نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

صفحة جزء
[ ص: 361 - 362 ] باب الأذان ( الأذان سنة للصلوات الخمس والجمعة ، دون ما سواها ) للنقل المتواتر .


قوله : الأذان سنة للصلوات الخمس ، والجمعة دون ما سواها للنقل المتواتر ، قلت : هذا معروف وفي " صحيح مسلم " { عن جابر بن سمرة صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العيدين غير مرة ولا مرتين بغير أذان ولا إقامة }انتهى .

وفيه أيضا عن عائشة { أن الشمس خسفت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث مناديا : بالصلاة جامعة }انتهى .

والجمعة فيها حديث السائب بن يزيد ، والصلوات تأتي أحاديثها . مسألة :

في تثنية التكبير أول الأذان ، وتربيعه ، أما التثنية فهي في " صحيح مسلم " حدثنا أبو غسان المسمعي ، مالك بن عبد الواحد . وإسحاق بن إبراهيم ، قالا : ثنا معاذ بن هشام صاحب الدستوائي عن أبيه عن عامر الأحول عن مكحول عن عبد الله بن محيريز عن أبي محذورة { أن النبي صلى الله عليه وسلم علمه الأذان : الله أكبر . الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلا الله }إلى آخره ، وأخرجه أبو داود عن نافع بن عمر الجمحي عن عبد الملك بن أبي محذورة عن عبد الله بن محيريز الجمحي عن أبي محذورة نحوه ، وأخرجه [ ص: 363 ] أيضا عن إبراهيم بن إسماعيل بن عبد الملك بن أبي محذورة سمعت جدي عبد الملك يذكر أنه سمع { أبا محذورة يقول : دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلمه نحوه } ، واستدل للقائلين بالتثنية أيضا بحديث أخرجه أبو داود أيضا : حدثنا محمد بن بشار ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة سمعت أبا جعفر يحدث عن مسلم أبي المثنى عن ابن عمر ، قال : { إنما كان الأذان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين مرتين ، والإقامة مرة مرة ، غير أنه يقول : قد قامت الصلاة مرتين ، }انتهى .

وهذا قول مالك ، وأما التربيع ، فأخرجه أبو داود عن همام ثنا عامر الأحول بسند مسلم ، وفيه تربيع التكبير ، قال الشيخ في " الإمام " : وأخرجه أبو عوانة في " مسنده " عن علي بن المديني عن معاذ بن هشام عن أبيه عن عامر ، وفيها التربيع ، قال : وأخرجه الحاكم في " كتابه " المخرج على كتاب مسلم من جهة عبد الله بن سعيد . وأبي موسى . وإسحاق بن إبراهيم ، كلهم عن معاذ بن هشام ، وفيه التربيع ، قال : وأخرجه ابن منده عن عبد الله بن عمر عن معاذ بن هشام بسنده ، وفيه التربيع ، قال : وزعم ابن القطان في " كتابه " أن الصحيح عن عامر المذكور في هذا الحديث ، إنما هو التربيع ، هكذا رواه عنه جماعة : منهم عفان . وسعيد بن عامر . وحجاج ، وبذلك يصح كون الأذان تسع عشرة كلمة ، كما ورد انتهى .

وأخرجه أبو داود . والنسائي . وابن ماجه عن ابن جريج أخبرني عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة عن عبد الله بن محيريز { عن أبي محذورة أنه عليه الصلاة والسلام علمه التأذين ، وفيه التربيع } ، وأخرجه أبو داود أيضا عن ابن جريج عن عثمان بن السائب أخبرني أبي . وأم عبد الملك بن أبي محذورة عن أبي محذورة ، وفيه التربيع ، قال في " الإمام " : وبهذا الإسناد رواه ابن خزيمة في " صحيحه " وهو معلول بجهالة حال ابن السائب وأبيه . وأم عبد الملك انتهى .

وفي الباب حديث عبد الله بن زيد في " قصة المنام " ، وفيه التربيع ، وسيأتي قريبا ، وأخرجه أبو داود أيضا عن الحارث بن عبيد عن محمد بن عبد الملك بن أبي محذورة عن أبيه عن جده ، وفيه التربيع ، وأعله ابن القطان بجهالة حال محمد بن عبد الملك ، وضعف الحارث بن عبيد ، قال ابن معين : ضعيف . وقال ابن حنبل : مضطرب الحديث ، وقال أبو حاتم : يكتب حديثه ، ولا يحتج به انتهى .

وقال أبو عمر بن عبد البر : وقد اختلفت الروايات { عن أبي محذورة ، إذ علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم الأذان بمكة عام حنين ، فروي عنه فيه تربيع التكبير في أوله } ، وروي عنه فيه بتثنية ، والتربيع فيه من [ ص: 364 ] رواية الثقات الحفاظ ، وهي زيادة يجب قبولها ، والعمل عندهم بمكة في آل أبي محذورة بذلك إلى زماننا ، وهو في حديث عبد الله بن زيد في قصة المنام ، وبه قال أبو حنيفة . والشافعي . وأحمد انتهى .

التالي السابق


الخدمات العلمية