس في سبيل الله ، ودينار ينفقه الرجل على أصحابه في سبيل الله قال nindex.php?page=showalam&ids=12135أبو قلابة عند رواية هذا الحديث : بدأ بالعيال ، وأي رجل أعظم أجرا من رجل ينفق على عيال له صغار يعفهم الله به ، ويغنيهم الله به . وفيه أيضا عن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950927إن نفقتك على عيالك صدقة ، وإن ما تأكل امرأتك من مالك صدقة وهذا قد ورد مقيدا في الرواية الأخرى بابتغاء وجه الله . وفي " صحيح مسلم " عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950928دينار أنفقته في سبيل الله ، ودينار أنفقته في رقبة ، ودينار تصدقت به على [ ص: 64 ] مسكين ، ودينار أنفقته على أهلك ، أفضلها الدينار الذي أنفقته على أهلك . وخرج nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد ، nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان في " صحيحه " من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=950929تصدقوا فقال رجل : عندي دينار ، فقال : " تصدق به على نفسك " قال عندي دينار آخر ، قال : " تصدق به على زوجتك " قال : عندي دينار آخر ، قال : " تصدق به على ولدك " قال : عندي دينار آخر ، قال : " تصدق به على خادمك " قال : عندي دينار آخر ، قال : أنت أبصر . وخرج nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد من حديث nindex.php?page=showalam&ids=241المقدام بن معدي كرب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950930nindex.php?page=treesubj&link=33615ما أطعمت نفسك ، فهو لك صدقة ، وما أطعمت ولدك ، فهو لك صدقة ، nindex.php?page=treesubj&link=33615وما أطعمت زوجتك فهو لك صدقة ، nindex.php?page=treesubj&link=33615وما أطعمت خادمك ، فهو لك صدقة وفي هذا المعنى أحاديث كثيرة يطول ذكرها . وفي " الصحيحين " عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950931ما من مسلم يغرس غرسا ، أو يزرع زرعا ، فيأكل منه إنسان أو طير أو دابة ، إلا كان له صدقة . وفي " صحيح مسلم " عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950932ما من مسلم يغرس غرسا إلا كان ما أكل منه له صدقة ، وما سرق منه له صدقة ، وما أكل السبع منه ، فهو له صدقة ، وما أكلت الطير فهو له صدقة ، ولا يرزؤه أحد إلا كان له صدقة . وفي رواية له أيضا : " nindex.php?page=hadith&LINKID=950933فيأكل منه إنسان ، ولا دابة ، ولا طائر إلا كان له صدقة إلى يوم القيامة " . [ ص: 65 ] وفي " المسند " بإسناد ضعيف عن معاذ بن أنس الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=950934من بنى بنيانا في غير ظلم ولا اعتداء ، أو غرس غراسا في غير ظلم ولا اعتداء ، إلا كان له أجرا جاريا ما انتفع به أحد من خلق الرحمن " . وذكر nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في " تاريخه " من حديث جابر مرفوعا : " من حفر ماء لم تشرب منه كبد حرى من جن ولا إنس ولا سبع ولا طائر إلا آجره الله يوم القيامة " . وظاهر هذه الأحاديث كلها يدل على أن هذه الأشياء تكون صدقة يثاب عليها الزارع والغارس ونحوهما من غير قصد ولا نية ، وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : " nindex.php?page=hadith&LINKID=950936أرأيت لو وضعها في الحرام ، أكان عليه وزر ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر " يدل بظاهره على أنه nindex.php?page=treesubj&link=33615يؤجر في إتيان أهله من غير نية ، فإن المباضع لأهله كالزارع في الأرض التي يحرث ويبذر فيها ، وقد ذهب إلى هذا طائفة من العلماء ، ومال إليه nindex.php?page=showalam&ids=13436أبو محمد بن قتيبة في الأكل والشرب والجماع ، واستدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=950937nindex.php?page=treesubj&link=33615إن المؤمن ليؤجر في كل شيء حتى في اللقمة يرفعها إلى فيه . وهذا اللفظ الذي استدل به غير معروف ، إنما المعروف قول النبي صلى الله عليه وسلم لسعد : " nindex.php?page=hadith&LINKID=950925إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها ، حتى اللقمة ترفعها إلى في امرأتك " ، وهو مقيد بإخلاص النية لله ، فتحمل الأحاديث المطلقة عليه ؛ والله أعلم . ويدل عليه أيضا قول الله عز وجل : nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=114لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما [ النساء : 114 ] ، [ ص: 66 ] فجعل ذلك خيرا ، ولم يرتب عليه الأجر إلا مع نية الإخلاص . وأما إذا فعله رياء ، فإنه يعاقب عليه ، وإنما محل التردد إذا فعله بغير نية صالحة ولا فاسدة . وقد قال nindex.php?page=showalam&ids=12032أبو سليمان الداراني : من عمل عمل خير من غير نية كفاه نية اختياره للإسلام على غيره من الأديان ، وظاهر هذا أنه يثاب عليه من غير نية بالكلية ، لأنه بدخوله في الإسلام مختار لأعمال الخير في الجملة ، فيثاب على كل عمل يعمله منها بتلك النية ، والله أعلم . وقوله : " nindex.php?page=hadith&LINKID=950936أرأيت لو وضعها في الحرام ، أكان عليه وزر ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال ، كان له أجر " . هذا يسمى عند الأصوليين قياس العكس ، ومنه قول nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950938قال النبي صلى الله عليه وسلم كلمة وقلت أنا أخرى ، قال : من مات يشرك بالله شيئا دخل النار ، وقلت : من مات لا يشرك بالله دخل الجنة . والنوع الثاني من الصدقة التي ليست مالية : ما نفعه قاصر على فاعله ، كأنواع الذكر : من التكبير ، والتسبيح ، والتحميد ، والتهليل ، والاستغفار ، وكذلك nindex.php?page=treesubj&link=33615_19435المشي إلى المساجد صدقة ، ولم يذكر في شيء من الأحاديث الصلاة والصيام والحج والجهاد أنه صدقة ، وأكثر هذه الأعمال أفضل من الصدقات المالية ، لأنه إنما ذكر جوابا لسؤال الفقراء الذين سألوه عما يقاوم تطوع الأغنياء بأموالهم ، وأما الفرائض ، فإنهم قد كانوا كلهم مشتركين فيها . وقد تكاثرت النصوص nindex.php?page=treesubj&link=33615_24582بتفضيل الذكر على الصدقة بالمال وغيرها من [ ص: 67 ] الأعمال ، كما في حديث nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=950939ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم ، وأرفعها في درجاتكم ، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة ، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم ، فتضربوا أعناقهم ، ويضربوا أعناقكم ؟ " قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : " ذكر الله عز وجل " خرجه nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ، وذكره مالك في " الموطأ " موقوفا على nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء . وفي " الصحيحين " عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950637من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، يحيي ويميت ، وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة ، كانت له عدل عشر رقاب ، وكتبت له مائة حسنة ، ومحيت عنه مائة سيئة ، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك . وفيهما أيضا عن أبي أيوب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950940من قالها عشر مرات ، كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل . وخرج nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد ، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي من حديث أبي سعيد nindex.php?page=hadith&LINKID=950941أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل : أي العباد أفضل درجة عند الله يوم القيامة ؟ قال : الذاكرون الله كثيرا " قلت : [ ص: 68 ] يا رسول الله ، ومن الغازي في سبيل الله ؟ قال : " لو ضرب بسيفه في الكفار والمشركين حتى ينكسر ويختضب دما ، لكان الذاكرون لله أفضل منه درجة . ويروى نحوه من حديث معاذ وجابر مرفوعا ، والصواب وقفه على معاذ من قوله . وخرج nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من حديث أبي الوازع ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " لو أن رجلا في حجره دراهم يقسمها ، وآخر يذكر الله ، كان الذاكر أفضل " . قلت : الصحيح عن أبي الوازع عن nindex.php?page=showalam&ids=88أبي برزة الأسلمي من قوله . خرجه nindex.php?page=showalam&ids=14907جعفر الفريابي . وخرج أيضا من حديث أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " من كبر مائة ، وسبح [ ص: 69 ] مائة ، وهلل مائة ، كانت خيرا له من عشر رقاب يعتقها ، ومن سبع بدنات ينحرها " . وخرج nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا بإسناده عن nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء أنه قيل له : إن رجلا أعتق مائة نسمة ، فقال : إن مائة نسمة من مال رجل كثير ، وأفضل من ذلك إيمان ملزوم بالليل والنهار ، وأن لا يزال لسان أحدكم رطبا من ذكر الله عز وجل . وعن nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء أيضا ، قال : لأن أقول : الله أكبر مائة مرة أحب إلي من أن أتصدق بمائة دينار . وكذلك قال nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان الفارسي وغيره من الصحابة والتابعين : إن nindex.php?page=treesubj&link=24582_23468الذكر أفضل من الصدقة بعدده من المال . وخرج nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من حديث أم هانئ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها : nindex.php?page=hadith&LINKID=950944سبحي الله مائة تسبيحة ، فإنها تعدل مائة رقبة من ولد إسماعيل ، واحمدي الله مائة تحميدة ، فإنها تعدل لك مائة فرس ملجمة مسرجة تحملين عليهن في سبيل الله ، وكبري الله مائة تكبيرة ، فإنها تعدل مائة بدنة مقلدة متقبلة ، وهللي الله مائة تهليلة - لا أحسبه إلا قال : - تملأ ما بين السماء والأرض ، ولا يرفع يومئذ لأحد مثل عملك إلا أن يأتي بمثل ما أتيت وخرجه أحمد أيضا nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ، وعندهما : " nindex.php?page=hadith&LINKID=950945وقولي : لا إله إلا الله مائة مرة ، لا تذر ذنبا ، ولا يسبقها العمل " . [ ص: 70 ] وخرجه الترمذي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16709عمرو بن شعيب ، عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه . وخرج nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس مرفوعا : قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=950946ما من صدقة أفضل من ذكر الله عز وجل " . وخرج nindex.php?page=showalam&ids=14906الفريابي بإسناد فيه نظر عن أبي أمامة مرفوعا : " nindex.php?page=hadith&LINKID=950947من فاته الليل أن يكابده ، ويبخل بماله أن ينفقه ، وجبن من العدو أن يقاتله ، فليكثر من سبحان الله وبحمده ، فإنها أحب إلى الله عز وجل من جبل ذهب ، أو جبل فضة ينفقه في سبيل الله عز وجل " . وخرج البزار بإسناد مقارب من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس مرفوعا قال في حديثه : " nindex.php?page=hadith&LINKID=950948فليكثر ذكر الله " ، ولم يزد على ذلك ، وفي المعنى أحاديث أخر متعددة .