نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

صفحة جزء
[ ص: 370 ] ( ويزيد في أذان الفجر بعد الفلاح : الصلاة خير من النوم ، مرتين ) لأن بلالا رضي الله عنه قال : الصلاة خير من النوم ، مرتين حين وجد النبي عليه الصلاة والسلام راقدا فقال عليه الصلاة والسلام : { ما أحسن هذا يا بلال ، اجعله في أذانك }وخص الفجر به ; لأنه وقت نوم وغفلة .


الحديث الثالث :

روي أن بلالا رضي الله عنه ، قال : الصلاة خير من النوم ، حين وجد النبي صلى الله عليه وسلم راقدا ، فقال عليه السلام : { ما أحسن هذا يا بلال ، اجعله في أذانك } ، قلت : رواه الطبراني في " معجمه الكبير " حدثنا محمد بن علي الصائغ المكي ثنا يعقوب بن حميد ثنا عبد الله بن وهب عن يونس بن يزيد عن الزهري عن حفص بن عمر { عن بلال أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم يؤذنه بالصبح فوجده راقدا ، فقال : الصلاة خير من النوم مرتين ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما أحسن هذا يا بلال ، اجعله في أذانك }انتهى .

أخرجه في " باب الباء في ترجمة حفص بن عمر " عن بلال .

وروى الحافظ أبو الشيخ ابن حيان في " كتاب الأذان له " حدثنا عبدان ثنا محمد بن موسى الحرشي ثنا خلف الحزان " يعني البكاء " قال : قال ابن عمر : { جاء بلال إلى النبي صلى الله عليه وسلم يؤذنه [ ص: 371 ] بالصلاة ، فوجده قد أغفا ، فقال : الصلاة خير من النوم ، فقال : اجعله في أذانك إذا أذنت للصبح ، فجعل بلال يقولها إذا أذن للصبح }انتهى .

أحاديث الباب :

روى ابن ماجه في " سننه " حدثنا عمر بن رافع ثنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب { عن بلال أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم يؤذنه لصلاة الفجر ، فقيل : هو نائم ، فقال : الصلاة خير من النوم . الصلاة خير من النوم ، فأقرت في تأذين الفجر ، فثبت الأمر على ذلك } ، انتهى .

{ حديث آخر } : روى ابن خزيمة في " صحيحه " والدارقطني ، ثم البيهقي في " سننهما " من حديث محمد بن سيرين عن أنس ، قال : { من السنة إذا قال المؤذن في أذان الفجر : حي على الصلاة ، حي على الفلاح ، قال الصلاة خير من النوم ، }انتهى . قال البيهقي : إسناده صحيح .

{ حديث آخر } : روى ابن أبي شيبة في " مصنفه " حدثنا أبو خالد الأحمر عن حجاج عن عطاء { عن أبي محذورة أنه أذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم . وأبي بكر . وعمر ، فكان يقول في أذانه : الصلاة خير من النوم }انتهى .

وأخرجه أبو داود عن الحارث بن عبد الله .

{ حديث آخر } : خرجه الطبراني في " معجمه الوسط " عن عمرو بن صالح الثقفي ثنا صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن عروة { عن عائشة ، قالت : جاء بلال إلى النبي صلى الله عليه وسلم يؤذنه لصلاة الصبح فوجده نائما ، فقال : الصلاة خير من النوم ، فأقرت في أذان الصبح } ، انتهى .

{ حديث آخر } : روى البيهقي في " المعرفة " عن الحاكم بسنده إلى الزهري { عن حفص بن عمر بن سعد المؤذن أن سعدا كان يؤذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال حفص : [ ص: 372 ] فحدثني أهلي أن بلالا أتى النبي صلى الله عليه وسلم يؤذن لصلاة الفجر ، فقالوا : إنه نائم ، فنادى بأعلى صوته : الصلاة خير من النوم ، فأقرت في صلاة الفجر }انتهى .

وقال : هذا مرسل حسن ، والطريق له صحيح ، قال في " الإمام " : وأهل حفص غير مسمين ، فهم مجهولون .

{ حديث آخر } .

رواه ابن ماجه أيضا ، حدثنا محمد بن خالد بن عبد الله الواسطي ثنا أبي عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن سالم عن أبيه { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استشار الناس لما يهمهم إلى الصلاة ، فذكر البوق ، فكرهه من أجل اليهود ، ثم ذكروا الناقوس ، فكرهه من أجل النصارى ، فأري النداء تلك الليلة رجل من الأنصار ، يقال له : عبد الله بن زيد . وعمر بن الخطاب ، فطرق الأنصاري رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر عليه السلام بلالا فأذن به ، قال الزهري : وزاد بلال في نداء صلاة الغداة : الصلاة خير من النوم ، فأقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال عمر : يا رسول الله قد رأيت مثل الذي رأى ، ولكنه سبقني } ، انتهى . قال في " الإمام " : ومحمد بن خالد هذا تكلم فيه .

{ حديث آخر } : في حديث أبي محذورة عن أبي داود ، { قلت : يا رسول الله علمني سنة الأذان ، وفي آخره : فإن كان صلاة الصبح ، قلت : الصلاة خير من النوم . الصلاة خير من النوم . الله أكبر . الله أكبر ، لا إله إلا الله ، }ورواه ابن حبان في " صحيحه " في النوع الرابع والسبعين ، من القسم الأول .

{ حديث آخر } : روى أحمد في " مسنده " حديث عبد الله بن زيد من طريق محمد بن إسحاق عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عبد الله بن زيد بن عبد ربه ، فذكره بنحو أبي داود ، وزاد في آخره : { ثم أمر بالتأذين ، فكان بلال يؤذن بذلك ، يدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة ، قال : فجاءه ذات غداة فدعاه إلى الفجر ، فقيل له : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نائم ، فصرخ بلال بأعلى صوته : الصلاة خير من النوم ، }قال سعيد : [ ص: 373 ] فأدخلت هذه الكلمة في التأذين إلى صلاة الفجر انتهى . وقد تقدم في حديث أذان الملك النازل من السماء ، وتقدم قول الحاكم في " المستدرك " : أمثل الروايات في حديث عبد الله بن زيد رواية سعيد بن المسيب ، وهو خلاف ما قاله غيره ، فإن ابن إسحاق لم يصرح فيه بالتحديث من الزهري ، فبقي فيه شبهة التدليس ، قاله الشيخ في " الإمام " .

التالي السابق


الخدمات العلمية