الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الأثار

الحازمي - أبو بكر محمد بن موسى الحازمي الهمذاني

صفحة جزء
[ ص: 130 ] 2 - باب النهي عن استقبال القبلة ، والاختلاف فيه

- حديث أبي أيوب الأنصاري ، وتخريجه .

- حديث أبي هريرة على شرط مسلم .

- حديث سلمان الفارسي على شرط مسلم .

- أول من حدث الناس بذلك .

- حديث آخر عن ابن ماجه .

- اختلاف أهل العلم على ثلاثة أنحاء .

1 - صنف حملوا الأحاديث على ظواهرها

2 - صنف لم يروا بذلك بأسا .

3 - القائلون بالرخصة .

- بيان النسخ :

1 - حديث مجاهد وتخريجه .

2 - حديث عن عائشة في مسند الإمام أحمد .

3 - الجمع بين هذه الأحاديث .

[ ص: 131 ] باب النهي عن استقبال القبلة ، والاختلاف فيه

قرأت على أبي العباس أحمد بن أحمد بن محمد ، أخبرك عبد الرحمن بن أحمد ، أخبرنا أحمد بن الحسين ، أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ ، أخبرنا أحمد بن شعيب ، أخبرنا محمد بن منصور ، حدثنا سفيان ، عن الزهري ، عن عطاء بن يزيد ، عن أبي أيوب ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : لا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها لغائط أو بول ، لكن شرقوا أو غربوا .

هذا حديث صحيح ، أخرجه البخاري في كتابه ، عن علي بن المديني ، وأخرجه مسلم عن يحيى بن يحيى وغيره ، كلهم عن سفيان بن عيينة .

أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي الفقيه السلامي ، قراءة عليه وأنا أسمع ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل ، أخبرنا عبد الغافر بن أبي الحسن التاجر ، أخبرنا محمد بن عيسى ، أخبرنا إبراهيم بن محمد ، حدثنا مسلم ، حدثنا أحمد بن الحسن بن خراش ، حدثنا عمر بن عبد الوهاب ، [ ص: 132 ] حدثنا يزيد بن زريع ، عن القعقاع ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : إذا جلس أحدكم على حاجته فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها .

عمر بن عبد الوهاب بن رياح بن عبيدة الرياحي ، بصري ، صالح الحديث ، تفرد مسلم بإخراج حديثه ، وأظن ليس له في كتابه سوى هذا الحديث .

وكذا أحمد بن الحسن أبو جعفر البغدادي ، تفرد مسلم بإخراج حديثه ، وهذا الحديث على شرط مسلم ، أخرجه كما سقناه .

أخبرنا أبو العلاء الحافظ ، أخبرنا أبو منصور الصيرفي ، أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد ، أخبرنا سليمان بن أحمد ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، عن عبد الرزاق ، عن الثوري ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن عبد الرحمن بن يزيد ، عن سلمان الفارسي قال : قال المشركون : إنا لنرى صاحبكم يعلمكم حتى يعلمكم الخراءة ! قال : إنه لينهانا أن نستقبل القبلة ، وأن يستنجي أحدنا بيمينه .

صحيح على شرط مسلم ، أخرجه في كتابه .

أخبرني أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي الخطيب ، أخبرنا الحسن بن أحمد القارئ ، أخبرنا أحمد بن عبد الله ، أخبرنا عبد الله بن محمد بن [ ص: 133 ] جعفر ، حدثنا الفضل بن عباس ، حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير ، حدثنا الليث ، حدثني يزيد بن أبي حبيب ، أنه سمع عبد الله بن الحارث بن جزء يقول : أنا أول من سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : لا يبولن أحدكم مستقبل القبلة وأنا أول من حدث الناس بذلك .

قرأت على محمد بن أبي الأزهر القاضي ، أنبأك أحمد بن الحسن بن أحمد الكرجي ، أخبرنا الحسن بن أحمد بن شاذان ، أخبرنا دعلج بن أحمد ، أخبرنا محمد بن علي الصائغ ، حدثنا سعيد بن منصور ، حدثنا عبد العزيز بن محمد ، عن عمرو بن يحيى المازني ، عن أبي زيد مولى الثعلبيين ، عن معقل بن أبي الهيثم ؛ حليف لهم قد صحب النبي - صلى الله عليه وسلم - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى أن نستقبل القبلتين ببول أو غائط .

وقد اختلف أهل العلم في هذا الباب على ثلاثة أنحاء :

فصنف كرهوه مطلقا ، وحملوا هذه الأحاديث على ظواهرها ؛ منهم : مجاهد بن جبر ، وإبراهيم بن يزيد النخعي ، وسفيان بن سعيد الثوري ، وأهل الكوفة . وقال أحمد بن حنبل : يعجبني أن يتوقى في الصحراء والبيوت .

[ ص: 134 ] وصنف رخصوا فيه ، ولم يروا بذلك بأسا ، منهم : عروة بن الزبير ، وحكى ذلك ربيعة بن عبد الرحمن الرأي .

ثم القائلون بالرخصة اختلفوا ؛ فمنهم من قال : الأخبار في هذا الباب جاءت مختلفة فيجب إيقافها ، وترك الأشياء على الإباحة التي كانت ، حكى ذلك ابن المنذر ، ومنهم من قال : الأحاديث الأول التي مر ذكرها منسوخة .

التالي السابق


الخدمات العلمية