صفحة جزء
[ ص: 780 ] النوع الثاني والخمسون :

الألقاب ، وهي كثيرة ، ومن لا يعرفها قد يظنها أسامي فيجعل من ذكر باسمه في موضع وبلقبه في آخر شخصين ، وألف فيه جماعة ، وما كرهه الملقب لا يجوز ، وما لا فيجوز . وهذه نبذ منه : معاوية الضال : ضل في طرق مكة ، عبد الله بن محمد الضعيف : كان ضعيفا في جسمه ، محمد بن الفضل أبو النعمان عارم : كان بعيدا من العرامة وهي الفساد . غندر : لقب جماعة كل منهم محمد بن جعفر ، أولهم صاحب شعبة ، والثاني يروي عن أبي حاتم ، والثالث عنه أبو نعيم ، والرابع عن أبي خليفة الجمحي وغيره ، وآخرون لقبوا به .

غنجار : اثنان بخاريان ، عيسى بن موسى عن مالك والثوري . والثاني : صاحب تاريخها ، صاعقة محمد بن عبد الرحيم . لشدة حفظه . عنه البخاري .

شباب : لقب خليفة صاحب التاريخ . زنيج ، بالزاي والجيم ، أبو غسان ، محمد بن عمرو شيخ مسلم .

رسته : عبد الرحمن الأصبهاني . سنيد : الحسين بن داود . بندار : محمد بن بشار .

قيصر : أبو النضر هاشم بن القاسم . الأخفش ، نحويون ، أحمد بن عمران متقدم ، وأبو الخطاب المذكور في سيبويه ، وسعيد بن مسعدة الذي يروى عنه كتاب سيبويه ، وعلي بن سليمان ، صاحب ثعلب والمبرد مربع : محمد بن إبراهيم . جزرة : صالح بن محمد . عبيد العجل " بالتنوين " الحسين بن محمد . كيلجة : محمد بن صالح ما غمه : هو علان ، وهو علي بن الحسن بن عبد الصمد ويجمع بينهما فيقال : علان ما غمه . سجادة : المشهور ، الحسن بن حماد . وسجادة الحسين بن أحمد . عبدان : عبد الله بن عثمان وغيره . مشكدانه ، ومطين .


( النوع الثاني والخمسون : الألقاب ) أي معرفة ألقاب المحدثين ، ومن يذكر معهم كما ذكره ابن الصلاح ، ( وهي كثيرة ، ومن لا يعرفها قد يظنها أسامي ، فيجعل من ذكر باسمه في موضع ، وبلقبه في آخر شخصين ) .

كما وقع ذلك لجماعة من أكابر الحفاظ ، منهم ابن المديني ، فرقوا بين عبد الله بن أبي صالح أخي سهيل ، وبين عباد بن أبي صالح فجعلوهما اثنين ، وإنما عباد لقب لعبد الله لا أخ له باتفاق الأئمة .

( وألف فيه جماعة ) من الحفاظ : منهم أبو بكر الشيرازي . وأبو الفضل الفلكي . وأبو الوليد الدباغ . وأبو الفرج بن الجوزي . وآخرهم شيخ الإسلام أبو الفضل بن حجر . وتأليفه أحسنها وأخصرها وأجمعها .

( وما كرهه الملقب ) به من الألقاب ( لا يجوز ) التعريف به ، ( وما لا ) يكره ( فيجوز ) التعريف به .

كذا جزم به المصنف هنا تبعا لابن الصلاح ، وتبعهما العراقي ، وليس كذلك [ ص: 781 ] فقد جزم المصنف في سائر كتبه كـ " الروضة " و " شرح مسلم " ، و " الأذكار " بجوازه للضرورة . غير قاصد غيبة ، وقد سبق على الصواب في آداب المحدث ، ثم ظهر لي حمل " ما " هنا على أصل التلقيب ، فيجوز بما لا يكره دون ما يكره .

قال الحاكم : وأول لقب في الإسلام لقب أبي بكر الصديق ، وهو عتيق ; لقب به لعتاقة وجهه ؛ أي : حسنه .

وقيل : لأنه عتيق الله من النار .

ثم الألقاب منها ما لا يعرف سبب التلقيب به ، وهو كثير . ومنها ما يعرف ، ولعبد الغني بن سعيد فيه تأليف مفيد . ( وهذه نبذ منه ) أي : نوع الألقاب على غير ترتيب :

( معاوية ) بن عبد الكريم ( الضال ، ضل في طريق مكة ) فلقب به ، وكان رجلا عظيما .

( عبد الله بن محمد الضعيف ، كان ضعيفا في جسمه ) لا في حديثه .

وقيل : لقب به من باب الأضداد ، لشدة إتقانه وضبطه ، قاله ابن حبان .

وعلى الأول قال عبد الغني بن سعيد : رجلان جليلان لزمهما لقبان قبيحان : الضال والضعيف .

[ ص: 782 ] قال ابن الصلاح : وثالث وهو ( محمد بن الفضل أبو النعمان ) السدوسي ( عارم كان ) عبدا صالحا ( بعيدا من العرامة ، وهي الفساد ) .

ونظير ذلك

[ أبو يونس الحسن ] بن يزيد القوي ، يروي عن التابعين وهو ضعيف .

وقيل له : القوي لعبادته .

ويونس بن محمد الصدوق من صغار الأتباع ، كذاب .

ويونس الكذوب في عصر أحمد بن حنبل ثقة .

قيل له : الكذوب لحفظه وإتقانه .

( غندر ، لقب جماعة كل منهم محمد بن جعفر ) .

أولهم : محمد بن جعفر البصري أبو بكر ( صاحب شعبة ) ، قدم ابن جريج البصرة فحدث بحديث عن الحسن البصري فأنكره عليه ، وأكثر محمد بن جعفر من الشغب عليه ، فقال له : اسكت يا غندر .

[ ص: 783 ] قال ابن الصلاح : وأهل الحجاز يسمون المشغب غندرا .

( والثاني : ) أبو الحسين الرازي نزيل طبرستان ، ( روى عن : أبي حاتم ) الرازي .

( والثالث ) أبو بكر البغدادي الحافظ الجوال الوراق ، جده الحسين ، سمع الحسن بن علي العمري ، وأبا جعفر الطحاوي ، وأبا عروبة الحراني ، حدث ( عنه أبو نعيم ) الأصبهاني ، والحاكم ، وابن جميع ، وأبو عبد الرحمن السلمي ، مات سنة سبعين وثلاثمائة .

( والرابع ) أبو الطيب البغدادي ، جده : دران ، صوفي محدث جوال ، روى ( عن أبي خليفة الجمحي ) ، وأبي يعلى الموصلي ، وعنه الدارقطني ، توفى سنة تسع وخمسين وثلاثمائة .

( وآخرون لقبوا به ) ممن ليس بمحمد بن جعفر .

قلت : بقي ممن لقب به واسمه محمد بن جعفر ، اثنان :

أبو بكر القاضي البغدادي يروي عن أبي شاكر ميسرة بن عبد الله .

وأبو بكر محمد بن جعفر بن العباس النجار ، سمع ابن صاعد ، ومنه الحسن بن محمد الخلال ، مات في المحرم سنة تسع وسبعين وثلاثمائة ، ذكرهما الخطيب .

[ ص: 784 ] وممن لقب به وليس اسمه ذلك أحمد بن آدم الجرجاني الخلنجي ، يروي عن ابن المديني وغيره .

ومحمد بن المهلب الحراني أبو الحسين ، ذكره الشيرازي ، قال ابن عدي : كان يكذب .

ومحمد بن يوسف بن بشر بن النضر بن مرداس الهروي ، حافظ فقيه شافعي ، سمع الربيع المرادي ، روى عنه الطبراني ، ووثقه الخطيب ، ومات في رمضان سنة ثلاث وثلاثمائة ، عن مائة سنة .

( غنجار : اثنان بخاريان :

عيسى بن موسى ) التيمي أبو أحمد ، روى ( عن مالك والثوري ) ، قال ابن الصلاح : لقب به لحمرة وجنتيه .

( والثاني : ) أبو عبد الله محمد بن أحمد الحافظ ( صاحب تاريخها ) أي بخارى ، مات سنة اثنتي عشرة وأربعمائة ( صاعقة : محمد بن عبد الرحيم ) الحافظ [ ص: 785 ] أبو يحيى ، لقب به ( لشدة حفظه ) ومذاكراته ، روى ( عنه البخاري .

شباب ) بلفظ ضد الشيخوخة ابن خياط ، ( لقب خليفة ) العصفري ( صاحب " التاريخ " .

زنيج ، بالزاي والجيم ) والنون مصغرا ( أبو غسان محمد بن عمرو ) الرازي ( شيخ مسلم .

رسته ) : بالضم وسكون المهملة وفتح الفوقية ( عبد الرحمن ) بن عمر ( الأصبهاني .

سنيد ) : مصغر ، لقب وله تفسير مسند هو ( الحسين بن داود ) المصيصي .

( بندار ، محمد بن بشار ) البصري شيخ الشيخين والناس .

قال ابن الصلاح ، قال ابن الفلكي : لقب بهذا لأنه كان بندار الحديث أي : حافظه .

وذكر الحافظ ابن حجر : أنه لقب به أيضا جماعة ، منهم :

[ ص: 786 ] أبو بكر محمد بن إسماعيل البصلاني شيخ أبي بكر الآجري .

وأبو الحسين حامد بن حماد ، روى عن إسحاق بن سيار وغيره .

والحسين بن يوسف بندار ، روى عن أبي عيسى الترمذي ، وعنه ابن عدي في " الكامل " .

( قيصر : أبو النضر هاشم بن القاسم ) المعروف ، شيخ أحمد بن حنبل وغيره .

( الأخفش ) لقب به جماعة ( نحويون ) ولهم رواية أيضا ، كما خرجت ذلك في طبقات النحاة .

أولهم : ( أحمد بن عمران ) البصري النحوي ، ( متقدم ) روى عن زيد بن الحباب وغيره ، وله غريب الموطأ ، وذكره ابن حبان في الثقات ، ومات قبل الخمسين ومائتين .

( و ) الثاني : الأكبر ( أبو الخطاب المذكور في ) كتاب ( سيبويه ) وهو شيخه ، عبد الحميد بن عبد المجيد ، أخذ عن أبي عمرو بن العلاء ، وهو أول من فسر الشعر تحت كل بيت ، ورع ثقة .

( و ) الثالث : الأوسط ( سعيد بن مسعدة ) أبو الحسن البلخي ثم البصري ( الذي [ ص: 787 ] يروى ) بالضم ( عنه كتاب سيبويه ) وهو صاحبه ، روى عن هشام بن عروة والنخعي والكلبي ، وعنه أبو حاتم السجستاني ، وله " معاني القرآن " وغيره ، مات سنة عشرة ، وقيل : خمس عشرة ، وقيل : إحدى وعشرين ومائتين .

وهو المراد حيث أطلق في كتب النحو .

( و ) الرابع : الأصغر ( علي بن سليمان ) بن الفضل أبو الحسن ( صاحب ثعلب ، والمبرد ) ، مات في شعبان سنة خمس عشرة وثلاثمائة .

وفي النحاة أخفش خامس : وهو أحمد بن محمد الموصلي ، شافعي ، في أيام أبي حامد الإسفرايني ، قرأ عليه ابن جني .

وسادس : وهو خلف بن عمر البلنسي ، أبو القاسم ، مات بعد الستين وأربعمائة .

وسابع : وهو عبد الله بن محمد البغدادي ، أبو محمد ، روى عن الأصمعي .

وثامن : وهو عبد العزيز بن أحمد الأندلسي أبو الأصبغ ، روى عنه ابن عبد البر .

وتاسع : وهو علي بن محمد المغربي الشاعر ، أبو الحسن الشريف الإدريسي ; كان حيا سنة ثنتين وخمسين وأربعمائة .

وعاشر : وهو علي بن إسماعيل بن رجاء الفاطمي أبو الحسن .

وحادي عشر : وهو هارون بن موسى بن شريك القارئ ، قرأ على ابن ذكوان ، وحدث عن أبي مسهر الغساني ، ومات سنة إحدى ، وقيل : اثنتين وتسعين ومائتين .

وقد بسطت تراجم هؤلاء في طبقات النحاة .

( مربع ) بفتح الباء المشدودة ( محمد بن إبراهيم ) الحافظ البغدادي . ( جزرة ) [ ص: 788 ] بفتح الجيم والزاي والراء ( صالح بن محمد ) البغدادي الحافظ ، لقب بها لأنه لما قدم عمرو بن زرارة بغداد سمع عليه في جملة الخلق ، فقيل له : من أين سمعت ؟ فقال : من حديث الجزرة ، يعني حديث عبد الله بن بسر ; لأنه كان يرقي بخرزة فصحفها .

( عبيد العجل بالتنوين ) ، ورفع العجل ، لا بالإضافة ( الحسين بن محمد ) بن حاتم البغدادي الحافظ .

( كيلجة ، محمد بن صالح ) البغدادي الحافظ ، ويقال : اسمه أحمد .

ويلقب كيلجة أيضا أبو طالب أحمد بن نصر البغدادي - شيخ الدارقطني - ذكره الحافظ ابن حجر في ألقابه .

( ما غمه ) بلفظ النفي لفعل الغم ( هو علان ، وهو علي بن الحسن بن عبد الصمد ) الحافظ البغدادي ، ( ويجمع ) فيه ( بينهما ) أي اللقبين ( فيقال : علان ما غمه .

سجادة ) بالفتح ( المشهور ) بهذا اللقب ( الحسين بن حماد ) من أصحاب وكيع .

( و ) يلقب ( سجادة ) أيضا ( الحسين بن أحمد ) شيخ ابن عدي .

[ ص: 789 ] ( عبدان : عبد الله بن عثمان ) المروزي صاحب ابن المبارك ، لقب به فيما نقله ابن الصلاح ، عن أبي طاهر ; لأن اسمه عبد الله ، وكنيته أبو عبد الرحمن ، فاجتمع فيهما العبدان .

قال ابن الصلاح : وهذا لا يصح ، بل ذلك من تغيير العامة للأسماء ، كما قالوا في : علي : علان ، وفي : أحمد بن يوسف السلمي : حمدان ، وفي : وهب بن بقية الواسطي : وهبان .

( وغيره ) أيضا : لقب عبدان ، منهم :

عبد الله بن أحمد بن موسى العسكري الأهوازي .

وعبد الله بن محمد بن يزيد العسكري .

وعبد الله بن يوسف بن خالد السلمي .

وعبد الله بن خالد القرقساني أبو عثمان البجلي .

وعبد الله بن عبدان بن محمد بن عبدان أبو الفضل الهمداني .

وعبد الله بن محمد بن عيسى المروزي .

وعبد الله بن يزيد بن يعقوب الدقيقي .

( مشكدانه ) بضم الميم وسكون المعجمة وفتح الكاف .

قال ابن الصلاح : ومعناه بالفارسية : حبة المسك أو وعاؤه ، لقب عبد الله [ ص: 790 ] بن عمر بن محمد بن أبان القرشي الأموي أبي عبد الرحمن .

( ومطين ) بفتح الياء ، لقب أبي جعفر الحضرمي .

قال ابن الصلاح : خاطبهما بذلك الفضل بن دكين ، فلقبا به .

زاد غيره في الأول : لأنه كان إذا جاءه يلبس ويتطيب .

وفي الثاني لأنه كان وهو صغير يلعب مع الصبيان في الماء فيطينون ظهره ، فقال له أبو نعيم : يا مطين لم لا تحضر مجلس العلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية