صفحة جزء
[ ص: 775 ] النوع الحادي والخمسون :

معرفة كنى المعروفين بالأسماء ; من شأنه أن يبوب على الأسماء . فمن يكنى بأبي محمد من الصحابة - رضي الله تعالى عنهم - طلحة ، وعبد الرحمن بن عوف ، والحسن بن علي ، وثابت بن قيس ، وكعب بن عجرة ، والأشعث بن قيس ، وعبد الله بن جعفر ، وابن عمرو ، وابن بحينة ، وغيرهم .

وبأبي عبد الله : الزبير ، والحسين ، وسلمان ، وحذيفة ، وعمرو بن العاص ، وغيرهم وبأبي عبد الرحمن : ابن مسعود ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن الخطاب ، وابن عمر ، ومعاوية بن أبي سفيان وغيرهم . وفي بعضهم خلاف .


( النوع الحادي والخمسون : معرفة كنى المعروفين بالأسماء ) .

قال ابن الصلاح : وهذا من وجه ضد النوع الذي قبله .

ومن وجه آخر : يصح أن يجعل قسما من أقسام ذلك ، من حيث كونه قسما من أقسام أصحاب الكنى ، وألف فيه ابن حبان ، انتهى .

وعلى الاصطلاح الثاني مشى ابن جماعة في المنهل الروي ، فعد أقسامه عشرة ، وتبعه العراقي ، قال : لأن الذين صنفوا في الكنى جمعوا النوعين معا .

[ ص: 776 ] وعلى الأول قال المصنف كابن الصلاح : ( من شأنه أن يبوب على الأسماء ) ثم يبين كناها بخلاف ذلك .

( فمن يكنى بأبي محمد من الصحابة - رضي الله تعالى عنهم - طلحة ) بن عبيد الله ، ( وعبد الرحمن بن عوف ، والحسن بن علي ، وثابت بن قيس ) بن الشماس ، فيما جزم به ابن منده ، ورجحه ابن عبد البر .

وقيل : كنيته أبو عبد الرحمن ، ورجحه ابن حبان والمزي .

فعلى هذا هو من أمثلة القسم الخامس السابق . ( وكعب بن عجرة ، والأشعث بن قيس ، وعبد الله بن جعفر ) بن أبي طالب .

قال العراقي : في هذا نظر ، فإن المعروف أن كنيته أبو جعفر ، وبذلك كناه البخاري في " التاريخ " ، وحكاه عن ابن الزبير وابن إسحاق ، وتبعه ابن أبي حاتم [ ص: 777 ] والنسائي ، وابن حبان ، والطبراني ، وابن منده ، وابن عبد البر .

قال : وكأن ابن الصلاح اغتر بما وقع في الكنى للنسائي في حرف الميم :

( أبو محمد عبد الله بن جعفر ) ، ثم روى بإسناده أن الوليد بن عبد الملك قال لعبد الله بن جعفر : يا أبا محمد ، مع أنه أعاده في حرف الجيم ، فذكره أبا جعفر .

قال : وابن الزبير أعرف بعبد الله من الوليد إن كان النسائي أراد بالمذكور أولاد ابن أبي طالب ، وهو الظاهر ، وإن أراد به غيره فلا يخالفه .

( و ) عبد الله ( بن عمرو ) بن العاص ، ( و ) عبد الله ( بن بحينة وغيرهم ) .

وممن يكنى ( بأبي عبد الله ) من الصحابة : ( الزبير ) بن العوام ، ( والحسين ) بن علي ( وسلمان ) الفارسي ، ( وحذيفة ) بن اليمان ، ( وعمرو بن العاص وغيرهم ) .

وعد منهم ابن الصلاح : عمارة بن حزم .

قال العراقي : وفيه نظر ، فلم أر أحدا ذكر له كنية .

وعثمان بن حنيف .

[ ص: 778 ] وقال : وتبع في ذلك ابن حبان ، والمشهور أن كنيته أبو عمرو ، ولم يذكر المزي غيرها .

والمغيرة بن شعبة .

قال : وتبع في ذلك البخاري ، وابن حبان ، وابن أبي حاتم ، والمشهور أن كنيته أبو عيسى ، كذا جزم به النسائي ، وأبو أحمد الحاكم .

ومعقل بن يسار ، وعمرو بن عامر المزنيين .

قال : وفيهما نظر ، فالمشهور أن كنية معقل : أبو علي ، وبه قال الجمهور : علي ابن المديني ، وخليفة ، والعجلي ، وابن منده ، والبخاري ، وابن أبي [ ص: 779 ] حاتم ، وابن حبان ، والنسائي ؛ زاد العجلي : ولا نعلم أحدا في الصحابة يكنى أبا علي غيره .

قال العراقي : بل قيس بن عاصم ، وطلق بن علي يكنيان بذلك ، كما جزم به النسائي .

قال : وأما عمرو بن عامر . ففي الصحابة اثنان فقط :

أحدهما : ابن ربيعة بن هوذة أحد بني عامر بن صعصعة ، ليس مزنيا ، ولا يكنى أبا عبد الله .

والثاني : ابن مالك ابن خنساء المازني ، أحد بني مازن بن النجار ، يكنى أبا داود ، ذكره ابن منده ، وسماه ابن إسحاق عميرا ، وهو الصواب ، فليس بعمرو ، ولا مزني بل مازني ، ولا يكنى أبا عبد الله .

قال : والظاهر أن ما ذكره ابن الصلاح سبق قلم ، وإنما هو عمرو بن عوف المزني ، فإنه يكنى بذلك .

( و ) ممن يكنى ( بأبي عبد الرحمن ) من الصحابة : عبد الله ( بن مسعود ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن الخطاب ) أخو عمر وقيل : كنيته أبو عبد الله ، ( و ) عبد الله ( بن عمر ، ومعاوية بن أبي سفيان وغيرهم .

وفي بعضهم ) أي المذكورين في هذا النوع ( خلاف ) كما تقدم في ثابت بن قيس ، [ ص: 780 ] وعمرو بن العاص ، وزيد بن الخطاب .

قال العراقي : واللائق بهؤلاء أن يذكروا في القسم الخامس .

التالي السابق


الخدمات العلمية