الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الأثار

الحازمي - أبو بكر محمد بن موسى الحازمي الهمذاني

صفحة جزء
[ ص: 156 ] باب الوضوء مما مست النار

حديث الوضوء مما مست النار - اختلاف أهل العلم في ذلك - آخر الأمرين من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم - ذكر ما يدل على النسخ .

قرأت على أبي طالب محمد بن علي بن أحمد الكناني بواسط ، أخبرك أبو طاهر أحمد بن الحسين بن أحمد في كتابه ، أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد ، أخبرنا دعلج بن أحمد ، أخبرنا محمد بن علي ، حدثنا سعيد ، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم . أخبرنا معمر بن الزهري ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن عبد الله بن إبراهيم بن قارظ ، أن أبا هريرة . أكل أثوارا من أقط فتوضأ ، فقال له رجل : لم توضأت ؟ قال : إني أكلت أثوارا من أقط فتوضأت ؛ إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : توضئوا مما مست النار .

وكان عمر بن عبد العزيز يتوضأ من السكر .

هذا حديث صحيح تفرد مسلم بإخراجه من حديث ابن قارظ .

أخبرني عبد الرزاق بن إسماعيل ، أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد ، [ ص: 157 ] أخبرنا أحمد بن الحسن ، أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ ، أخبرنا أحمد بن شعيب ، أخبرنا عمرو بن علي ، أخبرنا ابن أبي عدي ، عن شعبة ، عن عمرو بن دينار ، عن يحيى بن جعدة ، عن عبد الله بن عمرو ، وقال : حدثني محمد القارئ ، عن أبي أيوب قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : توضئوا مما غيرت النار .

هذا حديث حسن ، وفي الباب عن أم سلمة ، وأم حبيبة ، وزيد بن ثابت ، وأبي طلحة ، وأبي موسى .

وقد اختلف أهل العلم في هذا الباب ؛ فبعضهم ذهب إلى الوضوء مما مست النار ، وممن ذهب إلى ذلك : ابن عمر ، وأبو طلحة ، وأنس بن مالك ، وأبو موسى ، وعائشة ، وزيد بن ثابت ، وأبو هريرة ، وأبو عزة الهذلي ، وعمر بن عبد العزيز ، وأبو مجلز لاحق بن حميد ، وأبو قلابة ، ويحيى بن يعمر ، والحسن البصري ، والزهري .

وذهب أكثر أهل العلم ، وفقهاء الأمصار إلى ترك الوضوء مما مست النار ، ورأوه آخر الأمرين من فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

وممن لم ير منه وضوءا : أبو بكر وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وابن مسعود ، وابن عباس ، وعامر بن أبي ربيعة ، وأبي بن كعب ، وأبو أمامة ، وأبو الدرداء ، والمغيرة بن شعبة ، وجابر بن عبد الله .

ومن التابعين : عبيدة السلماني ، وسالم بن عبد الله ، والقاسم بن محمد ، ومن معهما من فقهاء أهل المدينة ، ومالك ، والشافعي ، وأصحابه ، وأهل الحجاز عامتهم ، وسفيان الثوري ، وأبو حنيفة وأصحابه ، وأهل الكوفة ، وابن المبارك ، وأحمد ، وإسحاق .

التالي السابق


الخدمات العلمية