صفحة جزء
[ ص: 737 ] النوع السادس والأربعون :

من اشترك في الرواية عنه اثنان تباعد ما بين وفاتيهما ، للخطيب فيه كتاب حسن ، ومن فوائده حلاوة علو الإسناد ؛ مثاله محمد بن إسحاق السراج ، روى عنه البخاري والخفاف وبين وفاتيهما مائة وسبع وثلاثون سنة أو أكثر ، والزهري وزكريا بن دويد عن مالك وبينهما كذلك .


( النوع السادس والأربعون ) السابق واللاحق ، وهو معرفة ( من اشترك في الرواية عنه اثنان تباعد ما بين وفاتيهما ، للخطيب فيه كتاب حسن ) سماه : السابق واللاحق .

( ومن فوائده حلاوة علو الإسناد ) في القلوب ، وأن لا يظن سقوط شيء من الإسناد .

( مثاله محمد بن إسحاق السراج ، روى عنه البخاري ) في تاريخه ، ( و ) أبو الحسين أحمد بن محمد ( الخفاف ) النيسابوري ، ( وبين وفاتيهما مائة وسبع وثلاثون [ ص: 738 ] سنة أو أكثر ) .

لأن البخاري مات سنة ست وخمسين ومائتين ، والخفاف مات سنة ثلاث ، وقيل : أربع ، وقيل : خمس وتسعين وثلاثمائة .

( والزهري وزكريا بن رويد ) رويا ( عن مالك ، وبينهما كذلك ) .

فإن الزهري مات سنة أربع وعشرين ومائة ، وزكريا حدث سنة نيف وستين ومائتين ولا نعرف وقت وفاته .

قال العراقي : والتمثيل بزكريا سبق إليه الخطيب ، ولا ينبغي أن يمثل به ، لأنه أحد الكذابين الوضاعين ، ولا نعرف سماعه من مالك وإن حدث عنه ، فقد زاد وادعى أنه سمع من حميد الطويل وروى عنه نسخة موضوعة .

فالصواب أن آخر أصحاب مالك أحمد بن إسماعيل السهمي ، ومات سنة تسع وخمسين ومائتين ، فبينه وبين الزهري مائة وخمس وثلاثون سنة .

ومن أمثلة ذلك في المتأخرين : أن الفخر بن البخاري سمع منه المنذري والصلاح بن أبي عمرو شيخ شيخنا .

[ ص: 739 ] ومات المنذري سنة ست وخمسين وستمائة ، والصلاح سنة ثمانين وسبعمائة .

والبرهان التنوخي شيخ شيوخنا سمع منه الذهبي ، وروى عنه فيما ذكر شيخ الإسلام أبو الفضل بن حجر ، ومات سنة ثمان وأربعين وسبعمائة ، وآخر أصحابه أبو العباس الشاوي مات سنة أربع وثمانين وثمانمائة .

قال شيخ الإسلام : وأكثر ما وقفنا عليه من ذلك مائة وخمسون سنة ، وذلك أن أبا علي البرداني سمع من السلفي حديثا ورواه عنه ، ومات على رأس الخمسمائة ، وآخر أصحاب السلفي سبطه أبو القاسم بن مكي مات سنة خمس وستمائة .

التالي السابق


الخدمات العلمية